وزير الداخلية (يُكرم) ضابط أطلق 3 رصاصات على شاب تشاجر مع صاحبه بسبب شقيقته
ضابط يفض مشاجرة "خبر عادي"، لكن تضارب الأنباء على مدى أسبوع حول ثمة عنف من قبل الضابط أثناء فض المشاجرة تطور لإطلاق 3 أعيرة نارية دفع "الشروق" لتقصي تفاصيل القصة، والوقوف على مدى صحة الأنباء المتواترة في ظل روايتين متناقضتين للحادثة.
الحادثة كانت بدايتها مع إطلاق النقيب محمد سالم أحمد "ضابط نجدة" ثلاث أعيرة نارية على شاب خلال فض مشاجرة بين شخصين انتهت بإصابة أحدهما ويدعي "محمد السيد رزق"، والبالغ من العمر 28 عاما حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، برصاصة في المعدة، وأخرى بالفخذ، وثالثة بالحوض.
ووسط حراسة مشددة من قبل خمسة أفراد "شرطة سرية" داخل المستشفى الميري الجامعي، التقت "الشروق" المصاب "محمد السيد رزق"، حيث بدأ حديثه قائلاً: "كنت أعمل حلواني شيف بشركه نقل، وبعد الثورة تم تصفيه الشركات الأجنبية، وأصبحت أعيل وشقيقي أسرة بعد وفاة والدي منذ خمس سنوات.
واصل "رزق" القول، ومع بداية فصل الصيف استأذنت إدارة فندق القوات المسلحة "المحروسة"، لأقيم وشقيقي "محمود" ما يشبه كافيتريا على "الرصيف"، ووافق العميد محمد فوزي مدير إدارة شرطة المرافق، والذي تفضل مشكورا بقبول الطلب، مراعاة لظروفنا الأسرية الصعبة، والكلام لـ"رزق".
وتابع القول، حدثت مشاجرة بيني وبين زميلي صابر مجدي الشهير بـ"أيمن"، ورغم انتهائها بالتصالح، إلا أن الأمر تطور مع حضور ضابط النجدة، والذي سألني عن أطراف المشاجرة لدى نزوله من السيارة، فقمت بشرح الموقف له، موضحا أن الأمر انتهي بالتصالح، لكن الضابط، والكلام لرزق، قام بسب أمي، وقال لي: "إنت عاملي بلطجي في الشارع وبتتحرش بالبنات"، وذلك حسب رواية أحد المواطنين، على حد تعبير الضابط لـ"رزق".
وأوضح "رزق" أن الضابط رفض السماع له، مستمرا في توجيه وابل من السباب والألفاظ النابية، فما كان مني إلا أن قلت له "ما تشتمشي أمي وأبويا، مواصلا: بادلته القول "أمك وأبوك مش أحسن من أمي وأبويا"، على تعبيره، ما دفع الضابط إلى صفعي على وجهي وقام بركلي بقدميه أكثر من مرة.
وتابع "رزق"، وعندما شدد الضابط من قبضة يديه على رقبتي، في وقت الذي كنت أؤكد له وجود شهود على الواقعة التي انتهت بالتصالح، وجدت نفسي أمسك بكوب زجاج كان بجانبي وألقيت به في وجه الضابط دفاعا عن نفسي، وأسفر عن جرح قطعي، ليقابل ذلك الضابط بإخراج سلاحه الميري "طبنجة" موجها 3 رصاصات استقرت الأولى ببطني "رزق"، والثانية بالحوض، والثالثة بالفخذ، ولم يكتف بذلك بل قام "بسحلي" على الأرض، ما دفع بالمارة إلى تعنيف الضابط، قائلين: "حرام عليك هو عمل إيه، سيبه يا باشا ده مات"، ولم أشعر بنفسي سوآ داخل المستشفى الرئيسي الجامعي، غارقا في دمائي، ووسط حراسة مشددة.
وأظهر التقرير الطبي للمصاب، والذي حصلت "الشروق" على نسخة منه، أنه تلقى ثلاث رصاصات "واحدة في المعدة، دمرت أمعائه، والثانية في الحوض، أحدثت كسرا في عظامه وخرجت من ساقه، والثالثة في قدمه، وأجُريت له عملية جراحية لاستخراج الرصاصة المستقرة بالمعدة، ما أدى إلى استئصال جزء منها، وتغيير مسار فتحة الشرج مؤقتا وربما دائما، وفقا لحالة المريض، حسب التقرير.
وفي المقابل أصدرت مديرية أمن الإسكندرية بيان إعلاميا نشرته بعض الصحف، يوضح إصابة المجني عليه بطلقة واحدة، نتيجة شروعه في التحرش بفتاة، وأن المتهم اعتلى سور الكورنيش وتعدى على الضابط بقطعة زجاج وأصابه بجروح في الحاجب والعين اليسرى.
وتابع البيان، أن المجني عليه، قذف سيارة النجدة بأكواب زجاجية، ما دفع الضابط إلى الاستمرار في مطاردته وأطلق بعض الأعيرة النارية، ما أسفر عن إصابة المتهم بطلقة نارية في فخذه، وتمكنت الشرطة من إلقاء القبض عليه ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج تحت حراسة مُشددة، وتم نقل الضابط إلى مستشفى الشرطة.
ووفقا لمحضر قسم شرطة الرمل أول، فقد أوضح حدوث مشاجرة بين كل من محمد السيد رزق عبد الغفار "28 عاما- عاطل" ومقيم بقسم ثان الرمل وسبق ضبطه واتهامه في 4 قضايا مخدرات وضرب، وبين صابر مجدي "48 عاما- بائع"، مصاب بجروح قطعية بالوجه والرقبة، نتيجة قيام الأول "رزق" بمعاكسة شقيقته.
من جانبه تساءل محمود البكري العفيفي، محامي "رزق"، إذا كان الضابط محقا في أن "رزق" قام بمعاكسة فتاة وألقى كوب زجاجي فارغ في وجهه، فكان علية الاكتفاء بشل حركته برصاصة واحدة في قدمه، أما أن يُصيبه بثلاث رصاصات، أحدهما استقرت بمعدته وكادت تودي بحياته، فهذا أمر غير منطقي ويثير كثيرا من علامات الاستفهام.
تجدر الإشارة إلى أن مديرية أمن الإسكندرية قد أحالت قضية "رزق" باعتباره متهما بالاعتداء على ضابط شرطة "نجدة" أثناء تأدية عمله، إلى النيابة العسكرية، وتم تشديد الحراسة عليه داخل المستشفى الجامعي، وفي المقابل قام أمس، اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية، بزيارة الضابط، داخل مستشفى الشرطة بالمحافظة، وقام بتكريمه برفقة اللواء خالد غرابة مدير أمن العاصمة الثانية.
رابط html مباشر:
التعليقات: