وائل غنيم وموقع اسلام واي ونظرته الي الأقباط والمسيحية
انقرعلي الصورة |
وذلك ما تم نشره والتصريح به بالفعل علي صفحات الانترنت العديدة كمثال صفحة بالفيسبوك تحت مسمي " أفوض وائل غنيم للتحدث بإسم ثوار مصر " قد دون بها كل بيانات والسي في الخاصة بالمذكور كاملة ..
ومن فرط فضولي عن هذه الشخصية التي أرجح من وجهة نظري انها اخوانية حتي النخاع كانت لها دورا ًما في وقت ما من مراحل أحداث الثورة وقد انتهي .. فقد أخذني الفضول نحو الموقع ولنكتفي بالمرور علي مقالتين وكفي
تفخيخ الأقباط
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:ـ
مِنْ هؤلاء الذين يحملون على أكفهم الخير لعباد الله، ويدعونهم إلى الله بالتي هي أحسن.
ومِن هؤلاء الذين يعلمون أن الجهاد في سبيل الله يأتي لهدفٍ محدد وهو إزالة العقبات من طريق الدعوة إلى الله، وقبل الجهاد، وبعد الجهاد، بل وحال الجهاد دعوة إلى الله بالتي هي أحسن، فما قاتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أجل مال، بل كان يمنُّ على الأسرى بالفداء ليسلموا.. ويسلموا، ويدعو إلى حسن الخلق حال القتال، ليعلم الناس أنها ربانية تمد يدها إليهم لتخرجهم ـ بإذن ربهم ـ من الظلمات إلى النور .. إلى صراط العزيز الحميد...
ومن هؤلاء الذين يعلمون علم اليقين أن الناس يتبعون مَن حسن خلقه، وأننا لن نسع الناس بأموالنا وإنما بحسن خلقنا، فالإنسان عبد الإحسان.ومِن هؤلاء الذين يقرؤون في كل أحداث التاريخ أن الناس "ملأ .. أشراف .. سادة " و"عامة.. أتباع "، وأن "الملأ" يَخدَعون العامة بخطابٍ كاذب، ويرهبونهم بسياطٍهم وتسلطهم على أسباب رزقهم ـ و {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [الذاريات:58]ـ ولذا يصطف العامة خلف الملأ في مراحل الصراع الأولى مخدوعين أو خائفين، ثم حين ينهزم الملأ يدخل الناس في دين الله أفواجاً.أنا من هؤلاء، وليس لك أن تخرجني من بين هؤلاء، فقد وقفت ضد من تعدى على الآمنين من النصارى في العراق، وجفَّ حلقي من بيان أن البيان هو واجب المرحلة، وأن النصارى في مصر ما تجمعوا علينا إلا بخطابٍ كاذب عن دينهم وعن ديننا، عن حالهم وعن حالنا، وإن كُشفت الغمة خرجوا مما هم فيه وعدنا إلى سيرتنا الأولى، التي قضينا عليها قروناً طوال.أحمل مشعلاً أضيء به على الجانب النصراني، لا أتدسس بين الصفوف لأخرج مختبئاً لا تراه العيون، بل لأشير إلى من برز وعلا صوته وساء فعله ولا تراه العيون!!. وأضع ما عندي في نقاط، وأرتب النقاط لتستقيم الرؤية عندك كما هي عندي، والله أسأل التوفيق والسداد، وأن ينفع ويرفع.
الأقليات وسيلة تفتيت
في كل مجتمع "أقلية" ، و"أكثرية"، سواءً أكانت النظرة (سياسية، أو دينية، أو عرقية)، ولم يتحدث عاقلٌ قط بأن الأقلية تتحكم في الأكثرية أو أن يتساوى الجميع.
قد كانت الأقلية ـ دوماً وفي بلاد الغرب والشرق إلى الآن ـ تحت حكم الأكثرية، أو تتمتع بما تسمح لها به الأكثرية، حتى ظهرت العلمانية في القرن التاسع عشر الميلادي تحارب الخلافة الإسلامية في تركيا وتحاول تقويض بناينها، فكانت أولى الوسائل لهدم الخلافة العثمانية واحتلال البلاد الإسلامية هو "تفعيل الأقليات"!!ومن شاء فلينظر فيما دُوِّنَ من أسباب أدت إلى سقوط الخلافة الإسلامية، أو يتتبع ظهور الحركات القومية، أو يتتبع تاريخ الشام في القرن التاسع عشر، وخاصة سوريا ولبنان، وقبله دولة اليونان والأرمن في القرن التاسع عشر وكيف انفصلتا عن الخلافة العثمانية وأوقدتا نار " الأقليات " التي انتهت بتخريب الدولة العثمانية وتفتيت الأمة الإسلامية.
إن كل هذا الخراب الذي أحاق بالأمة كان بدايته ووسيلته "تفعيل الأقليات"!!. تلك حقيقة لا ينكرها دارس للتاريخ المعاصر.وتفعيل الأقليات يأخذ اتجاهين:
الأول: اتجاه فكري يرمي إلى إحداث بلبلة فكرية، أقل ثمارها إشغال الداخل الإسلامي وتصدير خطاب إسلامي منحرف لعامة الناس في الغرب، وقد كانت " الأقليات" في الشام مستنقع الفكر التغريبي الآسن الذي صب فيه الغرب وغرف منه قومنا. وهذا واضح لا يحتاج لبيان.الثاني: ثم كانت الأقليات أداة من أدوات الاستعمار لتفتيت الدول أو تركيعها، وتعرف ذلك من تتبع الوظائف التي شغلها هؤلاء في نهاية الخلافة العثمانية، فقد عملوا بالسفارات، والجمارك، والتجارة لأوروبا، والترجمة، والصحافة، والتجارة الداخلية. وتعرف ذلك من أحداث خروج بعض الدول من الخلافة العثمانية كاليونان وأرمينيا، ثم أثار الاستعمار "الأقليات " في العالم العربي لتحريك قضية تفتيت الخلافة العثمانية والقضاء عليها، وقد كان.والمقصود هو بيان أن قضية الأقليات قضية مستحدثة أوجدها الاستعمار الغربي لتحقيق انحرافات فكرية وتفتيت الدول الإسلامية، ويتم تفعيلها من وقت لآخر فقط من أجل هذا الغرض، ولم نسمع بقضية للأقليات في بلاد الغرب كالتي عندنا، بل إن الأقليات في الغرب على هوى الأكثرية ولا يفكرون في أكثر من هذا.
ارتباط الأقباط بالخارج
لم يكن للأقباط مشاركة في الحدث في تاريخ مصر كله، قبل الإسلام وبعده، فلم يكن الأقباط هم حكام مصر قبل الفتح الإسلامي، نعم لم يحكم الأقباط مصر قط. قد كان حكام مصر هم الرومان، والمسلمون قاتلوا الرومان، وحرروا الأقباط هؤلاء وأعادوا بطريركهم الهارب من اضطهاد الرومان، وبعد الفتح الإسلامي لم يظهروا في التاريخ إلا في نهاية القرن الهجري الثاني بشغبٍ أحدثوه وجاءهم من أدبهم عشرات القرون، فلم يظهروا إلا من قريب تحديداً حين احتلت مصرمن قبل الفرنسين ومن قِبل الإنجليز، فقد خرج من بين هؤلاء كتيبة (كتيبة المعلم يعقوب) ووقفت في صف المحتل الفرنسي تقاتل إخوانهم في الوطن.وحين احتل الإنجليز مصر خرج هؤلاء ثانية للحياة العامة؛ فدخلوا في التعليم والوظائف الحكومية والتجارة، والصحافة، وبرزت منهم شخصيات عامة تولت الوزارة (بطرس غالي 1846ـ 1910م)؛ فانتشر هؤلاء في "السياسة" وفي "الفكر" و"جمع المال"، فأحدثوا بلبلة فكرية طالت الثوابت الإسلامية، وتواجدوا في المشهد السياسي، وسيطروا على نسبة غير قليلة من الاقتصاد المصري، وبالتالي شغل هؤلاء مناصباً مهنية وسياسية أكبر من حجمهم، وبالتالي طالبوا بوضع يقفز على نسبتهم العددية، ومن هنا حصلت الفتنة .
فقط ملحظ مهم أريد أن أشير إليه وهو أن هؤلاء مرتبطون بالخارج، الخارج هو الذي أمدهم بأسباب، كما أمد نصارى الشام، لتحقيق أهداف مرحلية في الناحية الفكرية والناحية العملية. فما هيجان الأقليات وتعديها على الأكثرية إلا وسيلة من وسائل "الخارج" التي يحارب بها عقيدتنا ومنهجنا الذي نعيش عليه .
نقلة نوعية للحالة القبطية.
في بدايات القرن الماضي تعرضت مصر لهجوم شرس من دعاة النصرانية(المبشرين) الأوروبيين، كان يهدف لتنصير مصر، وكان أول المتضررين منه هم النصارى الأقباط، فهم كانوا هدفاً سهلاً للكاثوليك والبروتستانت الأوروبيين، وتكون بينهم ما عرف باسم "جماعة الأمة القبطية"، كان هدفها الرئيس هو الحفاظ على الأقباط من موجة الردة التي تحملهم من الأرثوذكسية القبطية إلى غيرها من ملل النصارى الأخرى، ثم تطورت هذه الجماعة حتى سيطرت على الكنيسة في العقد السادس من القرن الماضي، واتجه هؤلاء للخارج، وأقاموا أذرعاً خارجية تمثلت في تكتلات قبطية في استراليا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وانتشر هؤلاء في الإعلام، ويتحدث المختصون بأنهم مسيطرون على غير قليل من الساحة الإعلامية في مصر. ووثبوا على الاقتصاد فأمسكوا بغير قليل من اقتصاد مصر، حتى تجرأ الميلياردير القبطي ساويرس بالقول بأن من يقف بطريقه"تبقى أمه داعية عليه"، و"هيطلع دين أمه".يقول هذا في بلد مسلم!!. أسأل الله العظيم أن يمكن منه، وأن يخزي هذا المتكبر. اللهم آمين.
تفخيخ الأقباط
بعد سيطرة "جماعة الأمة القبطية" بدأ ما يمكن تسميته بـ " تفخيخ الأقباط"، وذلك ببث خطاب متدني جداً عن الإسلام ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خلال "مدارس الأحد" ومن خلال فعاليات التنصير، والتنصير يعمل بكل الوسائل الإعلامية المتاحة، فقنوات فضائية، ومواقع الكترونية، وأفراد يتحركون في الشوارع والطرقات ويدخلون على الناس ما استطاعوا، يبث هؤلاء خطاباً إقصائياً لأبعد درجة، يُحدث عامة النصارى ( شعب الكنيسة) بأن البلد بلدهم، وغيرهم "ضيوف" عليهم، وأنهم مظلومون قد أخذت حقوقهم واعتدي على أموالهم بل وأعراضهم.!! وليس فقط بل ويتحدث لهم عن الإسلام ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحديثٍ رديء وقح، تجري العيون من ذكراه ويأبى القلم ـ من شدة قبحه ـ أن يخط شيئاً في وصفه، ومن شاء فليتابع الكذاب اللئيم زكريا بطرس، ومرقص عزيز، بل وكل مخرجات قنوات التنصير التي تعمل من خارج مصر.انتشار هذا الخطاب العدائي الإقصائي الكاذب ملأ الأقباط بالكراهية للإسلام والمسلمين، وجعلهم يشعرون بأنهم مظلومون ولا منتصر يأخذ حقهم، فصدور الأقباط اليوم ممتلئة غيظاً علينا، وتكاد تنفجر، كأني بالأقباط اليوم مفخخون.
والحل ؟
في اثنتين:
خطاب دعوي، وإجراء عملي .
أما الخطاب الدعوي : فيتولى تفكيك هذه الصدور المفخخة، بالتحدث إليهم بأن ما يملى عليهم غير صحيح، فليسوا أكثرية، بل أقلية، ولا يمكن للأقلية أن تتحكم في الأكثرية.
خطاب يحدثهم بأن ما يملى عليهم عن الدين وسيد المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير صحيح، فهو رسول الله، وكل الأمارات التي يطلبها علماؤهم في النبي موجودة في محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد أخبر عن غيبٍ وتنبأ بغيب وصدق، وأيد بالمعجزات، وانتصر على أعدائه، واستقرت دعوته وانتشرت.خطابٌ يحدثهم بأن ما يُدعون إليه من عبادة المسيح غير صحيح.وأن هؤلاء الذين يأخذون بزمامهم يسيرون بهم على غير طريقهم وإلى حيث لا يرجى نفعهم. وهذا حقيقي، فهؤلاء المسيطرون على الكنيسة يتحدث بعض علماء الدين عندهم بأنهم مرتدون عن الأرثوذكسية يسيرون على غير طريق "الآباء الأولين"، وتفصيل ذلك عند "الدكتور جورج حبيب بباوي "أستاذ اللاهوت، وعند "الأب متى المسكين". وخاصة "جورج حبيب بباوي" فهو متمكن من مادته وله موقع خاص يمكن التزود منه.خطاب يحدثهم بما أحدث هؤلاء من تضييق على الأقباط أنفسهم قبل غيرهم، حتى أنهم فخخوا بيوت النصارى، فخرج الناس منها واصطفوا بمئات الألوف على أبواب المحاكم.خطاب هادئ عاقل يحدثهم بأن ثمة تجارب عديدة تنبئهم أن الواقع بعيد تماماً عن الصورة الذهنية التي رسمت في خاطرهم، وقد عالجت هذه النقطة قبل في مقالٍ بعنوان "الدرس يتكرر والأقباط لا يفهمون" ويوجد رابط أسفل المقال.
والإجراء العملي: تفكيك الكيان الكنسي الموجود الآن.
نعم لابد من تفكيك الكيان الكنسي الموجود الآن، ذلك أن هؤلاء الذين على رأس الكنيسة حركيون، أقرب للثورية وإثارة الشغب منهم للتعايش، دليل ذلك مخرجات الكنيسة في عصرهم. فقد عمل هؤلاء منذ قدموا على الاستقال، وبدا ذلك في تكون ذرراع خارجي في أكثر من مكان، واستعملوها ضد البلد وضد المسلمين بإثارة الشغب على مصر في الخارج وتصويرها على أنها دولة عنصرية تضطهد الأقليات.أقباط المهجر صنعة أيديهم، ولا ينكرون هذا، بل ولا ينكرون ما يخرج منهم، بل يؤيدونهم، ومن قريب رفض شنودة الثالث تخطيء زكريا بطرس وادعى أنه فقط يلقي تساؤلات عن "بول النبي" ـ وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان ـ وأن علينا أن نجيبه.!!، ومرقص عزيز ـ وهو أقبح من زكريا بطرس، إرهابي متطرف يتعاطى الكذب ويهدد بالقتل والقتال ـ يحمل رتبة كنسية ولم يلق سخطاً كنسياً رسمياً، وكذا بيشوى الذي ادعى أننا ضيوف عليهم، وأنه مستعد للقتل(الاستشهاد) والقتال يعتبر الرجل الثاني في الكنيسة وحين تطاول علينا لم تعتذر الكنيسة رسمياً عن قوله. بل إن الخطاب الكنسي المصدر للجماهير إرهابي متشنج في الجملة : زكريا بطرس .. مرقص عزيز ...منقريوس (الكتيبة الطيبية) .. بيشوي في بعض تصريحاته .. قنوات التنصير ...الخ.بل إن الشخصيات التي تدعي أنها "من العلماء" ـ كعبد المسيح بسيط مثلاً ـ إرهابية هي الأخرى تهدد بحمل السلاح. وحين يتحدث بتلقائية في غرف البالتوك تشعر أنك أمام "بلطجي" لا "عالم". هذا فضلاً عن أن الأخبار تواترت عن أن الكنائس قد تم حشوها بالسلاح، وآخر تلك الأخبار السفينة التي قدمت من عند يهود تحمل السلاح لأحد الأديرة وبعد أن انتشر الخبر أنه سلاح حرب قيل "بمب".!!
إن هؤلاء "جماعة الأمة القبطية" يسيرون بخطة للسيطرة على البلد أو الانفصال بداخلها، وعملياً قد استقلوا بأنفسهم ورعاياهم فيما يبدو لي، وهم مرتبطون بسياق عالمي يرمي لتنصير العالم الإسلامي، ومستفيدون منه، وخبر ذلك في مؤتمرات الفاتيكان العالمية المنعقدة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وقد فصَّلت فيها الدكتور زينب عبد العزيز.
والأمر سهل ميسور
لا يوجد نص في النصرانية واضح الدلالة، أو لا يوجد في النصرانية نص ذو دلالة صريحة ملزمة، فكل شيء عندهم قابل للتأويل ـ ولذا لم يتفقوا على شيء واحد لا في الأصول ولا في الفروع ـ، وتأويل النصوص عند النصارى يخضع للظرف السياسي، فإن وجدوا ضعيفاً على كرسي الحكم خرجوا من أديرتهم وكنائسهم وتمددوا، كما هو حالهم الآن في مصر، وربما جيشوا الجيوش وقاتلوا كما حصل في الحروب الصليبية، وكما يحصل الآن ممن يجمعون السلاح، وهم أدعياء "المحبة"و"السلام"؛ وإن وجدوا قوياً يصدق الأقوال بالأفعال انكمشوا وتنادوا : دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر.
ولذا لن يقفوا عند حد إن تركوا، وإن ضغطوا انكمشوا وارتحنا وارتاحوا. فعلينا أن نتلوا عليهم بأنهم أقلية، وأن الأقلية لا تحكم الأغلبية، وأنهم يتمتعون بأكثر من حقوقهم. وأن ما يفعله بهم رؤوسهم تفخيخ لهم، وغداً ينفجرون في أنفسهم وإن زادوا ففي بيوتهم وأموالهم.
لا يحل لذي عقلٍ ودين أن يقف متعجلاً أمام هؤلاء المتطرفين، وينظر إليهم بسطحية، يظن أنها تسير بعفوية. علينا أن ندقق النظر في السياق العام الذي أخرج هؤلاء (وهو عدواة الديني والسياسي الخارجي لنا كأمة مسلمة)، وطبيعة هؤلاء التي تأبى التعايش وتعمل للمواجهة للاستيلاء على البلد أو الانفصال بداخلها، وقد "فخخوا قومهم" وجهوهم إلينا، وعلينا أن نتعامل معهم بخطابٍ عاقلٍ يذهب بما في تلك الصدور، لنعيش في أوطاننا بأمان كما هو حالنا من قديم الزمان.محمد جلال القصاص - islamway
~~~~~~~~~~~~~
دين النصارى مبني على معاندة العقول والشرائع وتنقص إله العالمين
والمقصود : أن دين الأمة الصليبية بعد أن بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم بل قبله بنحو ثلاثمائة سنة مبني على معاندة العقول والشرائع وتنقص إله العالمين ورميه بالعظائم فكل نصراني لا يأخذ بحظه من هذه البلية فليس بنصراني على الحقيقة !، أفليس هو الدين الذي أسسه أصحاب المجامع المتلاعنين على أن الواحد ثلاثة والثلاثة واحد ؟، فيا عجباً كيف رضي العاقل أن يكون هذا مبلغ عقله و منتهى علمه أفترى لم يكن في هذه الأمة من يرجع إلى عقله و فطرته و يعلم أن هذا عين المحال و إن ضربوا له الأمثال و استخرجوا له الأشباه فلا يذكرون مثالا و لا شبهاً إلا وفيه بيان خطئهم و ضلالهم .
كتشبيه بعضهم اتحاد اللاهوت بالناسوت وامتزاجه به باتحاد النار والحديد وتمثيل غيرهم ذلك باختلاط الماء باللبن و تشبيه آخرين ذلك بامتزاج الغذاء و اختلاطه بأعضاء البدن إلى غير ذلك من الأمثال و المقاييس التي تتضمن امتزاج حقيقتين و اختلاطهما حتى صارا حقيقة أخرى تعالى الله عز وجل عن إفكهم وكذبهم، و لم يقنعهم هذا القول في رب السموات والأرض حتى اتفقوا بأسرهم على أن اليهود أخذوه وساقوه بينهم ذليلا مقهورا وهو يحمل خشبته التي صلبوه عليها، واليهود يبصقون في وجهه و يضربونه ثم صلبوه و طعنوه بالحربة حتى مات و تركوه مصلوباً حتى التصق شعره بجلده لما يبس دمه بحرارة الشمس ثم دفن و أقام تحت التراب ثلاثة أيام ثم قام بلاهوتيته من قبره، هذا قول جميعهم ليس فيهم من ينكر منه شيئا فيا للعقول ! كيف كان حال هذا العالم الأعلى والأسفل في هذه الأيام الثلاثة !
ومن كان يدبر أمر السموات والأرض ومن الذي خلف الرب سبحانه وتعالى في هذه المدة ومن الذي كان يمسك السماء أن تقع على الأرض وهو مدفون في قبره، و يا عجبا ! هل دفنت الكلمة معه بعد أن قتلت وصلبت أم فارقته وخذلته أحوج ما كان إلى نصرها له كما خذله أبوه وقومه فإن كانت قد فارقته وتجرد منها فليس هو حينئذ المسيح وإنما هو كغيره من آحاد الناس، وكيف يصح مفارقتها له بعد أن اتحدت به و ما زجت لحمه و دمه وأين ذهب الاتحاد والامتزاج ! و إن كانت لم تفارقه وقتلت و صلبت و دفنت معه فكيف وصل المخلوق إلى قتل الإله وصلبه ودفنه ؟!، ويا عجبا ! أي قبر يسع إله السموات والأرض هذا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون.
الحمد لله ثم الحمد لله تعالى الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، يا ذا الجلال والإكرام كما هديتنا للإسلام أسألك أن لا تنزعه عنا حتى تتوفانا على الإسلام.
أعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه: إذا مات الإله بصنع قوم أماتوه فما هذا الإله؟!، وهل أرضاه ما نالوه منه فبشراهم إذا نالوا رضاه؟!، و إن سخط الذي فعلوه فيه فقوتهم إذا أوهت قواه؟!، وهل بقي الوجود بلا إله سميع يستجيب لمن دعاه؟!، و هل خلت الطباق السبع لما ثوى تحت التراب و قد علاه؟! و هل خلت العوالم من إله يدبرها و قد سُمّرَتْ يداه؟! و كيف تخلت الأملاك عنه بنصرهم و قد سمعوا بكاه؟! و كيف أطاقت الخشبات حمل الإله الحق شداً على قفاه؟! و كيف دنا الحديد إليه حتى يخالطه و يلحقه أذاه؟! و كيف تمكنت أيدي عداه و طالت حيث قد صفعوا قفاه؟! و هل عاد المسيح إلى حياة أم المحيي له ربك سواه؟! و يا عجبا لقبر ضم رباً و أعجب منه بطن قد حواه! أقام هناك تسعاً من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه، و شق الفرج مولوداً صغيراً ضعيفاً فاتحاً للثدي فاه، و يأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذاك هل هذا إله؟! تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه.
أعباد الصليب لأي معنى يعظم أو يقبح من رماه؟ و هل تقضى العقول بغير كسر و إحراق له و لمن بغاه؟ إذا ركب الإله عليه كرهاً و قد شدت لتسمير يداه، فذاك المركب الملعون حقا فدسه لا تبسه إذ تراه يهان، عليه رب الخلق طَرا و تعبده! فإنك من عداه، فإن عظمته من أجل أن قد حوى رب العباد و قد علاه، و قد فقد الصليب فإن رأينا له شكلا تذكرنا سناه! فهلا للقبور سجدت طرا لضم القبر ربك في حشاه! فيا عبد المسيح أفق فهذا بدايته وهذا منتهاه.
تلاعب الشيطان بدين النصارى: قد بان لكل ذي عقل أن الشيطان تلاعب بهذه الأمة الضالة كل التلاعب و دعاهم فأجابوه، و استخفهم فأطاعوه فتلاعب بهم في شأن المعبود سبحانه و تعالى، و تلاعب بهم في أمر المسيح، و تلاعب بهم في شأن الصليب و عبادته، و تلاعب بهم في تصوير الصور في الكنائس و عبادتها فلا تجد كنيسة من كنائسهم تخلو عن صورة مريم و المسيح و جرجس و بطرس و غيرهم من القديسين عندهم والشهداء، و أكثرهم يسجدون للصور و يدعونها من دون الله تعالى حتى لقد كتب بطريق الإسكندرية إلى ملك الروم كتابا يحتج فيه للسجود للصور: بأن الله تعالى أمر موسى عليه السلام أن يصور في قبة الزمان صورة الساروس و بأن سليمان بن داود لما عمل الهيكل عمل صورة الساروس من ذهب و نصبها داخل الهيكل ثم قال في كتابه: " وإنما مثال هذا مثال الملك يكتب إلى بعض عماله كتابا فيأخذه العامل و يقبله و يضعه على عينيه و يقوم له لا تعظيما للقرطاس و المداد بل تعظيما للملك كذلك السجود للصور تعظيم لاسم ذلك المصور لا للأصباغ و الألوان "، و بهذا المثال بعينه عبدت الأصنام، و ما ذكره هذا المشرك عن موسى وسليمان عليهما السلام لو صح لم يكن فيه دليل على السجود للصور وغايته: أن يكون بمثابة ما يذكر عن داود: أنه نقش خطيئته في كفه كي لا ينساها فأين هذا مما يفعله هؤلاء المشركون: من التذلل و الخضوع و السجود بين يدي تلك الصور و إنما المثال المطابق لما يفعله هؤلاء المشركون مثال خادم من خدام الملك دخل على رجل فوثب الرجل من مجلسه و سجد له و عبده و فعل به ما لا يصلح أن يفعل إلا مع الملك!
و كل عاقل يستجهله و يستحمقه في فعله إذ قد فعل مع عبد الملك ما كان ينبغي له أن يخص به الملك دون عبيده: من الإكرام والخضوع و التذلل و معلوم أن هذا إلى مقت الملك له و سقوطه من عينه أقرب منه إلى إكرام له و رفع منزلته، كذلك حال من سجد لمخلوق أو لصورة مخلوق لأنه عمد إلى السجود الذي هو غاية ما يتوصل به العبد إلى رضا الرب ولا يصلح إلا له ففعله لصورة عبد من عبيده و ساوى بين الله وبين عبده في ذلك و ليس وراء هذا في القبح و الظلم شيء ولهذا قال تعالى : {اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13]، و قد فطر الله سبحانه عباده على استقباح معاملة عبيد الملك و خدمه بالتعظيم و الإجلال و الخضوع و الذل الذي يعامل به الملك فكيف حال من فعل ذلك بأعداء الملك فإن الشيطان عدو الله و المشرك إنما يشرك به لا بولي الله و رسوله، بل رسول الله و أولياؤه بريئون ممن أشرك بهم معادون لهم أشد الناس مقتاً لهم فهم في نفس الأمر إنما أشركوا بأعداء الله و سووا بينهم و بين الله في العبادة و التعظيم و السجود و الذل و لهذا كان بطلان الشرك و قبحه معلوماً بالفطرة السليمة و العقول الصحيحة، و العلم بقبحه أظهر من العلم بقبح سائر القبائح.
و المقصود: ذكر تلاعب الشيطان بهذه الأمة في أصول دينهم و فروعه كتلاعبه بهم في صيامهم، فإن أكثر صومهم لا أصل له في شرع المسيح بل هو مختلق مبتدع فمن ذلك: أنهم زادوا جمعة في بدء الصوم الكبير يصومونها لهرقل مخلص بيت المقدس و ذلك أن الفرس لما ملكوا بيت المقدس و قتلوا النصارى و هدموا الكنائس أعانهم اليهود على ذلك و كانوا أكثر قتلا وفتكا في النصارى من الفرس، فلما سار هرقل إليه استقبله اليهود بالهدايا وسألوه أن يكتب لهم عهدا ففعل فلما دخل بيت المقدس شكا إليه من فيه من النصارى ما كان اليهود صنعوه بهم، فقال لهم هرقل: و ما تريدون مني؟، قالوا : تقتلهم، قال: كيف أقتلهم وقد كتبت لهم عهدا بالأمان وأنتم تعلمون ما يجب على ناقض العهد، فقالوا له: إنك حين أعطيتهم الأمان لم تدر ما فعلوا من قتل النصارى و هدم الكنائس و قتلهم قربان إلى الله تعالى و نحن نتحمل عنك هذا الذنب و نكفره عنك و نسأل المسيح أن لا يؤاخذك به و نجعل لك جمعة كاملة في بدء الصوم نصومها لك و نترك فيها أكل اللحم ما دامت النصرانية و نكتب به إلى جميع الآفاق غفراناً لما سألناك.
فأجابهم و قتل من اليهود حول بيت المقدس و جبل الخليل مالا يحصى كثرة، فصيروا أول جمعة من الصوم الذي يترك فيه الملكية أكل اللحم يصومونها لهرقل الملك غفراناً لنقضه العهد و قتل اليهود و كتبوا بذلك إلى الآفاق، و أهل بيت المقدس و أهل مصر يصومونها و بقية أهل الشام و الروم يتركون اللحم فيه و يصومون الأربعاء و الجمعة، و كذلك لما أرادوا نقل الصوم إلى فصل الربيع المعتدل و تغيير شريعة المسيح زادوا فيه عشرة أيام عوضاً و كفارة لنقلهم له، و من ذلك التلاعب: تلاعبه في أعيادهم: فكلها موضوعة مختلقة محدثة بآرائهم واستحسانهم.
فمن ذلك: عيد ميكائيل وسببه: أنه كان بالإسكندرية صنم، و كان جميع من بمصر و الإسكندرية يعيدون له عيداً عظيماً و يذبحون له الذبائح، فولي بتركة الاسكندرية واحداً منهم، فأراد أن يكسره و يبطل الذبائح فامتنعوا عليه فاحتال عليهم و قال إن هذا الصنم لا ينفع و لا يضر فلو جعلتم هذا العيد لميكائيل ملك الله تعالى و جعلتم هذه الذبائح له كان يشفع لكم عند الله، و كان خيراً لكم من هذا الصنم، فأجابوه إلى ذلك فكسر الصنم و صيره صلباناً و سمى الكنيسة كنيسة ميكائيل، و سماها قيسارية ثم احترقت الكنيسة و خربت و صيروا العيد و الذبائح لميكائيل فنقلهم من كفر إلى كفر و من شرك إلى شرك، فكانوا في ذلك كمجوسي أسلم فصار رافضيا فدخل الناس عليه يهنئونه فدخل عليه رجل و قال: إنك إنما انتقلت من زاوية من النار إلى زاوية أخرى، و من ذلك عيد الصليب و هو مما اختلقوه و ابتدعوه فإن ظهور الصليب إنما كان بعد المسيح بزمن كثير و كان الذي أظهره زوراً وكذباً أخبرهم به بعض اليهود أن هذا هو الصليب الذي صلب عليه إلهَهُم و ربهم فانظر إلى هذا السند و هذا الخبر، فاتخذوا ذلك الوقت الذي ظهر فيه عيداً و سموه عيد الصليب.
و لو أنهم فعلوا كما فعل أشباههم من الرافضة حيث اتخذوا وقت قتل الحسين رضي الله عنه مأتماً و حزناً لكان أقرب إلى العقول، و كان من حديث الصليب: أنه لما صلب المسيح على زعمهم الكاذب و قتل و دفن رفع من القبر إلى السماء و كان التلاميذ كل يوم يصيرون إلى القبر إلى موضع الصلب و يصلون، فقالت اليهود: إن هذا الموضع لا يخفى و سيكون له نبأ و إذا رأى الناس القبر خالياً آمنوا به فطرحوا عليه التراب و الزبل حتى صار مزبلة عظيمة فلما كان في أيام قسطنطين الملك جاءت زوجته إلى بيت المقدس تطلب الصليب فجمعت من اليهود و السكان ببيت المقدس و جبل الخليل مائة رجل، و اختارت منهم عشرة و اختارت من العشرة ثلاثة اسم أحدهم يهوذا، فسألتهم أن يدلوها على الموضع.
فامتنعوا و قالوا: لا علم لنا بالموضع، فطرحتهم في الحبس في جب لا ماء فيه فأقاموا سبعة أيام لا يطعمون و لا يسقون فقال يهوذا لصاحبيه: إن أباه عرفه بالموضع الذي تطلب فصاح الإثنان فأخرجوهما فخبراها بما قال يهوذا فأمرت بضربه بالسياط فأقر و خرج إلى الموضع الذي فيه المقبرة و كان مزبلة عظيمة فصلى و قال: اللهم إن كان في هذا الموضع فاجعله أن يتزلزل ويخرج منه دخان فتزلزل الموضع و خرج منه دخان فأمرت الملكة بكنس الموضع من التراب فظهرت المقبرة و أصابوا ثلاثة صلبان فقالت الملكة: كيف لنا أن نعلم صليب سيدنا المسيح و كان بالقرب منهم عليل شديد العلة قد أيس منه فوضع الصليب الأول عليه ثم الثاني ثم الثالث فقام عند الثالث و استراح من علته فعلمت أنه صليب المسيح فجعلته في غلاف من ذهب و حملته إلى قسطنطين، و كان من ميلاد المسيح إلى ظهور هذا الصليب: ثلاثمائة و ثمانية و عشرون سنة، هذا كله نقله سعيد بن بطريق النصراني في تاريخه
والمقصود: أنه ابتدعوا هذا العيد بنقل علمائهم بعد المسيح بهذه المدة: و بعد فساد هذه الحكاية من بين يهودي و نصراني مع انقطاعها و ظهور الكذب فيها لمن له عقل من وجوه كثيرة، و يكفي في كذبها وبيان اختلاقها: أن ذلك الصليب الذي شفي العليل كان أولى أن لا يميت الإله الرب المحيي المميت، و منها: أنه إذا بقي تحت التراب خشب ثلاثمائة و ثمانية و عشرون سنة فإنه ينخر و يبلى لدون هذه المدة، فإن قال عباد الصليب: إنه لما مس جسم المسيح حصل له الثبات و القوة و البقاء قيل لهم: فما بال الصليبين الباقيين لم يتفتتا و اشتبها به فلعلهم يقولون: لما مست صليبه مسها البقاء و الثبات، و جهل القوم و حمقهم أعظم من ذلك و الرب سبحانه لما تجلى للجبل تدكدك الجبل و ساخ في الأرض و لم يثبت لتجليه فكيف تثبت الخشبة لركوبه عليها في تلك الحال؟!! و لقد صدق القائل: إن هذه الأمة عار على بني آدم أن يكونوا منهم.
فإن كانت هذه الحكاية صحيحة فما أقربها من حيل اليهود التي تخلصوا بها من الحبس و الهلاك، و حيل بني آدم تصل إلى أكثر من ذلك بكثير و لا سيما لما علم اليهود أن ملكة دين النصرانية قاصدة إلى بيت المقدس و أنها تعاقبهم حتى يدلوها على موضع القتل و الصلب، وعلموا أنهم إن لم يفعلوا لم يتخلصوا من عقوبتها، و منها: أن عباد الصليب يقولون: إن المسيح لما قتل غار دمه و لو وقع منه قطرة على الأرض ليبست و لم تنبت فيا عجباً! كيف يحيى الميت و يبرأ العليل بالخشبة التي شهر عليها و صلب؟! أهذا كله من بركتها و فرحها به و هو مشدود عليه يبكي و يستغيث!! و لقد كان الأليق أن يتفتت الصليب و يضمحل لهيبة من صلب عليه و عظمته و لخسفت الأرض بالحاضرين عند صلبه و المتمالئين عليه، بل تتفطر السموات و تنشق الأرض و تخر الجبال هدّا، ثم يقال لعباد الصليب: لا يخلو أن يكون المصلوب الناسوت وحده أو مع اللاهوت فإن كان المصلوب هو الناسوت وحده فقد فارقته الكلمة و بطل اتحادها به و كان المصلوب جسداً من الأجساد ليس بإله و لا فيه شىء من الإلهية و الربوبية ألبتة و إن قلتم: إن الصلب وقع على اللاهوت و الناسوت معاً فقد أقررتم بصلب الإله و قتله و موته و قدرة الخلق على أذاه و هذا أبطل الباطل و أمحل المحال.فبطل تعلقكم بالصليب من كل وجه عقلا و شرعاً، و أما تلاعبه بهم في صلاتهم فمن وجوه، أحدها: صلاة كثير منهم بالنجاسة و الجنابة، و المسيح برىء من هذه الصلاة، و سبحان الله أن يتقرب إليه بمثل هذه الصلاة فقدره أعلى و شأنه أجل من ذلك، و منها: صلاتهم إلى مشرق الشمس و هم يعلمون أن المسيح لم يصل إلى المشرق أصلا و إنما كان يصلي إلى قبلة بيت المقدس، و منها: تصليبهم على وجوههم عند الدخول في الصلاة، و المسيح برىء من ذلك، فصلاة مفتاحها النجاسة و تحريمها التصليب على الوجه و قبلتها الشرق و شعارها الشرك كيف يخفى على العاقل أنها لا تأتي بها شريعة من الشرائع ألبتة؟!، و لما علمت الرهبان و المطارنة و الأساقفة: إن مثل هذا الدين تنفر عنه العقول أعظم نفرة شدوه بالحيل و الصور في الحيطان بالذهب و اللازورد و الزنجفر و بالأرغل و بالأعياد المحدثة و نحو ذلك مما يروج على السفهاء و ضعفاء العقول و البصائر، و ساعدهم ما عليه اليهود من القسوة و الغلظة و المكر و الكذب و البهت.
و ما عليه كثير من المسلمين (المقصود الصوفية و الرافضة ممن يدعي الإسلام) من الظلم و الفواحش و الفجور و البدعة و الغلو في المخلوق حتى يتخذه إلهً من دون الله، و اعتقاد كثير من الجهال أن هؤلاء من خواص المسلمين و صالحيهم فتركب من هذا و أمثاله تمسك القوم بما هم فيه و رؤيتهم أنه خير من كثير مما عليه المنتسبون إلى الإسلام من البدع و الفجور و الشرك و الفواحش، و لهذا لما رأى النصارى الصحابة و ما هم عليه آمن أكثرهم اختياراً و طوعاً و قالو: ما الذين صحبوا المسيح بأفضل من هؤلاء و لقد دعونا نحن و غيرنا كثيراً من أهل الكتاب إلى الإسلام فأخبروا أن المانع لهم ما يرون عليه المنتسبين إلى الإسلام ممن يعظمهم الجهال: من البدع و الظلم و الفجور و المكر و الاحتيال و نسبة ذلك إلى الشرع و لمن جاء به، فساء ظنهم بالشرع و بمن جاء به، فالله طليب قطاع طريق الله و حسيبهم فهذه إشارة يسيرة جداً إلى تلاعب الشيطان بعباد الصليب تدل على ما بعدها و الله الهادي الموفق.أعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاهإذا مات الإله بصنع قوم أماتوه فما هذا الإله؟
وهل أرضاه ما نالوه منه فبشراهم إذا نالوا رضاه؟و إن سخط الذي فعلوه فيه فقوتهم إذا أوهت قواه؟
وهل بقي الوجودَ بلا إله سميعٍ يستجيبُ لمن دعاه؟و هل خلت الطباق السبع لما ثوى تحت التراب و قد علاه؟و هل خلت العوالم من إله يدبرها و قد سُمّرَتْ يداه؟
و كيف تخلت الأملاك عنه بنصرهم و قد سمعوا بكاه؟
و كيف أطاقت الخشبات حمل الإله الحق شداً على قفاه؟و كيف دنا الحديد إليه حتى يخالطه و يلحقه أذاه؟و كيف تمكنت أيدي عداه و طالت حيث قد صفعوا قفاه؟
و هل عاد المسيح إلى حياة أم المحيي له ربٌ سواه؟و يا عجبا لقبر ضم رباً و أعجب منه بطن قد حواه!أقام هناك تسعاً من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه.و شق الفرج مولوداً صغيراً ضعيفاً فاتحاً للثدى فاه.
و يأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذاك. هل هذا إله؟تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه.
أعباد الصليب لأي معنى يعظم أو يقبح من رماه؟و هل تقضى العقول بغير كسر و إحراق له و لمن بغاه؟إذا ركب الإله عليه كرهاً و قد شُدَّت لتَسْمِيرٍ يداه.فذاك المركب الملعون حقا فدسه لا تبسه إذ تراهيهان عليه رب الخلق طَرا و تعبده! فإنك من عداه.
فإن عظمته من أجل أن قد حوى رب العباد و قد علاه.
و قد فُقِدَ الصليبُ فإن رأينا له شكلا تذكرنا سناه!فهلا للقبور سجدت طرا لضم القبر ربك في حشاه!فيا عبد المسيح أفق فهذا بدايته وهذا منتهاه.
[ نقلا عن كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ] - islamway
رابط html مباشر:
التعليقات: