عائلات الشهداء تطلب القصاص بالاعتصام في ميدان التحرير
عشرات الشهداء سقطوا منذ بدء مظاهرات الغضب فى الخامس والعشرين من يناير.. عشرات الشهداء من خيرة شباب مصر.. بل هم الأفضل والأجمل، وهاهى دماؤهم البريئة ترسم مستقبل هذا الوطن.. عشرات الشهداء هم عشرات الحكايات لمن أرادوا حياة كريمة لهم ولأبنائهم فواجهوا رصاصات غادرة، لم تنه أبدا ما بدأوه، بل أجّجت المشاعر، وأكدت أن دم الشهداء لن يضيع، فكل شهيد راح خرجت عائلته للاحتجاج -وربما كانت ترفض فى البداية خروجه للاحتجاج-، فامتلأ ميدان التحرير بأهالى الشهداء.
إبراهيم سمير عبدون، طالب بالجامعة العمالية، خرج يوم الأربعاء متجها إلى عمله إلا أنه اصطدم بمظاهرة تأييد للرئيس مبارك بالقرب من قسم شرطة المطرية، ليفاجأ برصاصتين في القلب والرقبة، أنهيا حياته على الفور.
يقول والده إن حى المطرية شهد فى نفس اليوم 18 شهيدا، وأنه شاهدهم داخل ثلاجات الموتى بمسشتشفى المطرية أثناء بحثه عن جثة ابنه التى عثر عليها بعد ثلاثة أيام من البحث، فلم يسقط الوالد حزنا بل قرر التوجه إلى ميدان التحرير رافعا لافتات كبيرة عليها صورة واسم ابنه.
ووسط حالة من الحزن الشديد تعثرت كلماته وبصوت واهن قال: "القصاص القصاص من البلطجية الذين ارتكبوا تلك الحادث، وعلى رأسهم وزير الداخلية السابق حبيب العادلي". مؤكدا أن ضباط قسم المطرية أطلقوا الرصاص عليه، والدليل تقرير الطب الشرعى الذى كشف عن أن ابنه أصيب برصاصة فى القلب، وأخرى مطاطية بالرقبة.
وأشار إلى أنه لن يفارق ميدان التحرير حتى يسقط النظام، فهو ليس حزينا على فقدان ولده لأنه نال الشهادة، بل يجب رحيل النظام الذى أودى بحياة ابنه ومئات الشهداء الآخرين.
أحمد بسيونى، الأستاذ المساعد بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، خرج يوم "جمعة الغضب" ليصوّر ويسجّل الأحداث، فسقط بين أيدى عدد من ضباط شرطة الذين أوسعوه ضربا حتى الموت.
ظل أحمد متغيبا عن منزله لخمسة أيام، حتى فوجئ شقيقه باسم باتصال هاتفى من مسؤلى مشرحة مستشفى أم المصريين يخبره بالحضور لاستلام جثة شقيقه، وعندما طالب مسئولو المشرحة بإعطائه تقرير تفصيلى عن أسباب وفاة شقيقه المسؤلين رفضوا ذلك ، فنقل الجثة إلى مشرحة زينهم، وكتب إقرارا على نفسه بتشريح الجثة على مسئوليته، وتبين أن شقيقه فارق الحياة بعد أن تعرض لضرب مبرح تسبب فى كسر ضلوعه، وتهتك بالرئة اليسرى.
لم يهدأ باسم وقرر الاعتصام داخل ميدان التحرير، مؤكدا أنه لن يترك أرض الميدان، الذى غير حياته كلها.
عبدالفتاح أحمد، مدرس اللغة الإنجليزية بمدرسة فيكتوريا، متزوج ولديه 6 أطفال أصغرهم عمره 3 شهور، سقط شهيدا يوم الثلاثاء 25 يناير بعد تعرضه لطلق نارى حيث مات فى المستشفى بسبب الغرغرينة.
يقول شقيقه محمد إن الشهيد شارك فى المظاهرات يوم 25 يناير للمطالبة بتغيير النظام، إلا أنه تعرض للضرب المبرح من قبل الشرطة، وأصيب برصاصة مطاطية فى قدمه، إلا أن الإصابة أدت إلى إصراره على تغيير هذا النظام القمعى، فاعتصم بميدان التحرير ليصاب بطلق نارى آخر، وتم نقله للمستشفى ولكن الغرغرينة بسبب الجرح أنهت حياته.
محمد مبروك (30 سنة)، متزوج ولديه طفلان، احتلت صوره المطبوعة لافتات عديدة فى ميدان التحرير، حملها أصدقاؤه الذين أصروا على استكمال المسيرة التى بدأها معهم يوم 25 يناير.
محمد كان أكثر الشهداء شهرة داخل ميدان التحرير، لأنه كان أحد المدافعين فى الخط الأول يوم أربعاء البلطجية الذين هجموا على الميدان، ارتدى قطعة من الكرتون المقوى على رأسه لحمايته من قذف الطوب ليفاجأ بالبلطجية يلتفون حوله بالأسلحة البيضاء، حيث قام أحدهم بضربه على رأسه بسلاح أبيض ضربة قاتلة، ليشتعل الميدان بالثائرين عقب مشاهدتهم للدماء تسيل من رأس محمد.
حملوا الشهيد قبل أن تفارق روحه الطاهرة الحياة إلى أقرب نقطة إسعاف أملا فى إنقاذه، ولكن الشهادة كانت قد كتبت له، فعاد أصدقاؤه للتصدى للبلطجية.
رابط html مباشر:
التعليقات: