الحياة تعود لطبيعتها فى ماسبيرو بعد 13 يوماًَ من الإغلاق.. الأقباط يعلقون اعتصامهم للشهر المقبل.. ويطالبون الحكومة بتحقيق تعهداتها.. وجلسة شعبية اليوم فى عين شمس لحل أزمة الكنيسة
بعد توقف استمر 13 يوماً عادت الحياة لطبيعتها بمنطقة "ماسبيرو" أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، حيث قرر المعتصمون الأقباط فض اعتصامهم الذى بدؤه احتجاجا على أحداث العنف بمنطقة إمبابة وحرق كنيسة العذراء بشارع الوحدة.
كان الأقباط أعلنوا فض الاعتصام وتعلقيه إلى 13 يونيو المقبل بعد مطالبة القمص متياس نصر قائد الاعتصام، وذلك رسميا لإعطاء وقت للجهات المسئولة لتلبية مطالبهم التى تقدموا بها فى لقاءات جمعتهم مع المجلس العسكرى ومجلس الوزراء، ورغم احتجاج بعض المعتصمين على قرار فض الاعتصام لعدم ثقتهم فى وعود المسئولين، وإصرارهم على البقاء مفترشين الأرض حتى الحادية عشر مساء، إلا أن قادة الاعتصام وبعض الشخصيات القبطية نجحت فى إقناع المحتجين على قرار الفض بالانصياع للقرار وإخلاء المنطقة، وهو ما استجاب له بعض الشباب الغاضب والعودة لمنازلهم فى ساعات متأخرة من ليلة أمس.
وعقب إقناع الشباب بالإخلاء قامت مجموعات منهم بتنظيف المنطقة ورفع اللافتات والبطاطين حتى وصول سيارات نظافة حى القاهرة، وبدأت عمليات رفع القمامة وغسل الشوارع، وقام رجال الجيش والشرطة برفع الأسلاك الشائكة التى وضعها المعتصمون فى مداخل ومخارج طريق الكورنيش ليعود طريقى الكورنيش إلى وضعه، ليكون ميسراً لعودة حركة المرور وتيسيرها كالمعتاد من خلال رجال الشرطة.
وعلى غير المعتاد يستيقظ المارة القادمون من مناطق وسط البلد وكوبرى أكتوبر وكوبرى 15 مايو ليجدوا منطقة الكورنيش خلت تماما من المعتصمين ليسيروا فى طريقهم الطبيعى دون تحويل مسارهم إلى طرق أخرى، لتفادى منطقة ماسبيرو التى أغلقت لمدة 13 يوماً، مما جعل أولوية حديث المواطنين والمارة بماسبيرو صباح اليوم حول الاعتصام وهم يوجهون أنظارهم إلى موقع الاعتصام بوضعه الجديد، وتبادلون الكلمات حول أوضاع البلاد، رافضين أى محاولات لإثارة الفتنه بين أبناء الوطن الواحد.
وقال القمص متياس نصر، قائد الاعتصام، إن قرار الفض جاء لإتاحة بعض الوقت للمسئولين لدراسة المطالب التى تقدموا بها، ومنها بعضها تم تحقيقه، والبعض الآخر مازال بحث دراسة، وينتظرون تحقيقه طبقا لوعود المسئولين خلال فترة 30 يوماً، ومنها إصدار القانون الموحد لدور العبادة وقانون تجريم التمييز، وإعادة فتح الكنائس المغلقة والنظر فى ملف الفتيات القبطيات المختفيات والقبض على الجناة والمحرضين.
وأضاف القمص متياس أن قرار الفض الذى جاء برغبتهم وبهدف الإفراج عن ثمانى أقباط تم القبض عليهم فى أحداث عين شمس عند محاولة فتح كنيسة العذراء والأنبا إبرام، وهى من الكنائس التى وضعت على أجندة وأولوية وزارة الداخلية، ولكن قرار فتحها لم يتم بسبب تصدى بعض الأهالى بالمنطقة والاحتجاج على فتحها، مشيرا أن قرار الإفراج عن الشباب القبطى ومنهم 5 يؤدون امتحاناتهم ربط بفض الاعتصام.
وأضاف متياس أنهم فى انتظار الإفراج عنهم بعد فض الاعتصام لاسيما أنهم لم يشاركوا بأى أعمال تتجاوز القانون ومنهم من قبض عليه عشوائيا دون ذنب. وصرح الدكتور إيهاب، رمزى المحامى والناشط القبطى الذى شارك بالأمس فى إقناع الشباب الرافض لفض الاعتصام، أن الاعتصام حقق أهدافا متقدمة، ومنها الإفراج عن 18 شبابا قبطيا إثر القبض عليه فى اعتصام ماسبيرو الأول فى 5 مارس، وأيضا افتتاح ثلاثة كنائس بأسيوط والمنيا وإنهاء أزمة مطرانية مغاغة.
وأشار إلى أن بيان رئيس الوزراء الأخير تضمن خطوات إيجابية لتعزيز المواطنة والمساواة، ومنها قرب إصدار قانونى دار العبادة الموحد، وتجريم التمييز والتعهد بفتح 13 كنيسة أخرى خلال أسبوع، ولذا كان يجب تعليق الاعتصام وإتاحة الوقت للحوار والهدوء ومتابعة ما سوف تثمر عنه الوعود الحكومية لإعادة الثقة فى تعهداتها، وأن فض الاعتصام ارتبط بالمكاسب التى حققها بشأن المطالب العاجلة، مطالباً الحكومة بتطبيق القانون واستعادة هيبة الدولة بإعادة فتح كنيسة العذراء والأنبا إبرام بعين شمس، لتأكيد سيادة القانون حتى يتسنى لهم تطبيقه فى أرجاء البلاد، لاسيما أن هذه دار للعبادة وحق مشروع للأقباط ولا يضر أى مسلم من وجود كنيسة يسبح فيها اسم الله الواحد، وطالب رمزى بالإفراج عن الثمانية أقباط المقبوض عليهم بعين شمس حرصا على مستقبلهم.
يذكر أن أقباط محافظتى المنيا والإسكندرية قاموا بإنهاء اعتصامهم أمام مبنى ديوان محافظة المنيا ومكتبة الإسكندرية أمس، الجمعة، بعد قرار فتح الكنائس وتحقيق بعض المطالب العاجلة.
من جانب آخر تعقد اليوم، السبت، جلسة شعبية بمنطقة عين شمس من أجل بحث حل الأزمة الحالية الناتجة على اعتراض الأهالى على إعادة فتح كنيسة عين شمس، رغم صدور قرار وزارى بإعادة فتحها، وتضم الجلسة عدداً من الشيوخ الإسلامية وبعض أهالى المنطقة، وكهنة الكنيسة، والقس فلوبتير جميل، أحد منسقى اعتصام ماسبيرو، وجهات أمنية، وتسعى الجلسة للوصول إلى حول لإنهاء الأزمة، وإقناع المحتجين التراجع عن موقفهم بشأن الكنيسة لتأكيد الوحدة الوطنية والتصدى للفتنة الطائفية.
رابط html مباشر:
التعليقات: