هل رأيت متسولاً مسيحيًا مصريًا؟
بقلم: ظريف الأديب
هل رأيت متسولًا أو بلطجيًا أو إرهابيًا أو جاسوسًا مسيحيًا مصريًا؟؟؟ أليست هذه أسئلة تستحق التفكير؟ على القاريء العزيز أن يطلق العنان لتفكيره ويجيب معي ليه مفيش متسول ولا بلطجي ولا إرهابي ولا جاسوس مسيحي مصري؟؟ وسأجيب بإجابات مختصرة جدًا واكملوا باقي الإجابة أنتم. نفنِّد الأسئلة سؤالًا سؤالًا من وجهة نظري البسيطة.
جـ 1: لا يمكن أن يكون متسول مسيحي مصري لسبب بسيط؛ لأن الكتاب فرض على المسيحيين دفع العشور (هي عشر صافي الدخل)، وليس العشور فقط بل والبكور أيضًا (هي أول ريع، إذا كان من زرع، أو أول مرتب، أي باكورة أي دخل لك)، والتقدمة هي ما يجود به القلب بعد العشور والبكور.
وللعلم، هذه الأموال تقدَّم للجميع، مسيحي وغير مسيحي، أي للجميع ولاسيما لأهل الإيمان. لذا فقراء المسيحيين لا يقبلون الملابس المستعملة؛ لأن المسيح قال عنهم كل ما تفعلون بأحد هؤلاء الأصاغر فبي تفعلون..
جـ 2: لا يوجد بلطجي مسيحي مصري؛ لأن المسيح علمنا التسامح، وقال: "أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغطيكم، وصلوا للذين يسيئون إليكم ويطردونكم". وليس كل المسيحيين يتبعون ذلك لكي أكون منصفًا، ولكن إذا كان أحد يفعل بلطجة فلا تعترف به المسيحية إنه مسيحي لأنه نقد كلام المسيح.
جـ 3: لا يوجد إرهابي واحد مسيحي، على الأقل في "مصر"؛ لأن لغة المسيحية هي لغة المحبة. يعلمنا الكتاب إن كنت لا تحب أخيك الذي تراه فكيف تحب الله الذي لا تراه؟.
ملحوظة هامة: تعريف الأخ في المسيحية هو كل من صنع معك الرحمة وليس قريبك في الدين.
جـ 4: لا يوجد جاسوس مسيحي مصري؛ لأن "مصر" بلدنا ولا نحب بلدًا في العالم أفضل منها، كما قال قداسة البابا "مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه". ولأن المسيحي يشعر أنه ابن الملك السماوي وهو أمير وله سلطان. مش ممكن يكون جاسوس ولا بلطجي ولا إرهابي ولا متسول.
وأخيرًا، قال الدكتور "أسامة الغزالي حرب": "مصر فسدت عندما فسد الكثير من المسيحيين". وهذه المقولة حق؛ لأن المفروض أن يكونوا ملحًا للأرض ونورًا للعالم. فهل نرجع لنكون ملحًا ونكون نورًا..
وأخيرًا، أقول بعض الأبيات من أشعاري في حب "مصر":
يا إلهي، أنت نور للصباح أنت للشاطيء سحرًا، أنت في الأفق الذي دائمًا يقطر بشرًا، أنت نور الشمس إذا تنثر فوق الماء تبرا، أنت زهر الروضة الخلاب بل أعبق عطرًا، أنت من تسبي فؤادي حبك يسري نهرًا، أنت من تحمي بلادي أنت من تحفظ مصرا..
رابط html مباشر:
التعليقات: