حاورنا قادة الجماعة : الشروط الشرعية لفريق الإخوان الكروى .. تطبيق الحدود الشرعية فى الأندية الإخوانية!
لم يكد المصريون ينتهون من الجدل حول إقامة حزب سياسى لجماعة الإخوان حتى جاء إعلان المرشد العام عن عزم الجماعة تأسيس ناد رياضى ينافس على الدورى والكأس ليفتح جدلا آخر فى الشارع المصرى.المعارضون تأكدت مخاوفهم من رغبة الجماعة فى السيطرة على الشارع المصرى بما يخدم أهدافهم ويرون أنه من غير الصحيح أن تنشأ أندية رياضية بواسطة جماعات ذات مرجعية دينية، وفى المقابل يرى المؤيدون أن الجماعة بهذا الإعلان عادت إلى سابق عهدها قبل عام 1954 ويرتكنون إلى تاريخ الإخوان الرياضى والذى أسس له حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان فى إحدى رسائله حين عرف الجماعة بأنها: «دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وشركة اقتصادية وجماعة رياضية ورابطة علمية وفكرة اجتماعية».
وضع البنا بهذا التعريف إطارا تتحرك فيه الجماعة على عدة محاور منها المحور الرياضى والذى أنشئت من خلاله عام 1944 إدارة للفرق الرياضية تضمنت «99 فريقا لكرة القدم فى مناطق القطر المختلفة منها 36 فريقا فى القاهرة وحدها، 32 فريقا لكرة السلة، ,28 لتنس الطاولة،19 فريقا لرفع الأثقال، 16 فريقا للملاكمة، 9 فرق للمصارعة، 8 فرق للسباحة». كما يستند المؤيدون إلى كون الرياضة ممارسة إنسانية لا علاقة لها بالدين، خاصة فى ظل وجود جمعيات دينية مثل جمعية الشبان المسلمين وجمعية الشبان المسيحيين لديها فرق رياضية فى ألعاب مختلفة بالفعل.
وما بين هذا وذاك فتحنا هذا الملف لنقرأ مستقبل الأندية الإخوانية.. الدكتور حلمى الجزار عضو مجلس شورى الجماعة ورئيس المكتب الإدارى بـ 6 أكتوبر كشف لنا عن المبادئ والأهداف التى ستؤسس عليها أندية الإخوان قائلا:
إن الجماعة فى سبيلها لتأسيس مجموعة أندية رياضية اجتماعية تقوم على هدف أساسى وهو اكتشاف المواهب وصقلها وتنميتها من خلال مدارس للناشئين تسمح بتخريج لاعبين أصحاء فى مختلف اللعبات، لهم بنية جسمية قوية وتخرج أبطالا أوليمبيين واصفا التصريحات التى خرجت من مرشد الجماعة والدكتور العريان والتى تعد بالمنافسة على الدورى والكأس بأنها تصريحات إعلامية وغير منطقية، لأن القانون يحتم على الأندية الجديدة أن تبدأ من القسم الرابع، وبالتالى لا يمكن أن تنافس الأندية التابعة للجماعة على البطولات إلا إذا كانوا يقصدون أن ننافس نادى «شبرا النملة مثلا» يقولها ضاحكا ثم يستطرد:
معظم شباب الإخوان ينتمون إما إلى الأهلى أو الزمالك وإن كانت الأغلبية للأهلى، ولذا فمن الممكن أن يكون لأندية الإخوان دور فى تجهيز اللاعبين وتدعيم تلك الأندية المستقرة بهم. مشيرا إلى أن الجماعة سينصب تركيزها ودعمها من خلال أنديتها على ألعاب القوى والسباحة ورفع الأثقال لامتلاكها نصيب الأسد من فرص الفوز بالميداليات سواء محليا أو دوليا أو أوليمبيا.
وعن إمكانية وجود فرق نسائية أو مشاركة الأقباط داخل الأندية الإخوانية قال الجزار: إن الرياضة ليست حكرا على الرجال، الفيصل هو الالتزام بالضوابط الشرعية التى تحكم هذه الأمور وهى أن تكون الفرق النسائية فى أى لعبة مستقلة ليس بها اختلاط بداية من الإدارة الفنية وأن تلتزم اللاعبات المسلمات بالحجاب.
وأما عن مشاركة الأقباط فسيسمح لهم بالتأكيد وستكون الكفاءة هى المعيار لأن الرياضة ممارسة إنسانية وليست دينية.
وأما عن مشاركة الأقباط فسيسمح لهم بالتأكيد وستكون الكفاءة هى المعيار لأن الرياضة ممارسة إنسانية وليست دينية.
وعند سؤاله عن إلزام اللاعبين التابعين لأندية الإخوان بارتداء الشورت الشرعى أثناء المباريات بادرنا بقوله: إن موضوع الفخذ عورة فقهيا مختلف عليه ودلل على ذلك بقول الشيخ سيد سابق من كتاب فقه السنة والذى يقول فيه: «إن الحديث عن أن الفخذ عورة أحوط وأن الحديث عن أن الفخذ ليس بعورة أصح».
وبالتالى فإنه لا إلزام للاعبين بالشورت الشرعى.
وعن إمكانية الاستعانة بمديرين فنيين أو مدربين أجانب قال الجزار: إن الجماعة تشجع البضاعة الوطنية ولذا ستكون داعمة للمدربين والمدربات المصريين الأكفاء وإن لم تتوافر كفاءات وطنية فى إحدى الألعاب فلا مانع من الاستعانة بخبرات أجنبية.
وختم الجزار حديثه بأن الجماعة تنتظر الاعتراف بها رسميا من الدولة حتى تبدأ فى تأسيس أنديتها الرياضية.
وأضاف مهدى عاكف مرشد الإخوان السابق قائلا:
إن وجود أندية للإخوان أمر طبيعى فيه عودة للماضى الذى كان فيه الإخوان يمتلكون أندية وممثلين فى الاتحادات الرياضية لدرجة أن القاهرة وحدها كانت تضم 105 شعبات «وهو مكان متسع كانت تمارس فيه الرياضة وتؤدى فيه الصلاة وتلقى فيه المحاضرات أيضا».
مشيرا إلى أن الجماعة كونت لجاناً تعمل تحت إشرافه لوضع الهياكل الرئيسية لتلك الأندية والبدء فى اتخاذ الإجراءات الرسمية لإشهارها بعد استيفاء الشروط التى ينص عليها القانون، وأضاف أن الجماعة تبحث الآن عن قطعة أرض مناسبة تصلح لإقامة ناد عليها، وأنه من المخطط أن تنشئ الجماعة ناديا فى كل محافظة.
عامر حسين رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصرى لكرة القدم قال: إنه لا يوجد فى لوائح اتحاد الكرة المصرى ما يمنع تأسيس أندية للإخوان المسلمين وفقا للشروط القانونية وأهمها: أن يكون للنادى مقر وميزانية محددة ومجلس إدارة وقطاع للناشئين وملعب قانونى «ملك له وليس مؤجرا» وهو ما تغير عن اللائحة السابقة والتى كانت تجيز إشهار تأسيس ناد دون امتلاكه لملعب، وهو ما كانت تستعيض عنه الأندية بإيجار الملاعب وأبرز تلك الأندية قطبا الكرة المصرية اللذان لا يمتلكان ملعبا ويكتفيان بإيجار استاد القاهرة، إضافة إلى الحصول على الموافقات الأمنية اللازمة والشرط الأساسى بإشهار النادى فى المجلس القومى للرياضة. وأضاف عامر أنه فى حالة تأسيس ناد جديد كما هو فى حالة النادى التابع لجماعة الإخوان سيبدأ مشواره فى بطولات اتحاد الكرة من القسم الرابع وليس الممتاز ويسمح له بالمشاركة فى كأس مصر.
محمد عبيد خبير اللوائح بالفيفا قال:
إنه ليس هناك فى لوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم ما يمنع تكوين جماعة الإخوان لأندية رياضية تمارس النشاط لأنها جماعة ليس لها توصيف قانونى وحتى فى حالة تكوينهم لحزب سياسى بشرط أن تنطبق عليهم الشروط، مشيرا إلى أن لوائح الفيفا ترفض فقط التمييز الدينى العنصرى كالملابس أو الرموز الدينية.
وعن مصادر التمويل قال عبيد إنه لا توجد مشكلة بخصوص التمويل كونها جماعة دينية فى الأصل، خاصة أن هناك حالات مشابهة فى الدوريات العالمية مثل نادى روما الإيطالى الذى تموله الكنيسة الإيطالية وتتولى الصرف عليه.
وأضاف عن النظام الإدارى أنه يمكن للجماعة العمل بنظام الجمعية العمومية طوال وجودها فى دورى الأقسام الثلاثة ما قبل الممتاز على أن تعدل من أوضاعها بعد الصعود للممتاز من خلال جمعية عمومية منتخبة يتحول نشاط الكرة من خلالها إلى شركة مساهمة وهو ما يتواكب مع دورى المحترفين الذى سيكون قد تم تطبيقه.
رابط html مباشر:
التعليقات: