|

«المصري اليوم» تسأل 6 خبراء عن مستقبل مصر تحت «الأغلبية الإسلامية»



تغير السؤال تماماً، بعد أن كان «مصر إلى أين بعد 25 يناير» إلى «مصر إلى أين بعد اقتراب الإسلاميين من حصد الأغلبية فى البرلمان»، فلا حديث يعلو الآن فوق صوت النبوءات والتخمينات والسيناريوهات التى يضعها السياسيون والشعب، عن صورة مصر عقب النتائج التى حققتها جماعة الإخوان المسلمين والسلفيون فى الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشعب. وتتركز التساؤلات حول عدة نقاط، أبرزها دلالات تصويت المصريين للتيار الإسلامى، وتداعيات ذلك على مستقبل مصر، فيما يخص عدداً من الملفات الشائكة، سواء شكل الاقتصاد أو طبيعة العلاقات الخارجية لمصر. وبعد أن كانت قوى سياسية تبدى تخوفات على مصير الدستور الجديد، فإن التساؤلات أصبحت واقعاً، على اعتبار أن البرلمان - ذا الأغلبية الإسلامية - له دور مؤثر فى صياغة البرلمان الجديد، ويدلل أصحاب هذا الرأى على صحة تخوفاتهم من المعركة السياسية التى وقعت أثناء الحديث عن «المبادئ فوق الدستورية»، قبل أيام من انتخابات مجلس الشعب.

السؤال الأخير يتعلق بما إذا كانت اتجاهات التصويت خلال انتخابات البرلمان، ستنطبق أيضاً على الانتخابات الرئاسية، بمعنى آخر: هل سينتخب المصريون رئيساً من التيار الإسلامى؟

«المصرى اليوم» طرحت الأسئلة الصعبة عن مستقبل مصر - بنظامها الجديد - على نخبة من السياسيين والخبراء والمفكرين، لنحاول معاً رؤية واستشراق ما قد يأتى به الغد.

نهى الزينى: الإسلاميون لم يقدموا شيئا مخالفاً للثوابت الوطنية:

ترى المستشارة الدكتورة نهى الزينى، نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، أن الخوف والهلع المنتشر فى وسائل الإعلام بخصوص صعود التيار الإسلامى ليس له ما يبرره، منوهة بأن هذا التيار لم يقدم شيئاً مخالفاً للثوابت الوطنية المصرية فى برامجه الانتخابية.

قالت «الزينى»: «إن مصر لا يجوز الحديث عنها بصفتها دولة ناشئة، فنحن لدينا كم هائل من خبرة الحركة الوطنية عبر سنوات طويلة من أيام محمد على، فلا يجوز أن نتصور أن من سيأتى بالأغلبية البرلمانية سيغير الثوابت والأطر الوطنية الثابتة».

وأضافت: «ربما سيكون التغيير فى بعض التفاصيل الثابتة، وهذه السمة الغالبة لجميع الأنظمة الديمقراطية فى العالم، فمن يحصل على الأغلبية هو من يحكم، لكنه لن يستطيع تغيير الثوابت الوطنية للدولة».

وتابعت «الزينى» أن مصر دولة لديها الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى أن كل تيار سياسى جاء للحكومة بطريقة ديمقراطية، فهو يطرح حلولاً لها وفق رؤيته الخاصة . وواصلت: «مصر ليست الدولة العربية الوحيدة التى يصعد فيها التيار الإسلامى بهذا الشكل، بل سبقتنا كل من تونس والمغرب، ونجح التيار الإسلامى فى كل منهما، لكنه لم يقدم برنامجاً مخالفاً للثوابت الوطنية التونسية أو المغربية». وعن إمكانية وصول أحد رموز التيار الإسلامى لتولى منصب رئيس مصر القادم، قالت «الزينى»: «طبعاً هناك ميل شديد فى الشارع للتيار الإسلامى، وفى حالة وصول رئيس من هذا التيار للحكم فسيكون بسبب الانتشار الشديد للتيار السلفى فى الشارع، لكن لن تدعمه قوة إسلامية منظمة، ولا ننسى قيام بعض رموز التيار السلفى وجماعة الإخوان المسلمين بالقول إنه ليس هذا الوقت المناسب لتولى رئيس من التيار الإسلامى الحكم».

وأردفت: «بل ذهبت جماعة الإخوان المسلمين إلى أبعد من ذلك، عندما قامت بفصل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، عندما أعلن ترشحه للرئاسة، وقام رموز التيار السلفى بتوجيه نقد شديد لحازم صلاح أبوإسماعيل، عندما أعلن ترشحه للمنصب نفسه». واستبعدت الزينى «دسترة» الشريعة الإسلامية، وفق قولها، وأكدت أن التيار الإسلامى حتى لو حصل على الأغلبية فى مجلس الشعب القادم، فهذا أمر سابق لأوانه، ولن يتم حسمه إلا بعد انتهاء الانتخابات التشريعية بجميع مراحلها، وأضافت: «لا أتوقع إضافة مواد فى الدستور من الشريعة الإسلامية غير المادة الثانية، وهى موجودة فى الدساتير المصرية منذ دستور 1923». وانتقدت «الزينى» انتشار التخويف من أى تيار مرشح للصعود عن طريق صناديق الاقتراع، مؤكدة أن هذا الترويع لا يقتصر على مرشحى التيار الإسلامى فحسب، بل يمتد إلى مرشحى التيار الليبرالى أيضاً.

«الغيطانى»: «الإخوان» والسلفيون «ضحكوا علينا» بحكاية الخلافات بينهم:

«نجاح الإخوان المسلمين كان متوقعاً»، بهذه الكلمات بدأ الأديب جمال الغيطانى كلامه، وقال: «رغم القدر الكبير من النزاهة التى تمتعت بها الانتخابات البرلمانية الحالية إلا أن نتيجتها كانت متوقعة، و(الإخوان) هم الجهة الوحيدة الناشطة والمتحركة منذ سنوات طويلة، رغم كونها جماعة سرية محظورة، فى الوقت الذى غابت فيه الأحزاب السياسية الأخرى، إما لضعفها أو لتقييد الحكومة عملها، وهو ما جعل نزولها للشارع المصرى أمراً فى غاية الصعوبة».

وأضاف «الغيطانى» لـ«المصرى اليوم»: على الرغم من ضرورة تقبل نتائج الانتخابات واحترام مجلس الشعب المقبل، الذى اختاره الشعب بنفسه، إلا أننى أرى أن فوز الإخوان والسلفيين نكسة كبيرة للمجتمع المصرى والسياسة، وتصريحاتهما المعلنة عن وجود خلاف فكرى عميق بين كليهما أمر غير صحيح، وأنهما كحزبين دينيين «ضحكا علينا»، من أجل الفوز بمقاعد أكبر، عندما قرر كلا الفريقين النزول بأكثر من قائمة لجمع أكبر عدد من الأصوات فى ظل توجه رجل الشارع البسيط إلى الدين، الذى يعتبره الحل لكل المشكلات التى يعانى منها، دون قدرته الحقيقية على التفريق بين برامج تلك الأحزاب الدينية وبعضها البعض.

وقال: «فوز الأحزاب الدينية يوضح أن هناك رغبة عامة فى الدولة الدينية وعلى الجميع تحمل المسؤولية، على الرغم من أن برامج تلك الأحزاب تتناقض مع مبادئ الديمقراطية والحرية التى طالبت بها ثورة 25 يناير، وهو ما يجعلنا نتجه إلى مجتمع يناقض جوهر الثورة».

وأشار «الغيطانى» إلى أن حصول قوائم الأحزاب التقليدية على عدد مقاعد قليل، فضلا عن قائمة «الثورة مستمرة» على مقاعد أقل، كان أمرا طبيعيا، بسبب غيابها عن الواقع السياسى المصرى، موضحا أن حزب الوفد القديم غير موجود، و«التجمع» لا يعدو أكثر من شقة بأحد الشوارع، وهو الأمر نفسه بالنسبة لباقى الأحزاب السياسية القديمة التى لم تتواصل مع الشعب، وفضلت أن تجلس بمقارها لخوفها من مضايقات النظام السابق، فى الوقت الذى لم تنجح فيه قوى الشباب التى قامت بالثورة بعمل تنظيمات سياسية قوية تستطيع أن تدافع عن مطالبها، خاصة مع صغر أعمارها، وضيق المسافة الزمنية التى تشكلت فيها، فى الوقت الذى يعمل الإخوان فيه منذ عشرات السنين، ولديهم الدعم المالى والسياسى.

وأكد «الغيطانى» أنه لا توجد قوى سيادية قادرة على مواجهة الإخوان، خاصة مع تردد أقاويل بوجود تحالف ما بين المجلس العسكرى والجماعة.

فريد واصل: مصر ستظل «مدنية».. والإسلام لا يعرف «الدولة الدينية».. والدستور يمثلنا جميعا:

دعا الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى ضرورة توقف التيارات والأحزاب التى تجعل التيارات الإسلامية بمثابة «فزّاعة»، لتخويف المواطنين على مستقبل مصر، أو القول بأنها ستصبح «أفغانستان ثانية».

قال «واصل» فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، تعليقاً على الصعود الكبير للتيارات الإسلامية، سواء الإخوان المسلمين، ممثلين فى حزب «الحرية والعدالة» أو السلفيين، ويمثلهم حزب «النور» فى المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب التى أجريت مؤخراً: أدعو الجميع إلى عدم التخوف من تحول مصر إلى دولة دينية، لأنها ستظل «مدنية»، رغم النجاح الكبير للتيارات الإسلامية فى الانتخابات البرلمانية، لأن الإسلام لا يعرف «الدولة الدينية». وأضاف «واصل»: مسألة الدولة الدينية بعيدة كل البعد عن الإسلام، ولا يمكن أن تكون هناك دولة دينية فى الإسلام، لأن النبى، صلى الله عليه وسلم، أول من وضع أسس الدولة المدنية فى دستور «المدينة المنورة»، كما أن الإسلام دين عالمى ينفتح على كل العالم بما فى ذلك الأرض والسماء، وينفتح على الجميع ويرفض الانغلاق والتقوقع على الذات، وليس ديناً محلياً على الإطلاق.

وحول مدى تأثير صعود التيارات الإسلامية على مبادئ الدستور الجديد الذى سيتم وضعه، وهل سيتم صبغه بالصبغة الإسلامية قال «واصل»: الدستور يتم وضعه بالتشاور بين جميع أفراد الشعب، لأن التشريع ليس لفئة معينة، ولا تختص به جهة دون أخرى عند وضع الدستور الجديد، وإنما يمثل مجموعة من المبادئ العامة والتشريعات التى يتفق عليها الجميع، مشيراً إلى أننا نجد أن المبادئ والقواعد العامة هى التى تحكم الجميع مثل الاتفاق على الأخلاق والحرية والديمقراطية والسلام الاجتماعى والسلام العام وتحقيق العدالة بين المواطنين وغيرها من المبادئ العامة.

وأشار «واصل» إلى أن الدستور يمثل المصريين جميعاً سواء كان مسلماً أو غير مسلم أو رجلاً أو امرأة أو مثقفاً أو غير مثقف، وإنما سيحكم هذه القواعد التى سيتم وضعها مبادئ الشريعة الإسلامية، باعتبارها الإطار العام الشامل للمجتمع، لأن الجامعات والتيارات الإسلامية ليست كل الشعب. وأضاف: لا يوجد أى داع للفزّاعات التى يستخدمها البعض من أصحاب المصالح الخاصة والخارج، وإنما على الجميع أن يحترم اختيارات الشعب، للوصول إلى الصيغة التى يرضى عنها ويقبلها الجميع.

وحول مدى تأثير صعود التيارات الإسلامية واعتباره مؤشراً على أن الشعب المصرى سيختار رئيساً ينتمى إلى التيارات والجماعات الإسلامية قال «واصل»: إن الكلمة هنا للشعب، وله أن يختار ما يريد، سواء أكان إسلامياً أم ليبرالياً أو رجلاً أو امرأة، فالشعب المصرى ليس قاصرا وإنما سيختار الأصلح ومن يستطيع تولى الحكم فى المرحلة الحالية، متسائلاً: لماذا نحجر على الشعب؟.. علينا أن نترك له حرية الاختيار ونحترم اختياراته.

وأشار «واصل» إلى أن الأهم فى عملية الاختيار أن يطبق من يختاره الشعب مبادئ الحكم الرشيد والديمقراطية، ويقضى على كل صور الفساد والمحسوبية والاحتكارات.

جابر عصفور: تيار الإسلام السياسى لن يصل للحكم.. وإذا حدث فسأضرب لهم «تعظيم سلام»:

أكد الناقد الأدبى جابر عصفور أنه يختلف عن الكثيرين المتشائمين من صعود الإسلاميين فى الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية، منوها بأن صعودهم وحصولهم على نسبة كبيرة من الأصوات لا يعنى وصولهم إلى حكم مصر، «لكن إذا حدث هذا فسأضرب لهم تعظيم سلام» - حسب تعبيره.

وأكد «عصفور»، فى تصريح لـ«المصرى اليوم»، أن الوصول للحكم وإدارة البلاد أمر معقد وصعب للغاية وتدخل فيه عوامل وتصنيفات كثيرة، معتبرا أن الإخوان والإسلاميين غير مؤهلين لخوض هذه التجربة والنجاح فيها.

وأضاف: «لا أعتقد أنهم سوف يصلون للحكم فى يوم ما».

واستطرد: «حتى لو افترضنا على أسوأ الظروف والأحوال أنهم إذا تمكنوا من الصعود لحكم مصر، فإن ذلك سيكون اختبارا حقيقيا لهم، لأنهم تعودوا طوال السنوات الماضية على الاهتمام بالقضايا الشكلية ومناقشتها، بينما مصر تعانى حالياً من مشكلات اقتصادية وأخرى سياسية تتعلق بالعلاقات الدولية، بينما الإخوان والجماعات الإسلامية غير مؤهلين لمواجهة هذه القضايا الشائكة وحلها».

وأشار «عصفور» إلى أن شخصية قيادية سلفية مثل حازم أبوإسماعيل كل اهتماماته تدور حول عداوته للمرأة رغم أنها تمثل 50% من المجتمع المصرى، وتعداد الشعب المصرى يبلغ 85 مليون نسمة 40% منهم تحت خط الفقر.

وتساءل: «كيف يواجه الإسلاميون هذا الفقر، بالإضافة إلى مشكلات خدمية أخرى فى مصر مثل الصرف الصحى المختلط بمياه الشرب والكوارث الصحية والبيئية المتفشية فى كل مكان، وهى مشكلات لا تحل بالوعظ والنقاش فى الملابس واختلاط البنين بالبنات؟!».

وأضاف «عصفور»: «إننا فى مصر لابد أن نحترم الأغلبية حتى لو كانوا إسلاميين وإذا نجحوا فى الانتخابات بشكل نهائى أو حتى فى الانتخابات الرئاسية سوف نضرب لهم تعظيم سلام». واستطرد: «لكننى لا أظن أنهم مؤهلون لذلك، خاصة أن إشكاليات الحكم أكثر تعقيدا مما يتخيلون، ولا أعتقد أننا فى مصر فى حالة صعود الإسلاميين للحكم سوف تكون لدينا القدرة على منافسة الدول الإسلامية مثل تركيا، فسنكون وقتها محلك سر، خاصة أن أبرز أسباب صعود الإسلاميين هى الأموال السعودية».

وعن احتمالية أن يخرج الدستور القادم بصبغة إسلامية بعد صعود الإسلاميين قال «عصفور»: إننا فى مصر لا يمكن أن نسمح بمثل هذا الدستور، وسوف نؤكد خروج الدستور بطابع مدنى للدولة لأن الإخوان ليسوا وحدهم فى البلد، فهناك 10 ملايين مسيحى وحوالى 16 مليون عائلة تستفيد من السياحة.

وأوضح إذا جاء رئيس من قوة إسلامية وطنية مثل عبدالمنعم أبوالفتوح أو شخصية مثل أردوجان فلن يكون لدىَّ أى مانع لأنهم يمثلون الإسلام المستنير، فضلا عن أن مصر ليست دولة متقدمة، وليس من المنطقى أن نتحدث عن دولة مدنية حديثة لأننا لم نمر بها من الأساس، ولكننا نحتاج إلى قوانين تقدس حقوق الإنسان واحترام الديمقراطية.

جمال عبدالجواد: صعود التيار الدينى ليس مفاجأة.. وصدامهم مع «العسكرى» متوقع:

أكد الدكتور جمال عبدالجواد، المدير السابق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه لم يفاجأ من حصول التيار الدينى، خصوصاً الإخوان المسلمين على الأغلبية فى البرلمان، وأبدى استغرابه من النسبة الكبيرة التى حصل عليها المرشحون السلفيون باعتبارها لم تكن متوقعة، وقال «عبدالجواد» فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» إن الصعود الكبير للتيار الإسلامى كان يحدث أمام الجميع بالتدريج، لكن كان هناك إخفاق من القوى السياسية والجماعات المثقفة فى ملاحقة هذا الصعود واستخدام الأساليب المناسبة للتعامل مع صعودهم.

وأضاف «عبدالجواد» أن صعود التيار الدينى قوبل بحالة من الإنكار والقراءة الخاطئة للواقع، لذا فوجئ البعض به، لكن فى الحقيقة جميع الدراسات واستطلاعات الرأى كانت تؤكد صعودهم، وقوبلت بالرفض والتشكيك، مؤكداً أن الانتخابات تمت بشكل ديمقراطى، والتيار الدينى أصيل يضم مواطنين حريصين على مصلحة البلد، ونجاحهم فى البرلمان اختبار لهم، وسنرى إن كانوا سيلتزمون بالمعايير الديمقراطية الحقيقية أم لا، لأن المجتمع سيواجه حقيقته دون ترتيب مفتعل أو حماية من تيار دينى معين. وعن تأثير التيار الدينى على وضع الدستور القادم أكد عبدالجواد أنه بالتأكيد سيتأثر، لكن ذلك التأثر يتوقف على نية التيارات الدينية نفسها لأن بها كتلة إخوانية تتسم بالتعقل والاعتدال وبها أيضاً كتلة سلفية لا تبدو مستعدة للوصول إلى حلول وسط أو التوافق، وهناك أيضاً القوى السياسية الأخرى التى يجب أن تتصرف بشكل موحد ومتعقل وتدافع عن وجهة نظرها بالشكل الفعال، إلى جانب المجلس العسكرى وموقفه وتصوره للدستور، وقال: «ما أعتقده أن «العسكرى» سيظل يصيغ الأمور فى الاتجاه الأقرب لرؤيته فيما يخص الدستور، فيكون التفاعل بين هذه القوى الأربعة هو معيار الدستور القادم». وأشار إلى أن انتخاب رئيس الجمهورية أمر مختلف عن مجلس الشعب وبه منطق مختلف، لأن قدرة التيارات الدينية على تحقيق الأصوات نفسها على مرشح رئاسى إسلامى أقل من انتخابات الشعب، لأن المصريين يميزون بين رئيس الجمهورية وإمام المسلمين، متوقعاً ألا تعطى الناس أصواتها لمرشح دينى أو حزبى، لأن الرئيس القادم لابد أن يكون فوق الأحزاب ومستقلاً عنها.

صلاح عيسى: أتوقع مرحلة «ارتباك سياسى» عند وصول الإسلاميين للحكم:

أكد الكاتب الكبير صلاح عيسى أن مستقبل مصر، فى حالة صعود التيار الإسلامى، سيتوقف على الطريقة التى سيتعامل بها التيار الإسلامى نفسه، فما يقوله الإسلاميون حاليا ويعدون به من الممكن أن يختلف عما سيحدث عقب وصولهم للحكم، واصفاً ذلك بـ«اللى إيده فى المية مش زى اللى إيده فى النار».

وقال «عيسى» لـ«المصرى اليوم»: «أتوقع وأتمنى إذا أتيحت للإسلاميين الأغلبية فى مجلس الشعب أن يتصرفوا بشكل مختلف عن تصرفاتهم خلال المرحلة الأولى من الانتخابات وما قبلها، وأن يقدموا رؤية مختلفة، ويدركوا ما يحيط بهم من قلق ومخاوف محلية وإقليمية ودولية، مما سيؤدى إلى الارتباك السياسى خلال المرحلة المقبلة».

وأضاف «عيسى» أنه من الصعب الآن التكهن بالآثار التى ستترتب على ذلك، وإن كانت البشائر لا تدعو للتفاؤل، مشيرا إلى أن الإسلاميين غلب عليهم نوع من الإحساس بالقوة والتفوق، وأعتقد أن الإخوان المسلمين غيروا من تكتيكهم خلال الشهور الماضية من المشاركة إلى المغالبة، خاصة بعد ظهور نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية.

وحول تولى أحد مرشحى الإسلاميين الرئاسة قال «عيسى»: لم يكن وارداً فى أذهان الإسلاميين قبل الثورة وصولهم للحكم، وحتى بعد الثورة، كان وارداً لديهم أن يكون لهم صوت قوى فى اختيار الرئيس القادم. وقال: «لو أخذت مصر بالجمهورية الرئاسية فسيكون الوضع غير مناسب، خاصة أن معظم مرشحى الرئاسة، إن لم يكن جميعهم، غير حزبيين، وليس من المنطقى أن يكون الرئيس مستقلاً والبرلمان حزبياً، أما فى الجمهورية البرلمانية فهذا ممكن لأن الحكم سيكون للبرلمان».

وحول احتمالية اصطباغ الدستور الجديد بالصبغة الدينية، قال «عيسى»: «أتوقع حدوث ذلك لأنه ظهر جليا فى مناقشاتهم مع الدكتور على السلمى حول وثيقة المبادئ الدستورية، وفى صياغة المادة الثانية التى كان نصها (مصر دولة مدنية ذات مرجعية دينية)، وكان رأى الإخوان أنه لا مانع لدينا إذا وافقت جماعة السلفيين فاعترض السلفيون، وبالفعل تم تغييرها إلى دولة ديمقراطية
».

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات