|

غدا.. مساء جديد - إلي .. متي .. ؟؟ مظاهرات.. مظاهرات.. وكـأن لغـة الحـوار قد تاهت عن الطرفين !!


نعم .. أمس كان الجمعة..!
.. ونعم.. وألف نعم.. اليوم اجازة.. وغدا أيضا اجازة..!
لكن من يفكر أن المظاهرات إذا لم يكن لها ما يبررها.. فلا بد أن تؤدي إلي نتائج بالغة السلبية..!
لقد قلنا ألف مرة.. ومرة إن التعبير عن الرأي له منافذه العديدة.. وروافده الكثيرة.. وبالتالي يصبح الاصرار علي تعطيل حركة المرور.. وغرس بذور عدم الاطمئنان في قلوب المواطنين.. مظهرين أساسيين من مظاهر الفوضي.. وعدم الاستقرار..!
* * *
أمس شهدت الكاتدرائية القبطية بالعباسية مظاهرات سبق أن اندلعت أكثر من مرة.. يطالب المشاركون فيها بالإفصاح عن مكان كاميليا شحاتة التي يقولون إنها أشهرت إسلامها.. ثم اختفت..!
ولقد أشعل تلك المظاهرات مجموعات من السلفيين.. الذين نسألهم بدورنا:
ـ بالله عليكم.. ما الذي يدعو إلي إثارة هذه الحكاية الآن.. بصرف النظر عما تضمنته من وقائع وأحداث..؟!
إن ظهور كاميليا.. أو عدم ظهورها لن يقدم. ولن يؤخر. سواء بالنسبة للمسلمين أو الأقباط.. فهي أولاً وأخيراً.. حالة فردية لا ينبغي التوقف أمامها.. بين كل فترة وأخري.. بل المنطق يقول إنه من الأفضل إلقاؤها وراء الظهور.. كل الظهور..!
* * *
ثم.. ثم.. لقد باتت حاليا.. حكاية قديمة.. الأمر الذي يتطلب معه.. خصوصا إذا خلصت النوايا.. اغلاق هذا الملف نهائيا.. اللهم إلا إذا كان هناك تعمد مشبوه لإبقائه مفتوحاً كنوع من أنواع سياسة العصا والجزرة.. وفقاً لأهواء المصالح الخاصة.. والرغبات الذاتية..!
أيضا.. وفي نفس التوقيت.. علت الأصوات أمام دار الإفتاء.. للمطالبة بعزل الرجل المحترم د. علي جمعة.. مفتي الجمهورية..!
ولعله ليس غريبا.. أن من تصايحوا أمام الكنيسة.. ومن هتفوا ضد د. علي جمعة.. هم من نفس العينة.. وذات الطراز بعد أن اتفقوا فيما بينهم علي توزيع أنفسهم توزيعا جغرافيا.. محددا..!
إذن.. لماذا.. وعلي أي أساس.. وبأي منطق..؟؟
كلنا نعرف أن د. علي جمعة .. رجل منزه عن الهوي والغرض.. مثقف.. متحمس أبلغ الحماس لنشر تعاليم الدين السمحة.. فهل هذا ما يضايق هؤلاء.. وما يدفع المتطرفين.. بصرف النظر عن اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم.. لمحاربته..؟؟
لقد أعلن د. علي جمعة رأيه الصريح والقاطع بالنسبة للاعتداء علي الأضرحة.. وهدمها.. مستنكراً أبلغ استنكار من يحرضون علي ذلك.. وواضح طبعا أن مثل هذا الكلام لا يستهوي من اتخذوا لأنفسهم طريقاً غير طريق الإسلام الصحيح.. فينبرون لشـن هجوم مضاد.. واشعال نيران الفتنة و"الخناقات"..!!
* * *
أما المظاهرة التي أحاطت بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة.. فبالرغم من أنها تعكس حقيقة مشاعر المصريين تجاه الذين قتلوا أبناءهم.. ومارسوا أبشع الوسائل القذرة ضد أسراهم.. إلا أن أي موقف تجاه اتفاقية السلام.. ينبغي أن يأتي بالطرق القانونية المشروعة.. ضد دولة تحترم تعهداتها.. ومواثيقها.. وبالتالي فلننتظر حتي يتم تشكيل مجلسي الشعب والشوري الجديدين.. ليتم طرح الاتفاقية للاستفتاء الشعبي.. وعندئذ يكون الشعب صاحب الكلمة العليا.. بحيث لا يجرؤ كائن من كان علي اتهامنا بما ليس فينا..!
* * *
أخيراً.. نجيء إلي ما فعله أبناء القوصية بمحافظة أسيوط وتقليدهم لأبناء عمومتهم في قنـا.. حيث قاموا بقطع خط السكك الحديدية!!
هل من المنطق في شيء أن نعرّض مرافق الخدمات وعلي رأسها السكك الحديدية.. للخطر بين كل فترة وأخري.. بحيث تتحول إلي مدعاة للفوضي..؟؟
* * *
بعيداً عن أي أسباب أو دوافع.. فلا يليق أبداً.. أن يهرع أصحاب المصالح الحقيقية من الناس لإنزال الضرر بأنفسهم..!
يقولون إن هناك أزمة في رغيف العيش في القوصية هي التي دفعت الناس لاعلان الغضب والاحتجاج من خلال قطع السكك الحديدية..!
بديهي.. لقد استغلوا فتيل الأزمة أكثر وأكثر.. بدلاً من أن تصطدم أقوالهم بحجر واحد.. زادت أعداد الحجارة أكثر وأكثر.. والله سبحانه وتعالي وحده أعلم إلي أي مدي يمكن أن تتطور الأمورفيما بعد..!
* * *
في النهاية تبقي كلمة :
الظروف الصعبة تفرض نفسها ولا شك..!
تلك حقيقة .. واضحة رأي العين.. لكن هل نعالج الصعب بما هو أصعب..؟؟
والإجابة بالنفي طبعاً..!
إذن.. ما هو الحل.. لاسيما وان الاستجابة لدعوات التهدئة ليست علي المستوي المطلوب..؟؟
إن الحلول كثيرة ومتنوعة.. لكن ينبغي أن تكون لدينا جميعا.. القناعة بالمبدأ في حد ذاته.. مبدأ الحوار والنقاش.. بموضوعية وعقلانية.. أم أن ندع الانفعالية تتحكم فينا. وتسيطر.. فبصراحة ليس ذلك مجاله أبدا..!
في نفس الوقت.. لا مناص أمام الحكومة من مواجهة المشاكل الجماهيرية الحالة وعلي رأسها مشكلة رغيف العيش. وأنابيب البوتاجاز لكي نغلق أبوابا.. كان لا بد وأن تغلق منذ زمن طويل.. وطويل جدا.

سمير رجب - المساء الاسبوعي

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات