|

العلماء يردون على نبوءة عالم أمريكي: نهاية العالم ليست يوم الإثنين المقبل


منذ أيام ترددت شائعات قوية عبر شبكة الإنترنت والعديد من وسائل الإعلام حول اقتراب نهاية العالم بحدوث أقوى زلزال في تاريخ البشرية يوم الإثنين 26 سبتمبر. ومما ساعد على زيادة تلك الإشاعات، انتشار فيديو مخيف على مواقع الإنترنت لبروفيسور أمريكي يدعى "الكسندر ريبروف" يتحدث من خلاله عن وجود مذنب صغير يدعى "مذنب الينين"، اكتشفه رائد فضاء روسي عام 2010، هذا المذنب يدور حول الشمس دورة كاملة كل 10,000 سنة ليكمل دورة واحدة فقط. حيث أوضح ريبروف أنه فى كل مرة تواجد فيها هذا المذنب على استقامة واحدة مع كوكب الأرض والشمس أو أحد الكواكب الأخرى يحدث زلزال كبير وعنيف وأن التناغم الارتجاجي الذي يحدث عندما تصطف هذه الأجرام على خط مستقيم يسبب تضخم في الطاقة، مدللا على ذلك بحدوث زلازل فى تشيلى واليابان ونيوزيلندا عند حدوث ظاهرة اصطفاف مذنب إلينين مع الكواكب.

توقع "ريبروف" أن الاصطفاف المقبل، سيكون يوم 26/9/2011، وفي هذه المرة سيكون مذنب "الينين" ولأول مرة بين الأرض والشمس، وسيكون المذنب على بعد 0,38 من الأرض، معربا عن توقعه بحدوث زلزال مدمر قد تتراوح قوته ما بين 12 – 15 ريختر من الممكن أن يدمر كوكب الأرض، بالإضافة إلى أن ظهور البراكين وارتفاع درجات الحرارة والرياح شديدة السرعة وانفجارات وأمطار حمضية وحرائق فى كل مكان.

وتناقل الجميع تنبؤات " ريبروف "، معتبرين أنها منطقية وربطوا بينها وبين حادث سقوط أحد الأقمار الصناعية على سطح الأرض، كما توقعت وحذرت منه وكالة ناسا الأمريكية على الرغم من كون الظاهرتين منفصلتين، إلا أنه على مواقع التواصل الاجتماعى والمنتديات على الإنترنت انخرط عدد كبير من المستخدمين المصريين والعرب فى الترويج لأن نهاية العالم ستكون الأسبوع القادم وتحديدا الإثنين القادم 26 سبتمبر وأن هذه هى مقدمات لقيام الساعة، لذا كان لابد أن نحتكم إلى رأى العلم والدين فى هذا الأمر.

أكد الدكتور مسلم شلتوت أستاذ قسم أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن وزن القمر الصناعى الذى أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن سقوطه على الأرض يزن ستة أطنان ولأنه كان يدور فى الفضاء الخارجى فقد استغرق وقتا حتى وصوله إلى الغلاف الجوى الأرضي العلوى ومن المتوقع أن يحترق القمر فور اختراقه لهذا الغلاف وتتلاشي معظم أجزائه وما سيتبقى منه من المرجح أن يكون كتل صغيرة تزن بضعة كيلوجرامات نأمل أن تسقط فى مناطق غير آهلة بالسكان كالصحارى والمسطحات المائية.

وأضاف شلتوت أن هذه ليست السابقة الأولى التى يسقط فيها أجسام صناعية على الأرض، حيث سبق أن سقط معمل "سكاي لاب" أول معمل فضائي أمريكي من الفضاء في عام 1979م بعد ست سنوات من البقاء في الفضاء وتفتت أجزاؤه لتسقط على أراض صحراوية فى أستراليا، مؤكدا أن هذا الأمر لا يستدعى الخوف وأنه حادث يتوقع حدوثه وغالبا ما يتم السيطرة على تبعاته التى لاينتج عنها أضرار بالقدر الذى يضخمه الناس من غير المتخصصين.

وفيما يتعلق بما تردد عن مذنب "إلينين"، أكد شلتوت أن ما وصل إليه العالم الأمريكى بالتنبؤ بحدوث زلازل مدمرة هى تنبؤات غير صحيحة ولم تبن على أى دراسات علمية دقيقة ومحدثة فى ظل استمرار العلماء من كل أنحاء العالم فى مراقبة الفضاء والسماء والأرض بأجهزتهم الحديثة وأن الأمر لا يعدو كونه توقعات بنيت على دراسات تاريخية.

أوضح شلتوت أنه لو كانت تلك التوقعات على أساس علمى دقيق، لسارعت الولايات المتحدة الأمريكية بإعلان حالة الطوارئ والتنسيق مع دول العالم للتعامل مع الأمر قبل حدوثه بأسبوعين على الأقل إلا أن هذا لم يحدث.
مؤكدا أنه بالرغم من التقدم العلمى والتكنولوجى ووجود أجهزة علمية حديثة، إلا أن العلماء لم يتمكنوا بعد من التنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقوعها ولا يوجد من هو قادر على التنبؤ بحدوثها حتى لو توفرت له كل الإمكانات العلمية المتاحة.

واتفق معه الدكتور أحمد بدوى الأستاذ بقسم الزلازل بالمعهد ومدير المركز الوطنى للبيانات، مؤكدا أنه لا يوجد حتى الآن وسيلة علمية للتنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقوعها وأن تنبؤات العالم الأمريكى عن حدوث زلازل مدمر على الأرض ليس لها أى أساس علمى، مدللا أنه من الناحية الإحصائية والعلمية فإنه من المستحيل أن يحدث زلزال فى عام 2011 قوته أكثر من 9 على مقياس ريختر، لأنه من المعروف علميا أنه سيحدث زلزال واحد فقط سنويا قوته تتراوح ما بين 8.5 و8 على مقياس ريختر وهذا ما حدث بالفعل فى اليابان أوائل العام الحالى، لأن هذا النوع من الزلازل تنتج عن وجود كمية من الطاقة يتم تجميعها فى باطن الأرض ويتم تفريغ تلك الطاقة فى كتلة واحدة ليتم تجميعها مرة آخرى فى نفس العام.

وتساءل بدوى إذا كان العالم الأمريكى لديه كل تلك التنبؤات لماذا لم يقم بتحذير الدول التى قامت بها كل تلك الزلازل قبل وقوعها مثل تشيلى فى فبراير 2011 واليابان فى مارس الماضى ونيوزيلندا فى أغسطس الماضي؟، مضيفا أن علاقة الكون والفلك والأرض علاقة معروفة ومحددة على المستوى العلمى ومذنب "إلينين" كتلته من الصغر بحيث لايكون لها أى تأثير على الأرض.
وأكد بدوى على أن المخاوف التى ترددت بين الكثيرين بسبب تأثير هذا المذنب ليس لها أى أساس علمى، لافتا إلى أن اصطفاف كوكب الأرض وعطارد والزهرة على استقامة واحدة حدث كثيرًا من قبل ولم يحدث معه وقوع زلزال وليس له ثمة علاقة بمذنب "إلينين ".

أوضح بدوى أنه من الخطأ الربط بين سقوط القمر الصناعى الذى توقعت وكالة ناسا حدوثه وبين ما تردد من أقاويل بشأن مذنب "إلينين" وأن حادث سقوط القمر الصناعى تكرر من قبل دون خسائر شديدة فى استراليا مع معمل "سكاى لاب" بالإضافة إلى أن وكالة ناسا تتحمل مسئولية التعويض عن أى خسائر قد تحدث مثلما حدث من قبل فى أستراليا معربا عن دهشته من الربط بين الظاهرتين وترديد شائعات ليس لها أى أساس علمى مدقق.

لم تبتعد الدكتورة نادية عبدالله سعد رئيس قسم الفلك بالمعهد عما سبق، حيث أكدت أن الحادثتين منفصلتين تماما وأنه من المعتاد أن يسقط أى قمر صناعى بعد انتهاء عمره الافتراضي وأن وكالة ناسا للفضاء تقوم بحساب الاحتمالات كافة، لمثل هذه الظاهرة وبدقة شديدة وتحتاط لها مسبقًا.
وعامة فإنه معروف علميا أن أن وزن القمر الصناعى مهما بلغ وزنه فإنه يكون قليل إلى حد لا يمكن مقارنة بغيره من الكتل الفلكية، لذا فإن تأثير سقوطه بعد تفتته واشتعاله نتيجة لاحتكاكه بالغلاف الجوى لا يكون مدمرًا كما يتصور غير المتخصصين، إلا إذا سقط على منطقة سكنية بعينها -ونادرا ما يحدث هذا- ومن المتوقع أن تسقط أجزاء هذا القمر خارج نطاق مصر نهائيا، حيث من الم
توقع أن تسقط أجزاؤه فى المحيطات المائية وسيقتصر تأثير شظاياه على المنطقة الواقعة فيها.
وأن مايتردد بشأن مذنب إلينين هى افتراضات غير مبنية على دراسات فيزيائية ورياضية دقيقة، مشيرة إلى أن هناك اتجاهًا لمحاولة الربط بين بعض الظواهر الفلكية مثل حركة الأجسام الفضائية وبين الزلازل على اعتبار أن الظواهر الطبيعية عامة مكملة لبعضها البعض، إلا أن تلك الافتراضات غير محققة علميا وإلا كانت اليابان قد نجحت فى التنبؤ بالزلزال الأخير.

وأن المذنب بصفة عامة يحتوى على طاقة ومجال مغناطيسي واقترابه من سطح الأرض قد يؤدى إلى حدوث بعض الاضطرابات التى لا تؤدى بالضرورة إلى حدوث زلازل فى الوضع العادى وإنما قد يتبعها اضطرابات فى شبكات الاتصالات إلا أنه إذا كان مذنبًا ذو طاقة عالية واقترب بشدة من سطح الأرض فإنه من الممكن أن يؤدى إلى حدوث زلزال لكنه لا يصل لأن يكون زلزالًا مدمرًا كما يتردد فى الافتراضات المتعلقة بمذنب إلينين.
من جانبه أعرب الدكتور أحمد فؤاد شاكر، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر عن سخريته من الشائعات التى ترددت حول تحديد موعد محدد لنهاية العالم و قيام الساعة بناء على ما تردد من افتراضات وتنبؤات لبعض العلماء والتى فندها علماء آخرون يؤكدون عدم صحتها ومؤكدًا أن الإسلام جاء ليقود حركة الحياة وليستشهد به الناس فى معرفة دينهم ودنياهم وأن القرآن أكثر من الحديث عن يوم القيامة وجعله الله من الأسرار التى استحوذ عليها فى علمه لا يشاركه فى معرفة موعده أحد ضمن غيره من الغيبيات كما قال تعالى فى كتابه الحكيم " إن الله عنده علم الساعه وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت" صدق الله العظيم.
وأشار إلى أن ماجاء بالآية الكريمة هى الغيبيات الخمسة التى استأثر الله بها لنفسه ولم يعلم بها أحدًا من خلقه.
وأضاف شاكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن مقدمات للساعة سميت علامات الساعة الصغرى والكبرى وبالنسبة للعلامات الصغرى مثل أن تلد الأمة ربتها وأن يتعالى الحفاة الرعاة فى البنيان وأن ترفع الأمانة من الأرض وأن ينزع القرآن من القلوب فإن معظمها قد حدث.
أما العلامات الكبرى فهى أن تشرق الشمس من المغرب وقبلها تظهر الدابة التى تكلم الناس وينزل المسيح الدجال الذى يفتن الناس ثم يأتى المهدى وينزل عيسي عليه السلام ليقتل الدجال ويحكم بشرع الإسلام ثم يموت ويدفن فى الأرض وهذا الأمر كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، لم يحدث بعد ومازال القرآن موجودا فى صدور الناس حتى الآن.
وفيما يتعلق بالظواهر الفلكية أوضح شاكر أن الظواهر الكونية التى يراها العلماء نحن نعلم أنها قد تتغير ولا تأخذ مبدأ الثبوت ولهذا لا نبنى عليها أفكارنا ولا ترقب الأحداث التى سبق ذكرها لأنها بلبلة تكرر ذكرها كثيرًا بين الناس فى أوقات مختلفة ثم جاء اليوم الموعود والزمن المشهود أكثر من مرة ولم يحدث شيء وثبت أنها افتراضات وتوقعات ليس لها أساس دينى أو علمى سليم.

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات