لميس جابر تكتب .. من النهارده مفيش حكومة.. همَّا الحكومة
ماذا يحدث فيك يا مصر؟ القلوب تدمى وأوجاع النفس ثقيلة تحجب النوم.. وإذا جاءت غفوة قصيرة ألقت بكوابيس الفزع والرعب. الاكتئاب والحزن يخيمان على الجميع والتوقع للساعات المقبلة لا يختلف عن ضرب الودع وقراءة الفنجان.. مقدرات الأمة المصرية العتيدة ـ أقوى وأعرق دول المنطقة والعالم ـ وظروف المحنة والفوضى والخراب فاقت قدرات أولى الأمر والذين بيدهم الحل والعقد..
وليست القدرات تقاس بقوة العضلات، ولكنها قدرات الفكر والحكمة والاختلاف والتغيير والإبداع فى مواجهة الأيام والأحداث، والإعلام يرقص على أجساد الساقطين وجثث الأموات ويفرز من الخيال والوهم كل ما هو منحرف ورخيص ومريض لتزداد الهوة اتساعاً وليبتعد المواطنون عن العمل ويسيروا فى الطرقات يحلمون بالأموال وينعمون بالفوضى والسلاح الأبيض ويعتصمون فى أول كل شهر.
ماذا حدث فى إمبابة؟ كانت الدولة قبل يناير تتعامل مع الملف الطائفى بأسلوب ساذج يؤصل للفرقة ويضخم الفتنة..
كانت الدولة هى التى تنظر فى ديانة المواطن قبل التعامل وقلنا وكتبنا وصرخنا بأن القانون فقط هو الذى يصلح ليكون مظلة للمواطن والمساواة للجميع دون التفرقة حسب الجنس أو اللون أو العقيدة كما ينص الدستور، ولابد من خروج الكنيسة والجامع من التأثير السياسى على الناس ولابد من عودة الانتماء للوطن بالمساواة، ولا فائدة ولا حياة لمن تنادى وأذكر أننى كتبت فى أحد المقالات منذ سنوات أن المظاهرات للشباب هى الحل ولابد أن يخرج الشباب ليفرغ حماسه ومشاعره فى الهتاف ضد أو مع أو يعيش أو يسقط، يهتف لمصر وللعراق وفلسطين ويهتف ضد إسرائيل وضد أمريكا لأن هذا السلوك يزيد من التصاقه بوطنه، وأن بديل الالتصاق بالوطن سيكون اللجوء للجامع والكنيسة،
وتحجرت عقول الدولة على مقولة لا سياسة داخل الجامعة ولم يكن لدى الشباب سوى الوقوف خلف قضبان أبواب الجامعة فى مشهد محزن ومخجل، ثم انصرفوا إلى الجوامع والكنائس وأصبحت دور العبادة هى الموجه والناصح والمحقق والقاضى والخاطبة والشؤون الاجتماعية وداراً للكسوة والثقافة ومستشفيات وعلاجاً ومسرحاً ونوادى رياضية، وأصبحت الكنيسة هى الملاذ حتى لو فى أمريكا، وأصبح الجامع هو الحل حتى لو فى السعودية.. وكلما قامت الفتنة أسرع الشيوخ والقساوسة وخلفهم الإعلام المرئى والمقروء ليشاركوا فى زفة مصطنعة ساذجة ويقولوا إننا شعب يحب بعضه موت..
والمسلم والمسيحى روح واحدة فى كنيسة وجامع ويهتفون يعيش الهلال مع الصليب ويبررون أن ما حدث هو بسبب أيد خارجية وأجندات وقلة منحرفة ومندسة ومختل عقلياً وماس كهربائى. وكنا نكتب ونتساءل أين المتهمون؟ أين الجناة والمجنى عليهم؟
لماذا لا يذهب وكيل النيابة والقاضى؟ وكنا نسمع صدى الصوت..
ثم نعرف أن الموضوع قد تم حله بالقبلات وأغنية «هما حبوا بعض» وإلى الآن لا أعرف ولا أظن أحداً يعرف تفاصيل مشكلة (دير أبوفانا) وحدثت مشكلة «وفاء قسطنطين» زوجة القس.. وسارت المظاهرات هى هى مثل كاميليا دول يقولوا (خطفوا مرات أبونا) والتانيين (عاوزين وفاء) وبدلاً من خروج رؤوس السلطة الدينية إلى الإعلام وتوضيح ما حدث.
أعطوا الشعب جرعات من الصمت جعلت الخيال يقص قصصاً وحكايات ولا أدرى ما الحكمة؟ لذلك لم يضع أحد يده على لب المشكلة، وهى أن الكنيسة متعسفة كل التعسف فى عدم السماح بالطلاق على أساس أن الأقباط ليسوا بشراً بل ملائكة لا يتشاجرون ولا يختلفون وبالتالى لا يطلقون بعضهم البعض، وأظن أن الكنيسة نفسها تعرف كم عدد الأقباط الذين هربوا إلى الخارج وتركوا أزواجاً وزوجات بلا طلاق وتزوجوا مرة أخرى بعد أن تحرروا وهى مصيبة ولكن لا يهم.. المهم سلطة الكنيسة. والجامع كذلك يتحدث عن الذين أسلموا وتم وضعهم فى سجون الأديرة والخطب تنادى بحرية الأخوات اللاتى يعذبونهن.. حتى يعدن إلى المسيحية مرة أخرى، ثم قصص عن مخازن الأسلحة داخل الأديرة والكنائس وعندنا صحيفة عليها «ندر» كل أسبوع حكاية عن «مادلين» اللى أصبحت «خديجة» و«مارى» اللى أصبحت «زينب»، وهو ندر طبعاً لمصلحة الوطن كما هو واضح، ماذا تغير بعد يناير؟
لا شـىء ألبتة.. نفس التفكير نفس التعامل نفس المبررات والذى تغير هو الهتاف الذى أصبح (مسلم مسيحى.. إيد واحدة) وبدل الشيوخ، مثل المفتى وشيخ الأزهر، جاءنا مشايخ لا نعرفهم مثل الشيوخ حسان ويعقوب وأبويحيى وهم ضمن البركان السلفى الجهادى الذى انفجر بعد الثورة، والذى دخل إلى مصر، حيث الحدود الآمنة المفتوحة على البحرى والذى خرج من السجون عشان الحرية ضرورة حتمية مثل «عبود الزمر» القاتل الذى تحتفى به البلاد فى الإعلام وفى المحافظات.. وبدل «وفاء وكاميليا» كملت «بعبير» والتى يا عينى سوف تكون السبب فى مذبحة إمبابة.. الفرق الوحيد فى الوضع قبل يناير أن أمن الدولة كان يمتلك خيوط التحكم والسيطرة جيداً.. لذلك فالفتنة الجديدة تحرق مصر حتة حتة مع سبق الإصرار والترصد.
والفرق الجوهرى أن السبب قبل يناير قلة مندسة ومختل عقلياً وبعد يناير ثورة مضادة وفلول النظام، بل أحياناً النظام نفسه هو ده الإبداع.. والأعلى من هذا هو اقتحام الكنيسة وتفتيشها بالقوة للبحث عن «عبير» وخروج «كاميليا» إلى الشاشة لتقول وتحلف بغلاوة رأس أبوها إنها «مسيحية»، وأنا متأكدة أن أحد المشايخ سوف يقوم بمظاهرة «قريب قوى» ويقول إنها كانت بتحلف والمسدس فى ظهرها والحل هو تحليل الـ«دى. إن.إيه» لمعرفة دين كل مواطن بالعلم ونقسم بعض بقى وكل واحد ياخد نسوانه ومنطقته ويكن فيها.. وتصوروا «أوباما» مازعلش من حكاية تفتيش الكنيسة بالقوة ولا زعل لما عرف إن الفتنة حرقت كنايس وموتت مسيحيين ومسلمين وماحدش من «حموم» الإنسان نطق بكلمة وقال «حرية العقيدة».. حاجة غريبة!!
أنا هأقول رأيى واللى يحصل يحصل.. يا سادة الاحتقان الطائفى مرعب والأقباط والمسلمين بيكرهوا بعض عمى إلا القليل، والمشايخ والقسس بيكرهوا بعض عمى إلا القليل جداً، والكنائس والجوامع أماكن للتحريض والكراهية.
ومنذ شهور قام شيخ وقال: (الأقباط ذميين ولازم يدفعوا الجزية) ورد عليه قسيس وقال: «انتوا ضيوف علينا من أيام الفتح العربى» على أساس إن المسلمين المصريين مستوردين من الخارج، والحمد لله إنه ما قالش: «يا بخت من زار وخفف» والاتنين مثال صارخ للتطرف والجهل بالتاريخ والجغرافيا، والدين فى مصر قنوات فضائية إسلامية ومسيحية والاتنين متطرفين، وفى مصر تجارة وبيزنس إسلامى ومسيحى ومستشفيات مسيحية وإسلامية ومدارس «حكومية» إسلامية تماماً لا تقبل أقباطاً ولا تتم فيها تحية العلم ولا النشيد الوطنى بلادى بلادى، وطابور الصباح فيه قراءة القرآن. المناهج فى مصر مليئة بالتمييز الدينى وتحريض صريح على كراهية الدين الآخر..
بعد يناير بقى الإعلام الرسمى والخاص بياكل عيش على السلفيين والجهاديين والإخوان والقساوسة وبيقولوا (نحن فى قلب الحدث برضه)، ووزير التعليم هايعدل مناهج التاريخ على الموضة، مصر بعد الثورة بأربعة شهور تعيش بدعاء الوالدين وأظنه قد نفد. الحكومة غير قادرة على إدارة جمعية تعاونية من «سومانيل» لم تنفذ قانوناً واحداً يوحد الله من يوم تتويجها لقيادة المرحلة وعندما صدر قانون منع التجمهر والاعتصام الناس أخدت على خاطرها، فتم إلغاؤه وهكذا سقطت هيبة الدولة وتلاشت سطوة الحكومة وانعدم معنى السلطة..
حتى التوقيت الصيفى تم إلغاؤه بلا قانون.. كده حبى.. والقانون الوحيد الذى احتفلوا به بكل سعادة هو منح الجنسية المصرية لأبناء الأم المصرية من زوج فلسطينى، والخيبة التقيلة جداً أن الجامعة العربية هى التى استثنت الأبناء الفلسطينيين من هذا الحق، حفاظاً على الشعب الفلسطينى من التصفية والاختفاء لأنه منتشر فى كل بقاع الأرض.
ورئيس الحكومة يتعامل مع أخطر مرحلة فى تاريخ مصر المعاصر بالحب والطبطبة واللجان الشعبية، والحقيقة لم أفهم معنى الدبلوماسية الشعبية ولم أر جدوى من ذهاب وفد لطيف لدول حوض النيل يطبطب ويدلع ويتصور مع الرؤساء ليه؟
ولماذا لا يذهب المختصون بملف مياه النيل؟ ولماذا مجلس أمناء للتليفزيون؟
ده لا ينفع فيه مجلس أمناء ولا حتى «حلف الناتو»، خصوصاً بعد اللى عمله السيد رئيس الاتحاد الذى طرد برامج جاهزة بكل تكلفتها وناسها وبعت اشترى جديد من السوق وبرضه المذيع هاياخد اتنين مليون، ده طبعاً غير فريق الإعداد وكلام فى سركم ماعملوش تخفيض عشان الثورة، هذا المبنى لم ينتج شيئاً منذ يناير إلى اليوم، وفيه أربعين ألف عاوزين يقبضوا أول كل شهر..
ورئيسة التليفزيون مشغولة فى قصقصة شرايط أرشيف عمره تلاتين سنة وقررت إلغاء نقل بطولة الاسكواش الدولية من الغردقة على قنوات الرياضة لأن هذه هى الرياضة المفضلة لمبارك!! (دى مش نكتة).
الدكتور شرف يرى أننا شعب جريح ويقدم لنا أدوية تخلو من مادة «القانون»، خوفاً من الحساسية، ووزير الداخلية راجل طيب جداً، لكنه عاجز عن تحفيز رجاله على إعطاء مخالفة مرور.. وزير الصحة يصف إضراب الأطباء بالمتحضر.. الشرطة تتعامل بعدم الاحتكاك والمجلس العسكرى يدير ولا يحكم.. ويقولوا مصر فى مرحلة انتقال؟
مفيش أى انتقال ولا حركة ولا عبور مرحلة ولا خطوة واحدة.. مفيش غير سقوط وتدهور.. توجد فرصة جيدة جداً ونادرة للدكتور شرف.. من باب التغيير وعشان نشعر فعلاً إننا فى أيام مختلفة عن ذى قبل.. فرصة لدخول التاريخ لو تقدم رئيس الحكومة بالاستقالة بدل ما ياخدنا إحنا والبلد وندخل كلنا فى حيطة ويبقى مافيش حكومة.. ومن النهارده أو بالكتير بكره هيبقوا هما الحكومة.
وليست القدرات تقاس بقوة العضلات، ولكنها قدرات الفكر والحكمة والاختلاف والتغيير والإبداع فى مواجهة الأيام والأحداث، والإعلام يرقص على أجساد الساقطين وجثث الأموات ويفرز من الخيال والوهم كل ما هو منحرف ورخيص ومريض لتزداد الهوة اتساعاً وليبتعد المواطنون عن العمل ويسيروا فى الطرقات يحلمون بالأموال وينعمون بالفوضى والسلاح الأبيض ويعتصمون فى أول كل شهر.
ماذا حدث فى إمبابة؟ كانت الدولة قبل يناير تتعامل مع الملف الطائفى بأسلوب ساذج يؤصل للفرقة ويضخم الفتنة..
كانت الدولة هى التى تنظر فى ديانة المواطن قبل التعامل وقلنا وكتبنا وصرخنا بأن القانون فقط هو الذى يصلح ليكون مظلة للمواطن والمساواة للجميع دون التفرقة حسب الجنس أو اللون أو العقيدة كما ينص الدستور، ولابد من خروج الكنيسة والجامع من التأثير السياسى على الناس ولابد من عودة الانتماء للوطن بالمساواة، ولا فائدة ولا حياة لمن تنادى وأذكر أننى كتبت فى أحد المقالات منذ سنوات أن المظاهرات للشباب هى الحل ولابد أن يخرج الشباب ليفرغ حماسه ومشاعره فى الهتاف ضد أو مع أو يعيش أو يسقط، يهتف لمصر وللعراق وفلسطين ويهتف ضد إسرائيل وضد أمريكا لأن هذا السلوك يزيد من التصاقه بوطنه، وأن بديل الالتصاق بالوطن سيكون اللجوء للجامع والكنيسة،
وتحجرت عقول الدولة على مقولة لا سياسة داخل الجامعة ولم يكن لدى الشباب سوى الوقوف خلف قضبان أبواب الجامعة فى مشهد محزن ومخجل، ثم انصرفوا إلى الجوامع والكنائس وأصبحت دور العبادة هى الموجه والناصح والمحقق والقاضى والخاطبة والشؤون الاجتماعية وداراً للكسوة والثقافة ومستشفيات وعلاجاً ومسرحاً ونوادى رياضية، وأصبحت الكنيسة هى الملاذ حتى لو فى أمريكا، وأصبح الجامع هو الحل حتى لو فى السعودية.. وكلما قامت الفتنة أسرع الشيوخ والقساوسة وخلفهم الإعلام المرئى والمقروء ليشاركوا فى زفة مصطنعة ساذجة ويقولوا إننا شعب يحب بعضه موت..
والمسلم والمسيحى روح واحدة فى كنيسة وجامع ويهتفون يعيش الهلال مع الصليب ويبررون أن ما حدث هو بسبب أيد خارجية وأجندات وقلة منحرفة ومندسة ومختل عقلياً وماس كهربائى. وكنا نكتب ونتساءل أين المتهمون؟ أين الجناة والمجنى عليهم؟
لماذا لا يذهب وكيل النيابة والقاضى؟ وكنا نسمع صدى الصوت..
ثم نعرف أن الموضوع قد تم حله بالقبلات وأغنية «هما حبوا بعض» وإلى الآن لا أعرف ولا أظن أحداً يعرف تفاصيل مشكلة (دير أبوفانا) وحدثت مشكلة «وفاء قسطنطين» زوجة القس.. وسارت المظاهرات هى هى مثل كاميليا دول يقولوا (خطفوا مرات أبونا) والتانيين (عاوزين وفاء) وبدلاً من خروج رؤوس السلطة الدينية إلى الإعلام وتوضيح ما حدث.
أعطوا الشعب جرعات من الصمت جعلت الخيال يقص قصصاً وحكايات ولا أدرى ما الحكمة؟ لذلك لم يضع أحد يده على لب المشكلة، وهى أن الكنيسة متعسفة كل التعسف فى عدم السماح بالطلاق على أساس أن الأقباط ليسوا بشراً بل ملائكة لا يتشاجرون ولا يختلفون وبالتالى لا يطلقون بعضهم البعض، وأظن أن الكنيسة نفسها تعرف كم عدد الأقباط الذين هربوا إلى الخارج وتركوا أزواجاً وزوجات بلا طلاق وتزوجوا مرة أخرى بعد أن تحرروا وهى مصيبة ولكن لا يهم.. المهم سلطة الكنيسة. والجامع كذلك يتحدث عن الذين أسلموا وتم وضعهم فى سجون الأديرة والخطب تنادى بحرية الأخوات اللاتى يعذبونهن.. حتى يعدن إلى المسيحية مرة أخرى، ثم قصص عن مخازن الأسلحة داخل الأديرة والكنائس وعندنا صحيفة عليها «ندر» كل أسبوع حكاية عن «مادلين» اللى أصبحت «خديجة» و«مارى» اللى أصبحت «زينب»، وهو ندر طبعاً لمصلحة الوطن كما هو واضح، ماذا تغير بعد يناير؟
لا شـىء ألبتة.. نفس التفكير نفس التعامل نفس المبررات والذى تغير هو الهتاف الذى أصبح (مسلم مسيحى.. إيد واحدة) وبدل الشيوخ، مثل المفتى وشيخ الأزهر، جاءنا مشايخ لا نعرفهم مثل الشيوخ حسان ويعقوب وأبويحيى وهم ضمن البركان السلفى الجهادى الذى انفجر بعد الثورة، والذى دخل إلى مصر، حيث الحدود الآمنة المفتوحة على البحرى والذى خرج من السجون عشان الحرية ضرورة حتمية مثل «عبود الزمر» القاتل الذى تحتفى به البلاد فى الإعلام وفى المحافظات.. وبدل «وفاء وكاميليا» كملت «بعبير» والتى يا عينى سوف تكون السبب فى مذبحة إمبابة.. الفرق الوحيد فى الوضع قبل يناير أن أمن الدولة كان يمتلك خيوط التحكم والسيطرة جيداً.. لذلك فالفتنة الجديدة تحرق مصر حتة حتة مع سبق الإصرار والترصد.
والفرق الجوهرى أن السبب قبل يناير قلة مندسة ومختل عقلياً وبعد يناير ثورة مضادة وفلول النظام، بل أحياناً النظام نفسه هو ده الإبداع.. والأعلى من هذا هو اقتحام الكنيسة وتفتيشها بالقوة للبحث عن «عبير» وخروج «كاميليا» إلى الشاشة لتقول وتحلف بغلاوة رأس أبوها إنها «مسيحية»، وأنا متأكدة أن أحد المشايخ سوف يقوم بمظاهرة «قريب قوى» ويقول إنها كانت بتحلف والمسدس فى ظهرها والحل هو تحليل الـ«دى. إن.إيه» لمعرفة دين كل مواطن بالعلم ونقسم بعض بقى وكل واحد ياخد نسوانه ومنطقته ويكن فيها.. وتصوروا «أوباما» مازعلش من حكاية تفتيش الكنيسة بالقوة ولا زعل لما عرف إن الفتنة حرقت كنايس وموتت مسيحيين ومسلمين وماحدش من «حموم» الإنسان نطق بكلمة وقال «حرية العقيدة».. حاجة غريبة!!
أنا هأقول رأيى واللى يحصل يحصل.. يا سادة الاحتقان الطائفى مرعب والأقباط والمسلمين بيكرهوا بعض عمى إلا القليل، والمشايخ والقسس بيكرهوا بعض عمى إلا القليل جداً، والكنائس والجوامع أماكن للتحريض والكراهية.
ومنذ شهور قام شيخ وقال: (الأقباط ذميين ولازم يدفعوا الجزية) ورد عليه قسيس وقال: «انتوا ضيوف علينا من أيام الفتح العربى» على أساس إن المسلمين المصريين مستوردين من الخارج، والحمد لله إنه ما قالش: «يا بخت من زار وخفف» والاتنين مثال صارخ للتطرف والجهل بالتاريخ والجغرافيا، والدين فى مصر قنوات فضائية إسلامية ومسيحية والاتنين متطرفين، وفى مصر تجارة وبيزنس إسلامى ومسيحى ومستشفيات مسيحية وإسلامية ومدارس «حكومية» إسلامية تماماً لا تقبل أقباطاً ولا تتم فيها تحية العلم ولا النشيد الوطنى بلادى بلادى، وطابور الصباح فيه قراءة القرآن. المناهج فى مصر مليئة بالتمييز الدينى وتحريض صريح على كراهية الدين الآخر..
بعد يناير بقى الإعلام الرسمى والخاص بياكل عيش على السلفيين والجهاديين والإخوان والقساوسة وبيقولوا (نحن فى قلب الحدث برضه)، ووزير التعليم هايعدل مناهج التاريخ على الموضة، مصر بعد الثورة بأربعة شهور تعيش بدعاء الوالدين وأظنه قد نفد. الحكومة غير قادرة على إدارة جمعية تعاونية من «سومانيل» لم تنفذ قانوناً واحداً يوحد الله من يوم تتويجها لقيادة المرحلة وعندما صدر قانون منع التجمهر والاعتصام الناس أخدت على خاطرها، فتم إلغاؤه وهكذا سقطت هيبة الدولة وتلاشت سطوة الحكومة وانعدم معنى السلطة..
حتى التوقيت الصيفى تم إلغاؤه بلا قانون.. كده حبى.. والقانون الوحيد الذى احتفلوا به بكل سعادة هو منح الجنسية المصرية لأبناء الأم المصرية من زوج فلسطينى، والخيبة التقيلة جداً أن الجامعة العربية هى التى استثنت الأبناء الفلسطينيين من هذا الحق، حفاظاً على الشعب الفلسطينى من التصفية والاختفاء لأنه منتشر فى كل بقاع الأرض.
ورئيس الحكومة يتعامل مع أخطر مرحلة فى تاريخ مصر المعاصر بالحب والطبطبة واللجان الشعبية، والحقيقة لم أفهم معنى الدبلوماسية الشعبية ولم أر جدوى من ذهاب وفد لطيف لدول حوض النيل يطبطب ويدلع ويتصور مع الرؤساء ليه؟
ولماذا لا يذهب المختصون بملف مياه النيل؟ ولماذا مجلس أمناء للتليفزيون؟
ده لا ينفع فيه مجلس أمناء ولا حتى «حلف الناتو»، خصوصاً بعد اللى عمله السيد رئيس الاتحاد الذى طرد برامج جاهزة بكل تكلفتها وناسها وبعت اشترى جديد من السوق وبرضه المذيع هاياخد اتنين مليون، ده طبعاً غير فريق الإعداد وكلام فى سركم ماعملوش تخفيض عشان الثورة، هذا المبنى لم ينتج شيئاً منذ يناير إلى اليوم، وفيه أربعين ألف عاوزين يقبضوا أول كل شهر..
ورئيسة التليفزيون مشغولة فى قصقصة شرايط أرشيف عمره تلاتين سنة وقررت إلغاء نقل بطولة الاسكواش الدولية من الغردقة على قنوات الرياضة لأن هذه هى الرياضة المفضلة لمبارك!! (دى مش نكتة).
الدكتور شرف يرى أننا شعب جريح ويقدم لنا أدوية تخلو من مادة «القانون»، خوفاً من الحساسية، ووزير الداخلية راجل طيب جداً، لكنه عاجز عن تحفيز رجاله على إعطاء مخالفة مرور.. وزير الصحة يصف إضراب الأطباء بالمتحضر.. الشرطة تتعامل بعدم الاحتكاك والمجلس العسكرى يدير ولا يحكم.. ويقولوا مصر فى مرحلة انتقال؟
مفيش أى انتقال ولا حركة ولا عبور مرحلة ولا خطوة واحدة.. مفيش غير سقوط وتدهور.. توجد فرصة جيدة جداً ونادرة للدكتور شرف.. من باب التغيير وعشان نشعر فعلاً إننا فى أيام مختلفة عن ذى قبل.. فرصة لدخول التاريخ لو تقدم رئيس الحكومة بالاستقالة بدل ما ياخدنا إحنا والبلد وندخل كلنا فى حيطة ويبقى مافيش حكومة.. ومن النهارده أو بالكتير بكره هيبقوا هما الحكومة.
رابط html مباشر:
التعليقات: