متشددون إسلاميون يسيطرون على مدينة يمنية ثالثة
ذكرت مصادر قبلية وسكان أمس الأربعاء إن متشددين إسلاميين سيطروا على بلدة شقرا الساحلية في جنوب اليمن لتصبح ثالث بلدة تقع في أيديهم ، وفقدت حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح السيطرة على بعض المناطق في الجنوب بعد اشهر من الاضطرابات السياسية والاحتجاجات الشعبية العارمة المطالبة بإنهاء حكمه المستمر منذ ثلاثة عقود.ومن المحتمل ان متشددين اسلاميين -ربما ينتمي بعضهم للقاعدة- يستغلون فراغا امنيا بينما يقاتل صالح وحلفاؤه للبقاء في السلطة او ربما انهم بيادق في ذلك الصراع. وكان الاسلاميون قد سيطروا بالفعل في مارس على بلدة جعار في محافظة أبين وعلى زنجبار عاصمة المحافظة في مايو.
وقالت مصادر قبلية إن القوات الحكومية سمحت للمتشددين بالسيطرة على شقرا حيث لم تبد مقاومة تذكر. ودخل المتشددون الذين تقول الحكومة إنهم على صلة بتنظيم القاعدة البلدة في سبع سيارات قادمين من مدينة أخرى يسيطرون عليها بالفعل.
وذكر سكان ان المتشددين اقاموا نقاط تفتيش وانهم يقومون بتفتيش المركبات والاشخاص. كما سيطر المتشددون على مركز الشرطة ومجمع للمكاتب الحكومية بالبلدة. وقال قادة للمعارضة ان سيطرة المتشددين على شقرا -وهي واحدة من مراكز صيد السمك في اليمن- هي رد الحكومة على تشكيل المعارضة لمجلس انتقالي ثوري اليوم الاربعاء.
وقال محمد سالم باسندوة القيادي في ائتلاف المعارضة ان المجلس يستهدف توحيد كل قوى "الثورة" وتنسيق الجهود للتصدي للنظام "الشمولي". والقى مقاتلون قبليون يعملون مع جيش صالح القبض في وقت متأخر من يوم الثلاثاء على عشرة من الاسلاميين المسلحين ببنادق آلية وقنابل عند نقطة تفتيش بالقرب من شقرا عندما كانوا في طريقهم إلى مدينة عدن الساحلية الجنوبية على الطريق الساحلي الرئيسي.
وقالت مصادر محلية وقبلية ان العشرة سلموا إلى الجيش الذي نقلهم إلى عدن. وقال صالح أمس إنه سيعود قريبا الي اليمن من السعودية حيث يتعافى من اصابات وحروق خطيرة اصيب بها اثناء محاولة اغتيال في يونيو حزيران.
وفي ثاني ظهور تلفزيوني له من الرياض بدا صالح في صحة أفضل بكثير مما كان عليه في ظهوره الأول وهاجم أحزاب المعارضة ووصفها بأنها مجموعات انتهازية سرقت احتجاجات الشبان وحرضت على العنف. ومن شأن عودته أن تثير غضب المتظاهرين الذين كانوا يأملون ان يبقى في الرياض بصورة دائمة وأن تثير ضيق الولايات المتحدة التي حثت حليفها السابق على البقاء خارج اليمنه.
وتصاعدت الاحتجاجات الشعبية ضد صالح بعد انتفاضتي تونس ومصر اللتين أطاحتا برئيسي البلدين هذا العام لكن الرئيس اليمني ما زال يتشبث بالسلطة متحديا الضغوط الدولية وتراجع ثلاث مرات عن توقيع اتفاق لنقل السلطة توسطت فيه دول عربية خليجية. ويعتقد المحتجون والمعارضون أن صالح تسبب عن عمد في تراخي الوضع الأمني لإتاحة المجال أمام المتشددين للعمل في محاولة لإبراز المخاطر المحيطة باليمن في حالة غيابه.
ويخشى حلفاء صالح الرئيسيون في الرياض وواشنطن أن يرسخ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أقدامه باليمن إذا اضطر صالح لترك السلطة مما يتيح للتنظيم شن مزيد من العمليات في الخارج. وقدم هؤلاء الحلفاء دعما لصالح على مدى سنوات باعتباره الرجل الذي يمكنه كبح جماح أنشطة القاعدة باليمن. وفي اعمال عنف أخرى اليوم الاربعاء قتل مدنيان في بلدة صبر بمحافظة لحج الجنوبية اثناء احتجاجات على انقطاع التيار الكهربي.
رابط html مباشر:
التعليقات: