جدل على« تويتر»: أما يزال ممكناً أن نضع الهلال بجوار الصليب؟
الجدية الحذرة التي تحاول التعبير بكلمات متزنة شديدة الحساسية، والتي كانت اللهجة السائدة في معظم وسائل الإعلام بعد ساعات من تفجير الإسكندرية، لم يكن لها مكان وسط التعبير الساخن المحمل بالمرارة والسخرية السوداء على الشبكات الاجتماعية وموقع تويتر لتبادل الرسائل القصيرة.ربما كان المشترك الوحيد هو ذلك التعبير عن «مزيج من الحزن والخوف والغضب والإحباط» كما حاولت ساندي وليام أن تلخص مشاعرها، بالإضافة للتعبير عن الإحباط والتشارم من البداية المأساوية لعام 2011 كما عبر فارس علام: «بداية حزينة للعام ملطخة بالدم و معفّرة بدخان الفتنة».
فيما بعد ذلك كان الفراق. تعبيرات الوحدة الوطنية لم تجد لها مكانا تقريبا إلا وسط السخرية المريرة. «الهلال مع الصليب .. قشطة ومربى وحليب!» كان ذلك تعليقا ساخرا وسط الحوارات الساخنة عن جدوى ومشروعية وضع صورة الهلال مع الصليب على خلفية سوداء بدلا من صور الأعضاء الشخصية.
فريق كان يعبر آسفا عن خيبة الأمل في أن المصريين يرددون هذا الشعار ويرفعونه منذ عام 1919 بلا جدوى، بينما كان فريق يطالب الأعضاء المسلمين، في منتهى الحماسة، بعدم استخدام صورة الصليب لأنه حرام شرعاً وتناقلوا فتاوى بهذا الشان.
الانقسام بين الفريقين لم يكن الوحيد. كان هناك انقسام بين الشباب المسيحيين الذي استخدم بعض تعبير «المسلمين» في الإشارة إلى مرتبكي الحادث بينما نبههم آخرون، مثل مينا ذكري، إلى ضرورة استخدام تعبير «مسلمين» بدون الألف واللام.
بعض المسلمين تطوعوا لتقديم اعتذارات إلى المسيحيين وحاولوا أن يقولوا أن الإسلام لا علاقة له بالجريمة بينما انتقدهم آخرون مثل غادة الصاوي: «لماذا يصر بعض الأشخاص على الاعتذارعن شيء لم يفعلوه بدلاً من المواساة و تقديم التعازي».
انقسام آخر كان بين إدانة الدولة أو إدانة بعض الرموز الإسلامية التي يراها البعض تنشر الكراهية الطائفية. أحمد أسامة طالب زملاءه بضرورة التركيز على إدانة النظام الحاكم: «يا جماعة لازم نوصل رسالة إن النظام هو المسؤول عن اللي حصل». كثيرون سخروا من"التشديد الأمني» على الكنائس. وعلق محمد أسامة:« لن نسامح نظام لم يحم مواطنيه». وأضاف محمد حنفي: «حقيقة أمنية مؤلمة: أي شخص معه قنبلة يمكن أن يفجر أي مكان في مصر عدا قصر الرئيس والسفارة الأمريكية.. لا بد لهذا أن يتغير».
وعبر كثيرون عن استنكارهم عدم إعلان الحداد الرسمي مثل محمود عدلي الذي قال: «ألا يستحق حادث الإسكندرية حدادا مثل حداد محمد علاء حسني مبارك».
طارق سلامة علق على خطاب الرئيس التي قال فيها «سنقطع رأس الأفعى» في إشارة إلى جذور الإرهاب، وقال ساخراً إن رأس الأفعى هم المفكرون الإسلاميون مثل محمد سليم العوا وزغلول النجار ومحمد عمارة والقرضاوي. بينما رد عليه آخرون مؤكدين أنه «لا بطحة على رؤوسهم» ولا يجب استغلال الأحداث لإثارة المزيد من الفتنة.
القليل من الأصوات وجهت التحية لمرتكب الحادث واعتبرته ردا على موقف الكنيسة من إسلام كاميليا شحاتة، مثل «أفغاني» الذي قال: «خمسة رجال في العراق من أجلك ياكاميليا واليوم واحد وغدا لناظره قريب لابد من فك الأسيرات إنهن عرضنا». بينما نشر عشرات الأعضاء دعوات لإعلان الحداد العام يوم الجمعة القادمة وارتداء الملابس السوداء في كل المحافظات، مع دعوات أخرى لمشاركة المسلمين للمسيحيين احتفالات عيد الميلاد ليلة 7 يناير في الكنائس ووصفوا ذلك بانه مثل تكوين دروع بشرية ضد أي هجمة محتملة: «يوم 7 يناير،هنروح الكنائس، نحتفل مع إخواتنا او نموت معاهم».
بعض الأعضاء تناقلوا قوائم للكنائس المستهدفة نشرتها منتديات جهادية. مينا نجيب نشر قائمة مضيفا أن كنيسته التي يتردد عليها ضمن هذه القائمة. تبادل الكثيرون مقالاً حديثاً للكاتب الشاب مصطفى فتحي نشره على موقع «حريتنا» عنوانه: «أنا مسلم تربيت على إن المسيحي كافر». ورد البعض بإرسال روابط لمقال لمحمد علي يرد عليه و يقول: «أنا مسلم تربيت على أن المسيحي أخويا». يعلق مينا نجيب: «إحنا محتاجين كمصريين نتربى من جديد».
النقاشات التي احتدمت وتحولت أحيانا إلى اتهامات وشتائم فترت قبيل الفجر، قبل أن تعاود في الصباح مع تعليق محمد المشد:«يوم آخر من الحوارات الموجعة، تصبحون على وطن».
المصري اليوم
رابط html مباشر:
التعليقات: