في عربة السيدات .. صدقة تحت تهديد السلاح
طالت لغة البلطجة كل شيئ فى مصر " الجديدة ".. حتى عالم المتسولين الذين كانوا يستجدون الصدقات من فاعلى الخير بأساليب ترقق القلب وتثير العطف و الشفقة ، فقد تخلوا عن تلك الأساليب الانسانية ، وتحولوا إلى " بلطجية " يفرضون على المارة قيمة الصدقات ، وويل لمن لا يدفع .
وما حدث مع اسماء جمال ،طالبة السنه النهائية بكلية التجارة جامعة حلوان، داخل محطات المترو دليل على هذا التحول الإجتماعى الخطير ، ولجوء جميع فئات الشعب إلى لغة القوة والعنف.
تروى أسماء ما حدث : " كنت فى طريقى للجامعه بحلوان ، وأثناء تواجدى بعربة السيدات وفى محطة السيدة زينب ، فوجئنا بمتسول شاب لم يتجاوز الثامنه عشرة ، مهلهل الملابس وأشعث الشعر، ومظهره يثير الخوف يتجول داخل العربة للمارسة التسول، شعرت بالخوف منه وأعطيته خمسة جنيهات عسى ان يغادر العربة ، ولكنه مكث بها دون حراك ، رغم أن السيدات أخبرنه بأن هذا المكان لايُسمح فيه بوجود الرجال .
صدقة بالإكراه
وتضيف أسماء : وبعد عدد من المحطات ، فوجئنا بفتاة متسولة لم تتجاوز 16 عاما تدخل عربة السيدات أيضا ، ولكن لم يستجب أحد من السيدات لطلبها هذه المرة ، وفجأة همس لها المتسول الشاب وأشار بإصبعه إلى وكأنه ينبهها إلى ما أعطيته له قبل دقائق، فجاءتنى الفتاة وألحت على فى العطاء، وعندما رفضت إذا بها تحاول خطف حقيبتى وهى تقول : "هاتى حاجة " ..!
تملكنى الخوف بشدة وعزمت على مغادرة المترو فى المحطة المقبلة ، واستبداله بآخر ، لكنها أمعنت فى جذب الحقيبة فصرخت فيها : " إبعدىز.. يظهر إنكم حرامية " .
وتواصل أسماء: الغريب إنه لم يتدخل أحد من السيدات لانقاذى وحمايتى ، فقد تملك الخوف الجميع . وعندما توقف المترو بالمحطة كانت الحقيبة قد تمزقت بيدها ، وإزداد تشبثى بها ، فهى تحوى أوراقا مهمة وبطاقة الكلية ، وإذا بهم يسحلونى خارج عربة المترو أمام جموع الركاب ، وينهالون على ضرباً . وأخرجت البنت ما يشبه موسى الحلاقة ، وأصابتنى به فى يدى لتحدث جرحاً غائرا ، وظللت أصرخ ، وانا أراهما وقد اختطفا الحقيبة وفرا هاربين دون أن يتدخل أحد.
الشرطة مازالت محايدة
وتضيف أسماء فى مرارة بالغة : توجهت لمستشفى حلوان حيث تمت خياطة الجرح أربع غرز ، كنت قبلها قد توجهت لإدارة المترو فى المحطة التى تعرضت فيها للاعتداء وتقدمت بشكوى ، إلا أنهم لم يصدقوا ما حدث ورفضوا القيام بأى تصرف إيجابى ، ولو حتى إبلاغ شرطة النقل والمواصلات للبحث عن هؤلاء المتسولين .
تختم أسماء روايتها قائلة في أسى: لن أنسى ما حدث أبدا ، ولن أنسى سلبية الركاب ، وكنت أظن أنها اختفت مع الثورة، ولكن يبدو أن عدواها انتقلت إلي المواطنين من رجال الأمن الذين يتركون المتسولين يحصلون الصدقات في المترو تحت تهديد السلاح !!
رابط html مباشر:
التعليقات: