الثورات العربية تخرج السلفيين من القمقم
فتحت الثورات العربية الباب أمام قوى أصولية ترى في الممارسة الديمقراطية ما يخالف النصوص الدينية، وهيأ مستوى حرية التعبير والتنظيم والتظاهر الكبير حاليًا فرصة تلك القوى للظهور في تشكيلات علنية، أجبرها القمع الأمني في السابق على كبت رؤاها أو ممارسة ما أسماه الخبراء التقية السياسية. وتروج أصوات سلفية في مصر لفكرة تعارض الديمقراطية مع الإسلام باعتبار أنها مفهوم غربي وافد يخالف حاكمية الله ويجعل الشعب مرجعية التشريع.
وسبق لداعية أصولي في مصر خلال عهد عبد الناصر وهو سيد قطب أن دشن فكريًّا لمفهوم الحاكمية، في كتاب له بعنوان "معالم في الطريق"، يراه خبراء الجماعات الإرهابية الدستور الأول للجماعات الجهادية منذ نصف قرن على الأقل.
وقال الداعية السلفي عبد المنعم الشحات في تصريح لجريدة الشرق الأوسط: "العنصر الأخطر في الديمقراطي المتحدث باسم الدعوة السلفية في مصر أن مرجعية التشريع للشعب، ونحن نؤمن أن التشريع لله".
وتأتي تصريحات الشحات بعد يومين فقط من قيام متظاهرين بقطع السكك الحديدية عند تقاطع ميدان سيدي عبد الرحيم القناوي بمحافظة قنا جنوب مصر، اعتراضًا على تولي قبطي منصب المحافظ وإغلاق الطريق السريع بين القاهرة وأسوان شرق النيل، في احتجاجات واسعة تنظمها التيارات السلفية وجماعة الإخوان المسلمين منذ الجمعة على تعيين محافظ مسيحي.
وبحسب الخبير الألماني في الحركات الإسلامية المعاصرة لوتس روغلر في تصريح لـ"دويتشه فيله" فإنه يستبعد نظرية قيام الحركات الإسلامية بتحريك الثورات في المنطقة واعتبر "أن مشاركة الإسلاميين في ثورة تونس كانت محدودة جدًّا، لكنهم في الحالة المصرية شاركوا عبر حركة الإخوان المسلمين، كما أن قوى إسلامية في مصر واليمن والأردن تشارك بشكل ملحوظ في الاحتجاجات والتظاهرات، لكنهم لا يمثلون مركز الثقل الرئيسي في الاحتجاجات والتظاهرات التي اجتاحت المنطقة".
الأزمة
رابط html مباشر:
التعليقات: