|

عمرو خالد من صول: المصريون اختاروا ''النهضة لا الفوضى''


عمرو خالد من صول: المصريون اختاروا ''النهضة لا الفوضى''


''اختبار مصر يبدأ من صول.. الفتنة لم أُخمدت فستجعل من صول رمزاً يحتذى به في الوحدة الوطنية''.. تلك كانت أبرز ما قاله الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد في خطبة الجمعة، التي ألقاها من على منبر مسجد علي بن أبي طالب بنزلة ترجم المتاخمة لقرية ''صول''، في أطفيح التابعة لمحافظة حلوان، ( 100 كم جنوب القاهرة) حث خلالها على نبذ الفتنة وإفشاء السلام والوحدة بين كافة المصريين بمختلف انتماءهم.
وقال خالد، في خطبته التي حملت عنوان ''شكر النعمة''، ''إن الحرية فضل من الله وكذلك العطاء بيده.. ومن آثار رحمته على مصر أن الثورة كانت سلمية، وكان المسلمين والمسيحيين كانوا يداً واحدة عملت على انجاح الثورة''، مؤكداً أن الرسالة الذي جاء بها اليوم لقرية ''صول'' كمسلمين ومسيحيين هي أن المصريين جميعاً يرفضون الفتنة ويتصدون للفوضى ويرفعون شعار ''إما فوضي أو نهضة.. والجميع اختار النهضة لا الفوضى''.
وأضاف ''مصر في مفترق طرق إما النهضة التي تضمن التقدم وإما الفوضى التي ستأكل الأخضر واليابس''، محذراً من أن تكون ''صول'' قاعدة تنطلق منها الفتنة الطائفية لتأكل الأخضر واليابس وتأتي على مكتسبات الثورة.
وتابع خالد: ''إن أحدا لن يحمى الوحدة والتماسك بين أهالي قرية صول وكافة القرى والمدن المصرية الأخرى سوى المصريين أنفسهم، فالجميع جاء إلى هنا وسوف يغادر المكان سواء الجيش أو الوفود التي تأتى يوميا للقرية وسيبقى أهل القرية الذين يجب أن يحافظوا على وحدتهم بأنفسهم'' .
وطالب عمرو خالد أهالي قرية صول، من الذين حضروا خطبته، مبايعته على عدم القبول بالفتنة، ووأدها، وإعادة بناء الكنيسة لحفظ الثورة ومكتسباتها من شر الفتنة الطائفية والانقسام.. وقَبِل الحضور المبايعة، وتوجهوا إلى الله بالدعاء وراء خالد.
وأكد أنه جاء إلى هذه القرية ليفشي السلام بين اهلها مسلمين ومسيحيين؛ ''أنا جاي أفشي السلام بينكو''.. مستشهداً بقول الرسول الكريم (ص) ''أفشوا السلام بينكم''، مشدداً على أن الأهالي – قبل الصلاة - وعدوه وتعاهدوا معه للحفاظ على وحدتهم وتجنب أعمال الإثارة والابتعاد عن مروجي الفتن والشائعات والحفاظ على وحدة وتماسك الجميع مسلمين ومسيحيين.
وشدد عمرو خالد في خطبته على أن وأد الفتنة وإخمادها لو تم فيتكون قرية ''صول'' رمزاً يحتذى ومثلاً يؤخذ به في الوحدة الوطنية، وقال ''اختبار مصر يبدأ من صول؛ وهو أن الفتنة لو خمدت فستجعل صول رمزا يحتذى به في الوحدة الوطنية، وأنها من وأدت الفتنة في مصر؛ لأن عصر الفوضى والسلبية انتهى.. والجيش والعلماء مشكورون، ولكن أهالي صول هم من سيزيلون آثار الفتنة''.
وطالب خالد في نهاية خطبته أهالي صول بقبول الصلح والجلوس للتفاوض، حتى لا يكونوا سبباً في مزيد من الفوضى في أم الدنيا، رافعاً يده بالدعاء إلى الله ليحفظ مصر وأهلها.
وتباينت ردود أفعال أهالي صول بعد خطبة الداعية عمرو خالد، فمنهم من ابدى مرونة ورحب بالمبادرة ووأد الفتنة وإعادة بناء الكنيسة في مكانها، وأخرين من أبدوا إصراراً على موقفهم الرافض لإعادة البناء، ووقعت بعد المشادات الطفيفة بين المؤيدين لإعادة البناء وبين الرافضين، ولاتي سرعان ما احتواها كبار رجال القرية.
وقال شيخ مسجد على بن أبي طالب الذي خطب فيه الداعية عمرو خالد، في تصريحات لمصراوي قبل الخطبة، إن مسلمي ومسيحيي مدينة أطفيح وبخاصة قرية صول يعيشون جنباً إلى جنب منذ مئات السنين، رافضاً الأقاويل التي تتردد باضطهاد المسيحيين في صول''.
وأضاف أن شباباً من مسلمي القرية هم من حموا منازل وممتلكات الأقباط في ظل الأزمة، التي قال إنها ''طارئة''، وستنتهي بأسرع وقت، مشيراً إلى أن المسلمين والأقباط كانوا يداً واحدة طوال أيام الثورة والانفلات الأمني الذي حدث في مواجهة البلطجية والخارجين على القانون.
من جهته، قال أحد شباب القرية، يدعى منير، إنه يرفض الذي حدث شكلاً وموضوعاً، كما يرفض أن يقوم أي شخص بهدم الكنيسة لأنها بيت عبادة، موضحاً أنه أصدقائه أيضاً يرفضون ما حدث ويؤيدون جميعاً إعادة بناء الكنيسة في مكانها وأن تعود الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن.
وأشار آخر بأنه يرفض بناء الكنيسة في مكانها مرة أخرى، بحجة أنها وسط كتلة سكنية وفي شارع ضيق وحولها منزل مسلمين كثيرين، لافتاً إلى يوافق على أن تبنى الكنيسة في القرية مرة أخرى لكن في مكان آخر، بعيداً عن منازل الضحيتين الذين قتلا في الأحداث''.
ورحب عمد ومشايخ وكبار عائلات صول ونزلة ترجم بعودة الأسر المسيحية التي تركت منازلها في خضم الأزمة بالعودة مرة أخرى، ونسيان ما حدث، لافتين على أنهم على تواصل مع قيادة كنيسة الأقباط الأرثوذكس في أطفيح، للعمل على احتواء الموقف وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، وأنهم يعملون على أن تجلس جميع الأطراف لتصفية الأجواء مرة أخرى.
وتصدرت قرية ''صول'' المشهد المصري على مدى الأيام الماضية، بعد الأحداث التي شهدتها واسفرت عن مصرع شخصين وهدم كنيسة، وتبعها اعتصام مسيحيون أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بالقاهرة، ومظاهرات بالمقطم بين مسيحيين وشباب سلفيين أسفرت عن مصرع 13 شخصاً وجرح العشرات جراء مواجهات دامية بمنطقة الزرايب.

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات