|

سقوط سيف الإسلام وجمال ينهي حلم التوريث العربي للأبد


مع تأكيد نبأ اعتقال سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الهارب معمر القذافي وكذلك شقيقه محمد معمر القذافي ينتهي بلا رجعة حلم توريث الحكم في ليبيا مثلما انتهى في مصر مع ثورة 25 يناير والتحقيق مع جمال نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك.



لقد بدأ التوريث في الجمهوريات العربية مع بشار الأسد قبل 11 عاما، وكان يعد مبارك والقذافي وكذلبك علي عبد الله صالح أنجالهم ليخلفوهم في مناصبهم وكأن الدول "عزبة" يرثها الأولاد عن الأباء.
وتأكد محو التوريث من تاريخ ليبيا مع إعلان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي (اليوم 22 أغسطس 2011) في بنغازي اعتقال سيف الإسلام والتحفظ عليه في مكان آمن، وأنه صدرت تعليمات مشددة بحسن التعامل معه وعدم إيذائه، وترك موضوعه للقضاء والقانون.
سيف الإسلام الذي ولد في في5 يونيو 1972 في باب العزيزية بطرابلس، حيث تقيم أسرة الزعيم الهارب، كلف رسمياً بمنصب منسق القيادة الشعبية الاجتماعية في ليبيا قبل أكثر من عشر سنوات، ليكون الرجل الثاني بعد والده، وليصبح بمثابة رئيس الدولة الليبية من الناحية الشكلية.
سيف الإسلام هو الابن الثاني للعقيد القذافي من زوجته الثانية الممرضة صفية فركاش، ولسيف القذافي خمسة أشقاء من بينهم أخت واحدة.
ومنذ عام 2000 ويلعب نجل الزعيم الليبي الهارب أدوارا مهمة في الشأن العام الليبي الداخلي والخارجي دون أن يكون له منصب سياسي في الجهاز الرسمي الليبي، فقد قاد مفاوضات بين ليبيا وجهات أجنبية واستطاع تسوية العديد من القضايا الشائكة.



وتحدث في وسائل الإعلام أكثر من مرة عن الإصلاح السياسي والاقتصادي في ليبيا مع محاولة عدم الخروج عن المسار الذي رسمه والده العقيد ، وإن اختلف المهتمون بالشأن الليبي في تفسير تحركات سيف الإسلام وما إذا كان يراد بها التمهيد لخلافة والده أم تحسين صورة النظام الليبي، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الاتفاق على أنه أصبح شخصية هامة في الحياة الليبية العامة.
وقال القذافي نفسه عن ولده إنه (سيف الإسلام) رجل مخلص ويحب ليبيا وبأنه يواجه مشكلة كونه لا يشغل منصبا في الدولة الليبية وهو ما يربك عمله لصالح ليبيا، كما أنه سيعالج ليبيا من الفساد المتفشي ومشاكل اجتماعية أخرى".
يذكر أن سيف الإسلام ساهم في معالجة العديد من القضايا لصالح بلاده ليبيا ومن بينها قضية الممرضات البلغاريات وعودة عبدالباسط المقرحي المتهم بتفجير طائرة لوكربي.
كما جاء تعيينه على رأس القيادات الشعبية داعما لموقف سيف الإسلام كخليفة لأبيه، بل رأي المراقبون أن القذافي يخلف السلطة لابنه وهو ما زال حيا، بينما عمل ويعمل زعماء آخرون على توريث السلطة بعد وفاتهم على شاكله بشار الأسد.
سيف الإسلام منح رتبة رائد في الجيش الليبي مع أنه لم ينتسب إلى مؤسسة عسكرية، وأصبح رئيسا لمؤسسة القذافي الخيرية للتنمية التي أنشئت عام 1998، وشاركت هذه المؤسسة في التفاوض مع مجموعة أبي سياف الفلبينية وكانت تحتجز رهائن ألمان واستطاع تخليصهم مقابل مبلغ مالي يقدر بـ25 مليون دولار.
كما يذكر له دوره في حلحلة ملف البرنامج النووي الليبي الذي تم القضاء عليه ليفك الحصار عن ليبيا ولتستأنف العلاقات الأمريكية -الليبية بعد ذلك في 28 يونيو عام 2004.
يذكر أن سيف الإسلام، إضافة إلى والده، مطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية، التي أصدرت في يونيو الماضي مذكرتان لإلقاء القبض عليهما بتهمة القيام بجرائم ضد الإنسانية. وقد عقدت المحكمة عدة مشاورات مع الثوار في ليبيا لنقل سيف الإسلام إلى عهدتها، كما ذكر مدعي عام محكمة الجنايات الدولية، لويس مورينو أوكامبو.
وسيف الإسلام، البالغ من العمر 39 عاما، لم يشهد يوما في حياته لم يكن فيه والده قائدا لليبيا، وقد سطع نجمه في الآونة الأخيرة كمروج للديمقراطية والتغيير في ليبيا، كما أنه كان من الوجوه المعروفة التي دافعت عن نظام العقيد خلال الأيام الأولى لقيام الثورة في ليبيا.
ولطالما أنكر سيف الإسلام أي رغبة لديه في تولي السلطة خلفا لوالده، رغم أن الكثير من المراقبين يؤكدون أن جميع المؤشرات تؤكد عكس ذلك مثلما حدث في مصر مع جمال المحبوس حاليا على ذمة عدة قضايا فساد مع شقيقه علاء.


احمد الخشاب

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات