|

برعاية مؤسسة "جوجل Ideas" .. إسلاميون ومجرمون سابقون يجتمعون في دبلن لبحث سبل مكافحة التطرف



بحثت مؤتمر في العاصمة الأيرلندية دبلن، أمس الاثنين، أسباب التطرف والعنف بشتى أشكاله، بما فيه التطرف الإسلامي والجريمة.

ويشارك في المؤتمر، التي تشرف عليها مؤسسة تابعة لمحرك البحث العملاق "جوجل"، أكثر من 60 ناشطاً إسلامياً ومجرماً سابقاً، وناجون من تبعات العنف الشديد، لبحث القواسم المشتركة فيما بينهم، والدور الذي قد تلعبه التكنولوجيا في محاربة الأفكار المتطرفة، بحلول ناجعة لكبح جماح هذه الآفة التي اكتوى بنيرانيها مختلف دول العالم الإسلامي والغربي.
وبرعاية مؤسسة "جوجل Ideas"، ناقش المجتمعون من أكاديميين وشخصيات من المنظمات المدنية وشركات التكنولوجيا حالات هؤلاء المتطرفين والمجرمين السابقين في محاولة الاستفادة من تجاربهم، كيف سلكوا الطريق الضال لارتكاب الجرائم سواء باسم الدين او للدفاع عن مكتسبات العصابات الإجرامية؟ اضافة الى فهم كيفية مواجهة التطرف كمشكلة عالمية في بيئة ثقافية وعادات مختلفة عبر أصقاع العالم.

فالأفراد المشاركون الذين نبذوا العنف واتخذوا إجراءات توعية ضد جمعياتهم او منظماتهم السابقة كشفوا تحت سقف واحد الخطوات التى أخرجتهم عن القيم والثوابت الاجتماعية السائدة لتبني العنف بأشكاله المختلفة في مراحله الاولى حسب البيئة التي نشأوا فيها ليصبحوا مجرمين ومتطرفين يخربون ويقتلون دون تمييز بين الصغير والكبير بعد انحرافهم التام عن الطريق الصحيح.

وأزمة الهوية هي أحد الاسباب التي تم تداولها بكثرة في نشوء التطرف في مجتمعات مغلقة ومتشددة في اعتقاداتها، كما هو الحال في العديد من أوساط الاقليات المسلمة واللاتينية في البلدان الغربية التي لا تقبل المخالف لآرائها بل وحتى يصل الامر الى حد التصفية الجسدية بأبشع الطرق.

وتأمل مؤسسة جوجل البحثية هذه في ان تسخر تفوقها في التكنولوجيا في خلق فضاء الانترنت لمحاربة الاصوات المتطرفة، كما يحاول استغلالها المتشددون في نشر افكارهم المتعصبة لتجنيد اتباع لهم والهدف اثارة ومناقشة حلول لثني الشباب عن التشدد.

وعن سبب إقدام "جوجل" على هذه الخطوة للتعاطي مع اكبر تحد يواجه العالم، قال جاريد كوهين مدير "جوجل البحثية Ideas": إن أكبر نسبة من سكان العالم هم من الشباب ويشكلون 52%. فهم الأجيال القادمة، وإذا لم نفعل شيئاً لإيجاد بدائل لتحويل الشباب من طريق تجنيدهم لمآرب التطرف والجريمة سنواجه مشكلة كبيرة في مستقبلنا".

وأضاف المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية: "إذا ما كنا نهتم بالمستقبل والعالم بغض النظر عن البلد والثقافة والانتماء السياسي يجب علينا أن نتعاطى مع العنف والتطرف لأن هذه الآفة ستزيح أجيالاً من الطريق الصيحح التي يستحقونها حقاً من أجل مستقبل واعد".

أما إريك شميت، الرئيس التنفيذي لجوجل، فقد صرح في لقاء مع الصحافيين بأن الشركة الأمريكية العملاقة تواجه مضايقات من عدد من الدول دون تسمية اي منها اذا تحاول أنظمة ديكتاتورية تقنين الإنترنت في بلدانها على غرار بث قنوات التلفزيون للتحكم فيها نظراً لتأثيرها القوي في إيصال رسالتها الى الناس.

وتتصادم شركة جوجل مع الصين على نحو منتظم للحد من استخدام المواطنين الصينين خدمات الانترنت او حجب بعض المعلومات عنهم.

وقال شميت إنه قلق من المخاطر التي تواجه موظفي جوجل في بعض البلدان لوجود مواد في محرك بحث جوجل تعتبر في البلدان التي نشرت فيها انها ممنوعة.

وعن الربيع العربي واستخدام التكنولوجيا رفض ايريك شميث ان تكون شركات "جوجل وتويتر وفيسبوك" السبب في الانتفاضة العربية او ان يعود الفضل فيها بل كانت فقط أدوات لتغيير الشعوب والحصول على المعلومة.

وبخصوص دور جوجل ومسؤولية الشركة لمنع الآراء المتطرفة على موقعها، ذكر شميت ان جوجل لا تلعب دور القاضي في تصفية المساهمات والمواد المشبوهة بل تحاول فقط فهرسة هذه المواد وتترك محتواها لقانون البلد الذي نشرت فيه.

وبهذه الندوة عن التطرف والعنف تدخل جوجل فضاء الفكر البحثي على نحو يتخطى نطاق دور المؤسسات البحثية التقليدية التي تعتمد على نشر الدراسات فقط، إذ ستعمل جوجل للمساهمة في التعاطي مع هذه المعضلة المتشعبة التي باتت حكراً على الحكومات لمعالجتها.

ولا تبحث جوجل البحثية Ideas عن رصاصة فضية لمعالجة التطرف بقدر ما ان تتوصل الى مناهج جديدة للتعاطي مع العنف والغلو في الدين، ويبقى السؤال والتحدي الاكبر لجوجل هو عن كيفية تطبيق او تنفيذ ما سيتوصل اليه المجتمعون بعد مناقشاتهم المستفيضة لإعادة الشباب الى الطريق الصحيح وتخليهم عن التطرف.

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات