قوات الأسد تقتحم الرستين بالهليكوبتر والدبابات لملاحقة المنشقين
عمان (رويترز) - قال سكان ان قوات الأسد تدعمها الدبابات وطائرات الهليكوبتر اقتحمت بلدة الرستن الاستراتيجية قرب مدينة حمص يوم الثلاثاء لملاحقة منشقين من الجيش بعد اشهر من احتجاجات غالبيتها سلمية مطالبة بالديمقراطية.
واضافوا ان عشرات العربات المدرعة دخلت البلدة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة والواقعة على الطريق السريع المؤدي الى تركيا بعد ان قصفتها الدبابات وطائرات الهليكوبتر في إعقاب حصار استمر يومين.
وقال أحد السكان الذي عرف نفسه باسم ابو قاسم "الدبابات أطبقت على الرستن وأصوات الرشاشات الإلية والانفجار لم تتوقف. وفي النهاية دخلت هذا الصباح."
ورفض مئات الجنود السوريين تنفيذ الاوامر بفتح النار على المتظاهرين وشكلوا كتيبة خالد بن الوليد في الرستن. ويقود الكتيبة الرائد عبد الرحمن الشيخ ولديها بعض الدبابات. وينشط في المنطقة العقيد رياض الأسعد وهو أكبر ضابط بين المنشقين.
وهاجم الجنود المنشقون حافلات للجيش ونقاط تفتيش تديرها القوات السورية او ميليشيات تابعة للنظام تعرف باسم "الشبيحة".
وبرزت المنطقة الى جانب محافظة ادلب على الحدود التركية الى الشمال الغربي كمحور مقاومة مسلحة لحكم الرئيس السوري بشار الاسد بعد ستة أشهر من احتجاجات الشوارع. لكن غالبية القوات السورية المسلحة التي يقودها ضباط علويون من طائفة الأسد ظلوا أوفياء للنظام.
وأرسل الاسد قوات ودبابات الى مدن وبلدات في جميع انحاء سوريا للتصدي لاحتجاجات تطالب بانهاء حكم عائلة الاسد المستمر منذ أكثر من 40 عاما لدولة هي في قلب منطقة الشرق الاوسط يسكنها 20 مليونا. وقالت الامم المتحدة ان 2700 شخص على الاقل قتلوا في الحملة من بينهم 100 طفل.
وتقول السلطات السورية ان 700 من رجال الشرطة والجيش قتلوا على أيدي من وصفتهم بإرهابيين ومتمردين.
وقد تتجسد رؤيتهم هذه على الواقع مما سيثير استياء الكثير من الثوار الذين أصروا على بقاء حركتهم سلمية لحرمان السلطات من اي مبرر للعنف الذي تستخدمه.
ولا يعرف على الفور المساحة التي أصبحت في الرستن تحت سيطرة قوات الأسد نظرا لاستمرار القتال.
وقال ساكن اخر ان الرشاشات الالية كانت تطلق من طائرات الهليكوبتر قرب منزله عند الطرف الجنوبي للرستن حيث يقاوم مئات من المنشقين على الجيش والذين تمركزوا في البلدة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأضاف "لم نتمكن من النزول الى الشارع طوال يومين وليس لدينا اي فكرة عن الخسائر في الأرواح."
وذكر نشطون محليون ان اكثر من 20 شخصا اصيبوا لكن الإطلاق العنيف للنيران منع كثيرين من الوصول الى المستشفى.
وهاجم السفير البريطاني في دمشق السلطات "لقمعها العنيف للمظاهرات معظمها سلمية" ولمحاولاتها المستمرة إخفاء الحقيقة عن العالم.
وكتب سايمون كولينز السفير البريطاني في مدونة عن النظام السوري " هذا نظام عازم علي السيطرة على كل جوانب الحياة السياسية في سوريا. لقد اعتاد السلطة وسيفعل كل ما بوسعه للاحتفاظ بها."
وأضاف "النظام يريد ان يخلق حقيقة خاصة به. ويجب الا نسمح له بذلك."
وفي خطابه أمام الأمم المتحدة طالب وليد المعلم وزير الخارجية السوري يوم الاثنين الدول الأعضاء بوقف "التدخل الأجنبي" الذي وصفه بانه وراء المظاهرات المطالبة بالإصلاحات السياسية.
وقال المعلم للجمعية العامة للامم المتحدة ان السلطات السورية تأسف لتصاعد انشطة الجماعات المسلحة في سوريا.
وقالت واشنطن التي توددت يوما للاسد قبل تفجر الاحتجاجات ان الحملة المتصاعدة التي يشنها الجيش فجرت مقاومة مسلحة. وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان استمرار الحملة يغير من الية الاحتجاجات.
وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر في افادة صحفية "ليس مفاجئا بالنظر الى مستوى العنف على مدى الشهور الماضية ان نرى الان ..اعضاء من المعارضة يبدأون استخدام العنف ضد الجيش كتصرف للدفاع عن النفس."
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان الشرطة العسكرية قتلت اربعة جنود عندما حاولوا الفرار من موقعهم في محافظة ادلب في الشمال على الحدود مع تركيا. واعتقل سبعة جنود اخرين.
ويقول دبلوماسيون ان ماهر الاسد الشقيق الاصغر لبشار يقود محاولات الجيش للقضاء على الاحتجاجات.
وواجه والدهما حافظ الاسد تمردا اسلاميا مسلحا في الثمانينات واستخدم الجيش لسحق المعارضة وقتل عشرات الالاف.
وقال الرئيس السوري مرارا ان استخدام قوات الجيش كان مقيدا وان اي دولة اخرى كانت ستلجأ لنفس التكتيكات لمواجهة الانتفاضة.
وتركز سوريا الواقعة تحت ضغوط اقتصادية نتيجة للاضطرابات والعقوبات الغربية على قطاع النفط الان وحظرت الاسبوع الماضي معظم الواردات من الخارج لتقليل حاجتها للدولار والحفاظ على احتياطيها من النقد الاجنبي.
وقال وزير الاقتصاد السوري محمد الشعار لوكالة الانباء السورية ان خطوة تعليق استيراد بعض المواد "مؤقت ووقائي واحترازي" وأضاف انه يمكن توسيع قائمة تضم 51 بندا مستثناة من هذا الحظر.
رابط html مباشر:
التعليقات: