|

ناجح إبراهيم: النظام السابق استخدم الإسلاميين كفزّاعة لتخويف الأقباط



الجماعة الإسلامية بدأت مع ثورة 25 يناير مرحلة جديدة فى تاريخها، فلأول مرة ترفع الجماعة التى كانت ترى فى الأحزاب خروجا عن الشرع، لواء الدعوة لإنشاء حزب سياسى، بمرجعية إسلامية، لكن هذا الحزب لن يختلط فيه العمل الدعوى الذى هو أساس عمل ومنهج الجماعة مع العمل الحزبى.د.ناجح إبراهيم المنظر الفكرى للجماعة والرجل الثانى فى قيادة مجلس الشورى بالجماعة يحلل ما حدث فى الثورة حتى الآن ويرى أن الثورة الآن مهددة بالدخول فى مرحلة الهبوط وذلك بعد أحداث «أطفيح» وما تلاها من خلافات وبوادر فتنة طائفية، وكذلك ما حدث من انفلات أمنى وغياب للأمن فى الشارع وشبه توقف فى عجلة الإنتاج.

إبراهيم يرى أن مصر مقبلة على مرحلة خطيرة إما يكون لها النهوض كماليزيا والدول الكبرى أو تدخل فى مرحلة الانهيار كالعراق ولبنان...وفيما يلى نص الحوار:

?? كيف ترى الجماعة الإسلامية الأحداث منذ ثورة 25 يناير حتى الآن؟
- ثورة 25 يناير مرت حتى الآن بمرحلتين، مرحلة صعود، بدأت منذ 25 يناير واستمرت لمدة شهر ونصف، حتى حدوث الفتنة الطائفية الأخيرة بأطفيح، وغياب الأمن عن الشارع، وتوقف كثير من الشركات والمصانع عن العمل، مما أدى إلى أن الثورة أخذت منحنى هبوط.

?? وكيف نعيد معدل صعود مؤشر مكاسب الثورة إلى أعلى مرة أخرى؟
- أن نفرق بين إسقاط النظام وإسقاط الدولة، فتدهور الاقتصاد وتدمير المؤسسات وغياب الأمن والأمان وعودة الطائفية بأبشع صورها يهدم الدولة، الآن تكاد الدولة ومشروعيتها أن تسقط مع غياب كل العناصر التى تعطى مشروعية للدولة والأنظمة كلها فانية والدولة المصرية القوية باقية، وينبغى علينا جميعا ألا نسعى لتمزيقها وهدمها ليأخذ كل منا قطعة منها، وأعنى أننا أمام مفترق طرق، إما أن نصعد لنكون مثل تركيا وماليزيا وكوريا الجنوبية، وإما أن نهبط إلى القاع لنكون مثل العراق أو لبنان.

?? هل تنوون فعلا إطلاق حزب للجماعة الإسلامية؟
- نعم، نعتزم إطلاق حزب مدنى على خلفية حضارية إسلامية، يتبنى الإسلام باعتداله وواقعيته وعدله، ويرى أن الأقباط فى مصر جزء لا يتجزأ منها، ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، يقاوم الفكرة السيئة بالفكرة الحسنة، والرأى بالرأى.

?? ما هو برنامج الحزب؟
- البرنامج التفصيلى لم يعدّ بعد، لكن أهم ما أراه ضروريا هو الفصل بين الدعوى والسياسى، فالدعوى هو ما يتعلق بعمل الدعاة ويمثل ثوابت الدين وعقيدته وأركانه وغاياته العظمى، أما السياسى فهو المتغيرات التى تتغير من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، وما يدخل تحت المصلحة المرسلة أو قياس المصالح والمفاسد، وهذا الباب هو الأساسى فى عمل الأحزاب الإسلامية، فالدعوى للدعاة إلى الله، والسياسى للسياسيين، والدعوى مكانه أماكن الدعوة والسياسى مكانه الأحزاب، والدعوى تكون فيه صلابة الحديد، والسياسى تكون فيه فى مرونة الحرير، والدعوى لا نقبل الطعن فيه والسياسى قابل للأخذ والرد.

?? كيف تنظرون إلى الحزب الذى أعلنت جماعة الإخوان المسلمين إنشاءه؟
- هناك نقاط اتفاق كبيرة جدا ًبيننا وبين الإخوان، فنحن متفقان معا ًعلى عقيدة الإسلام، فكلانا من أهل السنة، وهناك اتفاق فى ثوابت الإسلام وأركانه وغاياته، وهذا الاتفاق ليس مع الإخوان فحسب، ولكن مع السلفيين والجمعية الشرعية وأنصار السنة، فالحركة الإسلامية المصرية يجمعها الكثير والكثير وما يجمعها أكثر مما يفرقها، وسوف نسعى للتآلف والتوحد، فالخلاف بيننا خلاف تنوع وتكامل، وليس خلاف تضاد وتصارع، والخلافات هى فى الفرعيات والوسائل، ولا مانع أن نترك رأينا فى بعض المسائل الفرعية توحيداً للصف وجمعاً للشمل، وهذا سائغ بل مطلوب فى الشريعة.

?? ما رأيكم فى برنامج حزب الإخوان الذى أعلنوه قبل سنوات؟
- برنامج حزب الإخوان جيد، والذين هاجموه قبل ذلك هجوما عنيفا بعضهم كانت له أيديولوجية مضادة للحركة الإسلامية، والآخر كان لا يحب الإسلام والحركة الإسلامية، ورأوا أنه ينبغى شطب الهيئة الشرعية التى ستراجع القوانين، وهى مسألة خلافية يمكن حذفها شريطة ألا يصطدم أى قانون جديد بالمادة الثانية للدستور، أى لا يحل الحرام القطعى، ولا يحرم الحلال القطعى.

?? بدأت قيادات الجماعة فى عقد لقاءات مع أعضاء الجماعة فى المحافظات، ما هى ملامح تحرك الجماعة الإسلامية على الساحة فى المرحلة المقبلة، وهل سيوافق المجلس الأعلى الحاكم على ذلك؟
- الجماعة الإسلامية جزء من المجتمع وجو الحرية الذى يعيشه المجتمع سينسحب على الجماعة، خاصة أننا نملك خطاباً متوازناً يعظم من قيمة الوطن وينأى بنفسه عن العنف وبواعثه، وأظن أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدرك ذلك، فهم جزء أصيل من الشعب المصرى ولهم كل الاحترام والتقدير، ونحن بصدد الدعوة بهدوء وتدرج، بحيث تقدم الإسلام بتوازنه واعتداله وشموله وواقعيته، وتبنى ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق، وتجمع بين الواجب الشرعى والواقع العملى، وبين الأصالة والمعاصرة، وتحفظ حقوق غير المسلمين التى كفلتها لهم الشريعة السمحة.

?? ما هو فكر ومنهج الجماعة الإسلامية الآن بعد سقوط النظام الذى طالما سعت إلى إسقاطه بالسلاح فى حقبة التسعينيات من القرن الماضى؟
- فكر ومنهج الجماعة الآن الدعوة السلمية وعدم استخدام العنف، وسقوط النظام لا يعنى رجوع الجماعة عن قناعاتها أو تخليها عن مراجعاتها الفكرية التى نصت على ذلك وأنهت حقبة العنف، ومما يزيد من تمسكنا بهذا الفكر الجديد المشاركة مع نظام حكم يؤمن بالديمقراطية الحقيقية وأكثر انفتاحا على الآخر وأكثر قبولا له، وأكثر اعترافاً بحق الآخر فى الحرية والكرامة والمشاركة السياسية والمجتمعية، كما أننا ندرك حاجتنا للاجتهاد المنضبط بالشرع الذى يراعى التجديد فى حياة الناس تبعاً لتجدد حياتهم ووسائل معاشهم ومراعاة الثوابت والأصول التى هى أعمدة الدين وهى الصالحة لكل زمان ومكان.

?? ألا يعطى ذلك فرصة لتقسيم المجتمع على أساس دينى وطائفى؟
- لا أظن ذلك، فمصر لم تعرف الطائفية طوال تاريخها، فهى كما قال جمال حمدان «لا تقبل القسمة على اثنين»، والاحتقان الطائفى السابق لم يكن بسبب التعصب الدينى، ولكنه كان بسبب الانسداد السياسى والاقتصادى والاجتماعى الذى أصاب المجتمع المصرى فى عهد الرئيس مبارك، وكانت الكنائس وبيوت الأقباط فى أيام الثورة بدون حراسات، ولم يتعرض لها أحد بأذى بل كان الإسلاميون يقومون بحمايتهم، وكان القسس يشكرونهم، ويسمحون لهم بالصلاة فى إحدى غرف الكنيسة، وأرى أنه يجب توفير متنفسات وكيانات سياسية واجتماعية وثقافية لكافة أطياف المجتمع تعمل فى النور وفى ظلال الشرعية.

?? الأقباط يتخوفون من وصول التيار الإسلامى إلى السلطة ويدعون إلى تغيير المادة الثانية من الدستور؟
- الأقباط معذورون لأنهم اختطفوا طوال العقود الماضية من جانب خطاب كنسى وخطاب علمانى، ورغبة من جانب النظام السابق فى ضمان هذه الكتلة لصالحه لتمرير عملية التوريث أو ما كان يحتاجه، ومن خلال ذلك الثالوث تم استخدام الإسلاميين كفزاعة لتخويف الأقباط وضمان ولائهم، لكن عموم الأقباط اكتشفوا خلال ثورة 25 يناير أنهم كانوا ضحية خدعة كبرى، ونزل الشباب القبطى إلى ميدان التحرير ورأى العالم بأسره صور التآلف الرائع بينهم وبين المسلمين، فقد رأينا الشاب الملتحى بجوار الشاب القبطى، والفتاة المنتقبة بجانب نظيرتها القبطية فى منظومة تلاحم غير مسبوقة حتى فى ثورة 1919 التى يتفاخر بها العلمانيون بأنها كانت تجسيداً للوحدة الوطنية، كثير من قناعات الأقباط ستتغير فى المرحلة المقبلة بعد الذى شاهدوه وعايشوه، خاصة فيما يخص المادة الثانية من الدستور لأن الشريعة الإسلامية هى الحامية للأقباط حتى أن البابا شنودة فى أزمة الزواج الثانى لجأ إلى الشريعة واحتمى بها.


هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات