|

هَدْمُ وحَرْقُ كَنِيسَةِ "إدفو" بقلم: القمص أثناسيوس فهمي جورج


في "إدفو" محافظة "أسوان" استوصىَ مسلمو "المريناب" بالأقباط خيرًا، فقاموا بحرق وهدم كنيسة مارجرجس. جاوز ظلمهم وكرههم وكذبهم المدىَ وانكشفت عوراتهم الإرهابية، عندما حوّلوا الكنيسة إلى ركام، مثلما حّولوا كنيسة "صول" بالأمس القريب، هدموا الكنيسة بمعاول وفؤوس التخريب، وداسوا الكتب المقدسة، وحرقوا الأيقونات والأواني والمحتويات... رائحة الغدر والشر تتصاعد وسط صرخات المستغيثين والمتضررين والمنتهَكين. وما اهتز ضمير!!! وما تحرك مسئول!!! كالعادة، إلا بعد أن قُضي الأمر. أما الأقباط أهل البلد وقفوا بصدور عارية أمام البنادق والسيوف والمولوتوف قبالة الإرهابيين الذين حرقوا الكنيسة بكراهيتهم وعَماهم... وقفوا عُزَّل ينادون ربهم، إذ لا سلاح عندهم إلا طلب المعونة والنجدة في صراع الحق والباطل.


صورة أرشيفية

قام البلاطجة والشبِّيحة والتلفيين بهدم الكنيسة بالكامل حتى استوت بالأرض، تحت سمع وبصر الأجهزة والسلطات المصرية... هدموا قباب الكنيسة، فلا كنيسة من غير قباب، فهي ليست مضيفة كما يروِّج المراوغون والملفقون عند كل حادثة... فمَن يهدم كوخًا أو يحرقه هو مجرم وإرهابي، وما يحدث للكنائس من هدم وحرق هو سُبَّة في جبين مصر كلها. كانوا من قبل يقولون أن هذه الجرائم يفعلها مجانين ومختلون عقليًا، لكن بعد الثورة يقولون أنه طيش شباب!!! والسؤال هنا، لماذا الخبل والطيش المستدام والمزمن لا ينجذب ولا يتجه إلا ناحيتنا؟؟!!



لقد قيل أن وراء هذا الهدم شيخ أو مشائخ، فهل هذه هي مهمة المشائخ؟؟!! ولماذا تتكرر هذه السيناريوهات في كل يوم جمعة؟؟!! لقد جاوز الظلم والتعدي والإجرام كل مدىَ... فإذا كان الدين المعاملة، فأي دين هذا الذي يحضّ على الإتيان باعتداءات الهدم والحرق والرشق بالحجارة والسلب والنهب والترويع والتطهير العرقي؟؟!! أية معاملة ودين هذا الذي يدعو إلى منع دخول سيارات الإطفاء إلى موضع الغزوة، والذي يدعو إلى الهتاف (مش عايزين نصارى) وكأن المسيحيون غرباء أو وافدون أو جالية أو ضيوف طال بقاؤهم.
إن كنائسنا ليست مباني ولن تكون. بل هي بيوت لله، بيوت صلاة وطهارة وبركة وحضور وتقديس وسجود ونور وطلب سلام ورحمة وغفران، نصلي فيها وندعو من أجل الذين يدعون علينا، نحن ندعو لهم بينما هم يدعون علينا... وتمتد أيادي أبناء المعصية لتهدمها... لكن جلباب الأشرار يكشف دومًا العورات التي لم يُخفَ فيها شيء، وهي تؤكد يومًا فيومًا أن ذلك كذلك، في رصاص "نجع حمادي، المقطم، العمرانية"، وفي متفجرات "الأسكندرية"، وفي حرائق "إمبابة، المريناب".



كنائسنا قديمًا كانت تُبنى على ذخائر رُفات شهداء وقديسي القرون الأولى. بينما اليوم صارت تُبنى بالدم والعرق... تُبنى على أجساد شهداء أحياء معاصرين منذ وضع الأساسات... تُبنى بالسهر والكد وبنهب قوت شعبها، وبحرق بيوت أهلها ومعاقبتهم وحصارهم، وبمنع استغاثة الإطفاء عنهم. إنهم شهداء أحياء وأموات. 


المجد لكم يا أقباط مصر، روَّعوكم وحرقوكم وهدموا كنائسكم ودياركم وداسوا كرامتكم، بعد أن قالوا فيكم كل شر كاذبين... إنهم لا يعلمون ماذا يفعلون، لكن في كل ذلك لن تقوى عليكم بوابات الجحيم.
 القمص أثناسيوس فهمي جورج

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات