ضربة قاصمة لثوار المعارضة الليبية بمقتل قائدهم العسكري وتضارب معلومات حول ملابسات العملية
خلافا للأسابيع الأخيرة التي شهدت مراوحة ميدانية وسياسية في الأزمة الليبية، تلقى الثوار الليبيون ضربة قوية بعد الإعلان في بنغازي أمس العثور على جثة القائد الميداني العسكري للمعارضة الليبية اللواء المنشق عبد الفتاح يونس في منطقة وادي القطارة التي تبعد عن مدينة بنغازي حوالي 40 كيلومترا.
ليبيون يحملون نعش اللواء عبدالفتاح يونس خلال تشييعه في بنغازي امس |
وفيما تعددت الروايات وتناقضت الأخبار حول ملابسات الحادثة، أثار نبأ اغتيال يونس موجة من التعليقات والتساؤلات في أجهزة الإعلام الأميركية مساء الأول من أمس وسط تأكيدات بان يونس قتل بعد محاكمته من قبل الثوار اثر ظهور أدلة توضح انه عاد للعمل لحساب العقيد على نحو سري بعد شهور من قيادة قوات الثوار.
وقال مسؤول مجلس الأمن القومي السابق ريتشارد هاس في مداخلة تلفزيونية على قناة «فوكس نيوز»ما تردد قبل الإعلان عن مقتل يونس هو انه اعتقل بواسطة الثوار وانه يواجه محاكمة داخلية بعد ان استدعي على عجل من جبهة البريقة الى بنغازي.
وقال هاس «لقد سمعنا ان يونس اعتقل وانه يخضع للتحقيق، ولا اعرف اذا كان مقتله جاء بعد التحقيق أم انه قتل وهو في طريقه الى طرابلس لمواجهة المحققين».
من جانبه كشف المعلق في مجلة «نيويوركر» جون لي آندرسون الذي قضى في ليبيا نحو شهرين أمضاها مع الثوار ان يونس كان محلا لشكوك كثيرين من الثوار عل الرغم من الاحترام الذي كان يحيط بعلاقتهم بيونس على عادة الليبيين.
وأضاف: لقد سمعت من عدد من قادة الوحدات ان هناك من يقولون انه كان يجري اتصالات سرية بالقذافي دون تفويض من المجلس الوطني الانتقالي».
من جانبه عرض ديريك فاندويل الأستاذ في جامعة دارتموث الذي ألف كتابا في 2004 عن نظام العقيد معمر القذافي، وضع يونس الذي اتسم بإثارة الجدل منذ انشقاقه عن القذافي في وقت مبكر من عمر الثورة الليبية.
وقال فاندويل «لا اعتقد ان يونس كان قائدا عسكريا مميزا، فالعمليات التي قام بها الثوار برهنت على ان الجانب العسكري كان اكثر جوانب المعارضة الليبية ضعفا، اعتقد ان يونس كان قائدا عسكريا فاشلا، وفي رأي كثيرين ان ذلك كان يرجع إلى أسباب موضوعية وليس الى ضعف قدرات يونس، ولكنني اعتقد انه كان مسؤولا عن ذلك ايضا».
وأشار هاس الى الخلاف بين يونس وخليفة حفتر قائد ما يسمى بالجيش الوطني الليبي التابع لجبهة الإنقاذ وتابع «لم يكن لحفتر انصار كثيرون بينما حظي يونس بقدر اكبر من الاحترام، وفي نهاية المطاف فانني لا اعتقد ان حفتر سيحل محل يونس، فضلا عن ذلك فانني لا اعتقد ان العمل العسكري للثوار سيتأثر كثيرا بمصرع يونس بافتراض ان المجلس الوطني الالتقائي سيعين شخصا يحظى باحترام الثوار وثقتهم».
وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار، أعلن مقتل عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي أمس الأول. وقال عبد الجليل «بكل أسى وحزن نعلن عن وفاة اللواء عبد الفتاح يونس رئيس الاركان العامة للجيش الليبي ورفيقيه العقيد محمد خميس والمقدم ناصر مذكور». واضاف ان يونس ورفيقيه تعرضوا لإطلاق نار من مسلحين، مشيرا إلى ان القائد العسكري للثوار كان قد استدعي للمثول امام لجنة «للتحقيق بموضوعات تتعلق بالشأن العسكري»، ولكنه قتل قبل مثوله.
وقال «وردت أخبار تفيد بتعرض اللواء عبد الفتاح يونس لإطلاق نار من مسلحين بعدما استدعي من قبل لجنة للتحقيق بموضوعات تتعلق بالشأن العسكري»، واذ اعلن الحداد ثلاثة أيام على الضحايا، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي اعتقال رئيس المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال، مؤكدا فتح تحقيق للوقوف على ملابسات ما جرى. وكان الوضع ملتبسا مساء الخميس الماضي في بنغازي، معقل الثوار الليبيي، حيث حاول مسلحون الدخول الى الفندق حيث كان عبد الجليل يعقد مؤتمره الصحافي الذي اعلن فيه مقتل يونس، بحسب ما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس في بنغازي.
أ ف ب
رابط html مباشر:
التعليقات: