|

د. خميس الهلباوى: لاتزيفوا إرادة الثورة والشعب



كانت أهداف ثورة 23 يوليو تتلخص فى القضاء على الإقطاع وعلى الاستعمار، وأيضًا على سيطرة رأس المال، بالإضافة إلى إقامة حياة ديمقراطية سليمة، وإقامة جيش وطنى قوى وإقامة عدالة اجتماعية.. وفشلت ثورة 23 يوليو سنة 1952 لأسباب متعددة أهمها نجاح أعداء مصر فى تحويل اتجاه الثورة إلى موضوعات وأهداف لا تتصل بمبادئها المعلنة، والسبب أن الاستعمار الأجنبى يعلم أن معنى تحقيق حرية واستقلال وديمقراطية الشعب المصرى العملاق، ستؤدى حتمًا إلى قيام المارد المصرى الذى يعملون له ألف حساب فى العالم أجمع.

فقام الاستعمار بوسائله المختلفة بشغل القيادة المصرية بمواضيع وقضايا تخرج عن أهدافه الرئيسية مثل:


1- محاربة الاستعمار فى كل مكان بعد تحرير مصر من الاحتلال العسكرى الإنجليزى.

2- الدخول فى حرب اليمن التى لا ناقة لمصر فيها ولا جمل لمجرد محاربة النظام السعودى، بعد احتوائه لفلول جماعة الإخوان المسلمين، مما كبد مصر مبالغ لا طاقة لها بها..
3- قيام الوحدة مع سوريا وسقوطها وهى لم تكن من أهداف ثورة 1952، وهو ما كبد مصر مبالغ أخرى لا طاقة لمصر بها لتحطيم الاقتصاد المصرى الذى كان الجنيه المصرى يومها يعادل 3 جنيهات إسترلينية.
4- المتاجرة بالقضية الفلسطينية وشغل شعب مصر بها كذباً حيث أن معظم الدول العربية كانت تعمل لتتكسب من وراء هذه القضية وخسرت مصر حوالى 100000جندى بسبب فلسطين علاوة على تخريب اقتصاد مصر.

تذكرت هذا يوم الجمعة الماضى وما أشبه اليوم بالبارحة، فقد رأيت جموعًا من الفئات المختلفة منهم شباب الثورة وشباب فلسطين، وكنت قد توقعت أن شباب مصر سينادى بوأد الفتنة الطائفية وتحقيق أهداف ثورة الشعب المصرى يوم 25 يناير 2011، ولكننى فوجئت بالنداءات الأقوى كانت لتحرير فلسطين، وهذا ليس مكانه ولا زمانه فى الظروف الراهنة، وتذكرت ما حدث لثورة 1952 عندما نجح الاستعمار الغربى فى تحويلها عن مسار تحقيق أهدافها.


ورأيت كمية الأعلام الفلسطينية فى ميدان التحرير وتذكرت مخطط الاستعمار وأعداء الثورة وفلول النظام القديم وتوعد مبارك بقوله "إما أنا وإما الفوضى"، يساعده فى ذلك فلول النظام السابق، وإسرائيل وجميع من يدعون فهمهم للسياسة فى مصر ويقحمون أنفسهم فى طريق مستقبلها خطأ باسم الدين.


والغريب أن ينادى بعضهم بإقالة رمز هام من رموز الثورة المصرية وهو الدكتور يحيى الجمل وهو نجم من نجوم لجنة التغيير قبل الثورة ومجاهد منذ سنوات عديدة فى سبيل تحقيق هذه الثورة فهل تحولت الثورة فى مصر إلى ثورة فلسطينية لتمكين العدو من إفشال ثورة مصر، إن وصول مصر إلى الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة، يزعج ويقلق العدو الإسرائيلى والكثير من دول العالم التى تخشى المارد المصرى.


ومن الطبيعى إن ثورة مصر إذا نجحت واكتملت وحققت مبادئها وأهدافها سوف ينعكس ذلك تلقائيًا على جميع القضايا التى تشغل الشعوب العربية فى كل مكان وأولها مشكلة القدس الحبيبة والشعب الفلسطينى، وهذه الثورة سوف تؤثر فى العالم العربى والعالم أجمع فقط بعد تحقيق أهدافها بالتبعية وليس بالتخصيص.

ولكن أخشى ما نخشاه ما اكتشفناه من بعض المظاهر يوم جمعة الوحدة الوطنية بين أبناء مصر ومن اندسوا بينهم من غرباء، أن هناك من يحاولون تحويل الثورة عن تحقيق أهدافها لصالح شعب مصر أولاً، واختزال أهداف ثورة شعب مصر إلى العودة إلى التشرد والتشرذم أكثر وأكثر.

إن ترتيب البيت من الداخل يعد من أصعب الأمور فى ظل مقاومة مستميتة من عدة قوى داخلية وخارجية تتمثل فى فلول النظام السابق، إن ما أفشل خطط ثورة 1952 هو اختزال أهدافها فى حروب لا طاقة لمصر بها والتسرع فى إقامة وحدة، وجرنا الاستعمار إلى حرب 1967، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه من تخلف، والآن يذكرنا ما حدث فى ميدان التحرير بما حدث مع ثورة 1952، إن أعداء مصر مازالوا هم الاستعمار الغربى ومعه إسرائيل، بالإضافة إلى الأجندات الطامعة فى حكم مصر، فنجد من يعيد الكره لثورة الشعب المصرى النقية محاولين تغيير مسار الثورة.


إننا نطالب المجلس العسكرى بحماية الشعب من الفئة المندسة وبأن تكون الأهداف مركزة وواضحة فى إنقاذ مصر وشعب مصر اقتصاديا أولا وتحقيق أهداف الثورة المصرية.

د. خميس الهلباوى - اليوم السابع 

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات

مقالات إهتم بها القراء