حميد الشاعري يوضح أسباب محاربة القذافي له
أكد الفنان الليبي حميد الشاعري أنه كان يتعرض لجميع أنواع الاضطهادات بشكل مباشر وغير مباشر من جانب الرئيس الليبي معمر القذافي، مما ساهم في تعطيل مسيرته الفنية لسنوات طويلة.
وقال الشاعري: "القذافي كان يقتل المواهب داخل ليبيا كي يكون هو الموهوب الأول والمثقف الأول والفنان الأول، فلا يذيع صيت أي أحد من ليبيا إلا معمر القذافي، فهو كان مريضا نفسيا يحب الذات ويعشق السلطة، وأكبر دليل على ذلك الأسماء التي اختارها لأبنائه: سيف الإسلام معمر القذافي، عائشة معمر القذافي، والساعدي القذافي، إلخ".
وتابع الشاعري في حواره مع جريدة "الشرق الأوسط": "القذافي عنده في الاستخبارات العامة قسم يسمى "مكافحة النجومية والشهرة"، وكان هناك شخص مكلف بإيقاف مسيرتي الفنية في مصر، وأنا جلست مع هذا الشخص بعد ذلك، واعترف لي بأنه كان ينفذ ذلك عن طريق الكثير من العوامل ومن ضمنها إيقافي من قبل النقابة المصرية، حيث أوقفتني النقابة 4 سنوات والسبب لم يكن مقنعا أن أوقف كل هذه المدة لأنني نسيت أن أجدد "كارنيه" العضوية عاما واحدا، حيث إن الموضوع لم يكن طبيعيا، بالإضافة إلى أن القذافي كان يدفع أموالا لفنانين معروفين جدا لكي لا يتعاملون معي ولن أذكر أسماءهم. وكان يحاربني في عز نجاحي ولم أنفذ الكثير من أحلامي بسبب ملاحقته لي، وما قام به معي كرره مع آخرين مثل الشاب جيلاني والمطربة أميرة اللذين توقفت مسيرتهما الفنية كثيرا وكان هو السبب وراء ذلك".
وشدد الشاعري على أن الحريق الذي شب في منزله مؤخراً كان بفعل فاعل، وقال: "كنت أجلس في البيت وأعمل في الاستوديو الخاص بي وسمعت صوت فرقعة بالشقة ورأيت النيران تشتعل في منزلي، ولولا ستر ربنا لكان حدث لي مكروه ولكن الحمد لله، وأرى أنه توجد أياد خفية وراء هذا الحريق، ولكني لا أجزم بذلك، ولكن كل الشواهد تؤكد أنه بفعل فاعل، وأيضا في الفترة الأخيرة كانوا يشتمونني في ليبيا وفي الإعلام الليبي، ولكني سأظل فيما أقدمه وسأظل حرا وسأموت حرا وأنا لست أفضل ممن يموتون كل يوم في ليبيا للدفاع عن حريتها".
واعتبر الشاعري ان مبارك كان أفضل من القذافي في معاملته مع شعبه، وبرر ذلك قائلا: "هناك فرق كبير جدا بين النظام المصري والنظام في ليبيا، حيث إن النظام المصري كان فيه حرية شكلية ظاهرية، حتى في التعامل مع المصريين أثناء الثورة كان مختلفا، حيث إن مبارك لم يجلب مرتزقة لضرب شعبه ولم يطلع على الإعلام ويشبه الشعب الليبي بالجرذان، كما أن النظام الليبي لم يكن به أي حرية ولم يكن أحد يستطيع أن يتكلم عن أي شيء حتى في بيته، فقد جند القذافي 50 في المائة من الشعب للعمل في المخابرات للتجسس على الباقيين".
وأكد الشاعري أن إنشاءه لمحطة "الرأي الحر" التلفزيونية التي تبث أحداث الثورة الليبية من مصر كانت خطوة جاءت في الوقت المناسب تماماً، وقال: "أرى أن وقت الثورة كان هو أنسب وقت لظهور قناة ليبية تعبر عن الليبيين الحقيقيين، لبث الحقائق التي تدور داخل الأراضي الليبية من دون أي مجاملات، وكانت هذه الفكرة لأخي مجدي الشاعر وليست فكرتي بمفردي، والقناة تقدم مجموعة من الشخصيات الإعلامية البارعة والمتخصصين في تقديم البرامج وكلهم شخصيات ليبية حرة."
وأضاف: "وكان من أهداف القناة، أن تبين للعالم أن ليبيا بها الكثير من المثقفين والإعلاميين، ولكن سياسة وضغط القذافي عليهم دفعتهم للهروب من ليبيا خوفا من تأثير فكر القذافي عليهم، وأنا واحد منهم، خرجت من ليبيا وأنا في التاسعة عشرة من عمري كي أنجح وأبني نفسي".
ونفى الشاعري ما تردد حول لقائه بالقذافي، وقال: "من حسن حظي أنني لم أقابله أثناء فترة حكمه، لأني لو قابلته كنت سأنتقده في وجهه، لكن في الفترة الأخيرة منذ بداية عام 2007 دعاني سيف الإسلام نجله في عيد ميلاده وتحدثنا عن أحوال ليبيا وانتقدت أشياء كثيرة، والذي فاجئني أنه أيضا انتقد الأوضاع في ليبيا وقال إننا ليس لدينا حراك سياسي ولا قانون وليست لدينا إمكانيات للمنافسة مع أي بلد من البلدان، وكلامي مع سيف الإسلام زاد عندي الأمل والتفاؤل في التغيير، وبدأنا في بداية عام 2011 عمل خطة لليبيا الغد بهدف التطوير والتحديث في كل الألوان سواء كانت ثقافة أو فنونا أو مؤسسات أو خدمات."
وأضاف:" ولكني صدمت جدا فيه بعد موقفه من الثورة الذي يناقض هذا الرأي ، لأن كلامه في الإعلام كان مختلفا تماما، وكنا ننتظر منه خطابا يعبر عن الحقيقة ويتحدث فيه عما يحدث في ليبيا، ولكن جاء مخيبا للآمال، حيث إننا كنا نعتقد أنه الأمل لأنه ظهر متفهما بعض الشيء، ولكننا فوجئنا بموقفه وأنه كان يخدعنا لكي يحمي والده ويستولي على الحكم 40 سنة أخرى مقبلة. ومن المحتمل أنه خائف على نفسه من بطش أبيه"
رابط html مباشر:
التعليقات: