|

خالد منتصر يكتب .. مرحباً بالمرأة الحائض رئيسة جمهورية


هناك تكتيك فى الحوار والإقناع والإفحام يستخدمه البعض أحياناً لحسم الجدل وكسب المعركة وغسل عقول الجمهور، وهو مفاجأة المستمعين بقنبلة دخان من وصف يلقى هوى عند الناس أو كلمة تتمتع بسمعة سيئة لديهم، وعلى رأس تلك الأوصاف والكلمات «امرأة حائض»، وهى صفة تكتسب عند الجمهور تراثاً مكروهاً ومستهجناً يجمع ما بين الدنس والنجاسة والمرض والعزلة والدونية،

وهذا التكتيك هو ما استخدمه للأسف الدكتور محمد مختار المهدى، رئيس الجمعية الشرعية، عندما قال اعتراضاً على ترشيح المرأة لنفسها لرئاسة الجمهورية «لا يمكن أن تتولى الحكم لأنها تصاب بضعف أثناء الدورة الشهرية، ولذلك لا تستطيع إصدار القرارات، فليس من المعقول أن يكون مصير الشعب فى يدى امرأة حائض»!!

والرد الذى لا يعتمد على ثقافة السمع والطاعة بل يعتمد على ثقافة العقل والمنطق هو «نعم من المعقول أن تحكم مصر امرأة حائض وتكون قاضية وبدون أى غضاضة أو حرج».

أسطوانة مشروخة تتكرر مراراً وتستخدم فى تكريس دونية المرأة ونقل إحساس أنها كائن شيطانى دراكولى مكانه الوحيد السجن داخل الدار ومنه إلى القبر!

والسؤال: هل الحيض جريمة وسُبة ولعنة وخطيئة؟ هل هو مرض عضال؟

هل هو جذام أو طاعون أو سل أو جرب لابد أن نستعيذ منه بالحجر الصحى لمخلوق يثير الشفقة بضعفه وهوانه؟

لماذا تحولت هذه المنحة الإلهية والعطية الربانية التى اختص بها الله حواء كخطوة من خطوات خلقه للإنسان- تحولت إلى أداة تعذيب وسوط قهر؟!

علاقة الحيض ببعض الطقوس الدينية شىء وعلاقته بقدرة المرأة على التفكير واتخاذ القرار شىء آخر، الحيض عملية فسيولوجية جوهرها الاستعداد لهذه اللحظة الفارقة الرائعة فى الحياة، لحظة الخلق والتقاء الحيوان المنوى بالبويضة، تلك اللحظة التى تحمل كهرباء السحر ونشوة التكوين، والتى جعلت البشر قديماً فى جميع أرجاء الأرض يعبدون الأنثى ويبجلونها ويقيمون لها المعابد، سواء فى العراق أو مصر أو عند الإغريق أو الرومان، عشتار وإيزيس وفينوس...إلخ،

إنها ليست لحظة عقاب أو خطيئة بل هى لحظة تألق وفخر بهذا السر الإلهى الغامض الذى ظل محيراً للعالم، الذى ظل يتساءل عن سر نزف المرأة أثناء الحيض وعدم موتها رغم هذا النزف، وما هو الرابط بينه وبين الحمل وسر اختفائه أثناء هذه الفترة، لدرجة أن كتب الفقه فسرته بأن دم الحيض لتغذية الجنين أثناء الحمل! ظل العالم حائراً حتى فسره العلم بعد اكتشافه لماهية البويضة وتركيب الحيوان المنوى منذ فترة لا تزيد على قرن ونصف فقط!!

وعرفنا أن فشل لقاء حيوان منوى ببويضة سينتج عنه أن تلك الاستعدادات فى بطانة الرحم تتساقط وينزل الدم الذى وصفناه خطأ بأنه «فاسد»، وهو وصف لا يعرفه الطب فهو مجرد دم مثل أى دم ينزف من جرح!!

وأسأل رئيس الجمعية الشرعية: وماذا لو حكمنا ذكر مصاب بالتهاب البروستاتا أو تليف فيها تفلت منه قطرات البول؟ ولماذا دم الحيض يحمل الخطيئة فى نظرك وليس المنى أو البول؟ وهل لو حكمتنا امرأة تقترب من الستين لا تحمل هذه الخطيئة الإجرامية الحيضية ستوافق وتنتخبها؟ وهل تعرف أن ريجان حاكم أكبر بلد فى العالم عندما عالج سرطان القولون كان من ضمن إجراءات الجراحة أن يتم الإخراج من خلال فتحة فى البطن!!

هل من المفروض ألا يحكم أمريكا لأنه يفرز نجاسة من بطنه؟!!

هل تعرف من أذل شوارب القادة العرب فى 67 وقبلها؟

إنها امرأة تدعى جولدا مائير لم يعترها الضعف البشرى الأنثوى! وهل تعرف من اتخذ أخطر قرار ضرب الفوكلاند بلا هوادة؟

إنها امرأة اسمها مارجريت تاتشر كانت تمتلك قوة أعصاب هرقل!

لكن ما هو تاريخ كراهية هذه العملية الفسيولوجية للمرأة فى التاريخ؟

المصرى اليوم

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات

مقالات إهتم بها القراء