شكوى المانية من امتناع المسلمات عن الألعاب الرياضية
تشتكي ألمانيا من أن اعتراض الآباء المسلمين على خوض بناتهم الميادين الرياضية يقف حجر عثرة أمام تكامل المجتمع. لكن هؤلاء يتمسكون بأن الألعاب تعني السفور والاختلاط. بالرغم من أن كبار الرياضيين والرياضيات في ألمانيا يأتون من عائلات مهاجرة، فالملاحظ هو غياب المسلمات عن هذا المضمار.
يلاحظ غياب الفتيات المسلمات عن الألعاب الرياضية في ألمانيا على الرغم من أن كبار الرياضيين يأتون من عائلات مهاجرة. وتعتبر الحكومة الألمانية أن اعتراض الآباء المسلمين على خوض فتياتهم الميادين الرياضية هو ما يحول دون تحقيق تكامل المجتمع.
ووفقا لمجلة «دير شبيغل»، التي أعدّت تقريرا مطولا بهذا الشأن، فإن العديد من المسلمين يرون في الثقافة الرياضية الغربية مناخا غير صالح لبناتهم بسبب أنها تتسم بما يتعتبرونه السفور واختلاط الجنسين. لكن ثمة مبادرات طليعية توضح الكيفية التي يمكن أن تشجع بها المسلمات على المشاركة في هذه الأنشطة.. وكيف أن بوسع هذا تغيير حياتهن الى الأفضل.
تستجمع سارة المحجّبة شجاعتها وتحاول الابتسام. كانت تتهيأ لصورة فوتوغرافية لها وهي تحمل كرة السلة داخل مكان تعتبره محرّما عليها من جانب أسرتها وهو صالة الجمباز. وهي لا تعرف كيف ستكون ردة فعل والدها الجزائري للصورة لأن رجل، على حد قولها لا يتورع عن استخدام قبضته. وحتى والدتها الألمانية اعتنقت الإسلام وصارت تؤمن أيضا بأن الرياضة والنساء عالمان لا يختلطان.
وبرغم توجهات والديها، فقد ظلت سارة تلعب كرتي السلة والقدم لسنوات في الخفاء. وتقول إن الرياضة تمنحها شعورا بالخفة والاستقلال. ولكن أزعجها كثيرا استمرار هذه السرّية في نشاط تزاوله معظم الشابات في سنّها. وهي تريد لوالديها أن يباركا هذا النشاط العادي البريء. ولهذا فقد وافقت على التقاط صورتها مع الكرة داخل صالة الجمباز في كرويتسبرغ، إحدى ضواحي برلين التي تعج بالمهاجرين والألمان من أصول أجنبية.. وتقول سارة: «أريد أن أكون حرة».
هل رأيت رياضية محجّبة؟
للرياضة في ألمانيا مكانة سامية لأنها ترتبط بصحة البدن والعقل وترقية الشخصية. ويُنظرالى الأندية الرياضية باعتبارها بين أهم أعمدة المجتمع لأنها ترمز الى روحه وتماسكه والى قيم مثل العدالة والمساواة. ولكن عندما طلب أحد معلمي سارّة الى والدتها السماح لها بمزاولتها، تساءلت قائلة: « هل رأيت رياضية محجّبة»؟
فلماذا يمنع العديد من الآباء المسلمين بناتهم من مزاولتها؟ بينما تجد أن 68 في المائة من الصبيان الأتراك في عمر الخامسة عشرة ينتمون الى أندية رياضة، وأن أكثر من 30 في المائة منهم لاعبون في فريق النشء الألماني لكرة القدم دون سن 17 ويزاولون الملاكمة والمصارعة وغيرهما، تسجل إخواتهم غيابا شبه تام عن مضمار الرياضة.
وهذا لأن آباءهن – وهم في الغالب من الفقراء ذوي التعليم المتدني - يعتبرون أن الأندية والمنظات الرياضية أماكن للحريّات المتفسّخة وبالتالي فهي لا تليق ببناتهم.. وهكذا صارت المسلمات بنات الرياضة الضائعات، وأصبحن رمزا لصعوبة الاندماج في المجتمع عندما يكون مؤلفا من شرائح ذات خلفيات ثقافية متنافرة.
وتبعا لدراسة أصدرتها جامعة دورتموند التقنية في 2009، فإن أقل من 20 في المائة من الفتيات المسلمات في سن 15 ينتمين لأندية رياضية مقارنة بـ42 في المائة لدى نظيراتهن الألمانيات.
مفارقة
الإسلام يعتبر أن العقل السليم في الجسم السليم ويحث على تشجيع الأبناء على الرياضة. لكن المفارقة هي أن العديد من الدول في العالم الإسلامي لا توليها نوع الاهتمام الذي تجده في دول الغرب، ولذلك فهي لم تتجذر في الثقافة الإسلامية.
وخذ، على سبيل المثال، أن 2 في المائة فقط في تركيا – وهي أنجح بلد إسلامي عندما يتعلق الأمر بألعاب الأولمبياد – يتمتعون بعضوية الأندية والمنظمات الرياضية مقارنة بـ34 في المائة في المانيا. والعديد من أسر المهاجرين الى المانيا تعتبر الرياضة عموما نشاطا «أجنبيا» والأندية الرياضية حتما ليست المكان الصحيح بالنسبة للفتيات على وجه الخصوص.
مسألة شرف
أوميت مسلم قصير أصلع هاجر منذ سنوات طويلة الى المانيا ويتقن الألمانية ويشاهد مع أسرته التلفزيون الألماني بانتظام. وهو يقول إنه لا يمانع في أن تتعلم ابنته (12 عاما) السباحة. لكنها عندما طلبت موافقته على انخراطها في فريق المدرسة أجاب بـ«لا» قاطعة وحاسمة.
ويبرر أوميت موقفه هذا بأن انضمام ابنته الى فريق للسباحة يعرضها للرجال الغرباء. وإضافة الى هذا الخوف، فهو يخشى أيضا ردة فعل أقاربه وأصدقائه على السماح لبنته بالاختلاط. ويقول: «سيعتبرون أن من العار أن تتقافز ابنتي وهي ترتدي المايوه أمام أعين الرجال الألمان. هذه مضيعة لشرف العائلة وأنا – كأب – سأفقد ماء وجهي»!
رابط html مباشر:
التعليقات: