|

عبد العظيم درويش يكتب .. إخوان مسلمون‏!!‏


اسمعوا منا‏..‏ ولا تسمعوا عنا‏..‏ شعار جديد رفعته جماعة الإخوان المسلمين أخيرا ربما أملا في أن تعيد صياغة تقديم نفسها إلي العقل الجمعي للمجتمع بعد أن أزالت ثورة‏25‏ يناير ذلك الطوق الأمني عن نشاط أعضائها ضمن تيارات وجماعات دينية عدة‏.‏
غير أن واقع الأمر يؤكد أن الجماعة قد أخطأت في اختيار هذا الشعار اسمعوا منا.. ـ إذ أضاعت علي نفسها فرصة النفي أو احتمال خطأ ما يسمع عنها ـ إذا سمع المجتمع عنها ما قد أثار غضبه أو انتقاده ـ بدلا من أن يلجأ أعضاؤها دوما إلي التراجع بشكل يسئ إليهم أكثر مما لو كان سمع منهم!!.. فما يسمع عنهم قابل للتشكيك.. أما ما يسمع منهم فهو ما نطقت به ألسنتهم وبالتالي لا يجوز معه تعبير كنت بأهزر.. لم أقصد الذي اقتحم أدبيات الجماعة في الأشهر الأخيرة!
هذا من ناحية.. ومن ناحية أخري فإنه يبدو أن حرفي الألف واللام الملحقين علي اسمها هما مشكلتها.. فالجماعة تري في نفسها أنها هي فقط وعاء للمسلمين وأن من يخرج عنها هم من أحفاد أبو لهب.. وربما كانت هذه القناعة الساكنة في العقل الباطن لبعض أعضائها وراء دعوة أحد رموزها لكل شاب إخواني لأن يتزوج إخوانية لينجبا طفلا إخوانيا ويكونا نواة لمجتمع إخواني.. ولا عايزينه يتزوج من عامة الشعب هكذا قال الدكتور إبراهيم صالح أحد أبرز أعضاء الجماعة علي مرأي ومسمع الآلاف ـ ولا أقول الملايين ـ في أحد البرامج التليفزيونية.. وعندما حوصر بآراء ناقدة لتلك الرؤية التي تعمق فكرة التمييز بين من يراه مسلما عضو جماعته بالتأكيد ومن يراه كافرا كل من هو خارج عنها.. عاد ليختبئ خلف ذلك التعبير المستحدث لم أقصد!!
في موضع آخر أرجع المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع أسباب هزيمة56 ونكسة67 إلي ممارسات نظام عبد الناصر ضد الجماعة من تعذيب واعتقالات.. ونحن نرفض ذلك وأن سقوط نظام مبارك كان بسبب موقفه من الجماعة.!!
وهكذا يتجذر في فكر قيادات الجماعة أنها محور الكون وأن من يعاديها أو يخرج عنها فسيلقي مصيره المحتوم..!!
ففي تفسيره لسقوط مبارك ونظامه أغفل المرشد العام إرادة الشعب ونضاله ودماء شهدائه واختزل تصميم الملايين علي التمسك بحقهم في الحرية والمشاركة في صياغة قرار مستقبل وطنهم مهما تكلفوا من ضحايا في مجرد موقف نظام مبارك من الجماعة ونحن أيضا نرفضه.. وإذا صدقنا واقتنعنا بأن اعتقال عبد الناصر لرموز الجماعة وإخفاءهم وراء شمس الزعيم كان وراء نكسة67 وهزيمة56- بصرف النظر عن أن دول العالم وقتها قد اعتبرت معركة العدوان الثلاثي انتصارا سياسيا ـ فبماذا يفسر المرشد العام انتصار73 وملحمة العبور ـ الذي أذهل العالم ـ علي الرغم من أن أعضاء ورموز الجماعة كانوا لا يزالون خلف أسوار معتقلات السادات؟!
وإذا كانت الجماعة حريصة بالفعل علي أن تضيف دورا سياسيا لها إلي جانب دورها الدعوي الذي حدده لها مؤسسها الراحل حسن البنا॥ وإذا كانت مصرة علي أن تشارك سياسيا وأن تحتكم إلي صناديق الانتخابات دون تمييز أوإرهاب فكري فعليها أن تسقط من عقل رموزها حرفي الألف واللام.. فالشعب يريدها جماعة اخوان مسلمين ضمن تيارات وجماعات سياسية ودينية عدة.. وأن من مصلحتها أن نسمع عنها.. دون أن نسمع من أعضائها!!
الاهرام

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات