القرضاوي : لا لدولة دينية بمصر على غرار إيران
القرضاوي: لا لدولة دينية بمصر على غرار إيران
قال الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، يوم الاحد، إن "الذين سيحكمون مصر إذا كانوا من الإخوان أو من غيرهم لن ينشئوا دولة دينية كهنوتية ثيوقراطية"، وانتقد دعوة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامئنى، الذي دعا المتظاهرين بمصر إلى اقامة نظام حكم اسلامي بمصر.واعرب القرضاوي عن اعتقاده أن الرئيس المصري حسني مبارك لم يتنح ولكنه "نحي" عن منصب الرئاسة، وأضاف أن "مثله/مبارك/ لا يمكن أن يتنحى لأن رأسه وألف سيف أن يبقى جاسما على أنفاس الناس ولكن يبدو أن الجيش اجبره على التنحي".
وكان مبارك قد اتخذ مساء أول أمس الجمعة قرارا بالتنحى عن السلطة وذلك بعد مظاهرات عارمة و"ثورة" شعبية دامت لأكثر من 18 يوما.
وتابع "على كل حال تنحى أو نحي، أراح الله الأمة منه كان عبئا كبيرا وما رأيت الناس فرحوا بشىء كما فرحوا بسقوطه، فالمصريون والعرب جميعهم فرحوا فى كل مكان يمكن التعبير فيه".
وأردف "هناك بلاد لا يمكن التعبير فيها كسوريا والسعودية وليبيا ولكن فى كل بلد يمكن التعبير فيه وجدنا الناس يعبرون عن فرحة عارمة بما حدث لأن زوال الظلم نعمة من الله عز وجل".
ووصف القرضاوى "الثورة" المصرية بأنها ثورة لا نظير لها، معربا عن سعادته لتعاون الجيش مع الشعب وتأكيده على أنه ليس بديلا عن الشرعية التى يرتضيها الشعب الثائر.
وأضاف أن "هذه المرحلة هي مرحلة مؤقتة ، فالشعب الثائر يريد حياة جديدة ودستور جديد وثقافة جديدة بها تقاليد سياسية جديدة يختفى فيها اللصوص، ولصوص المال والأراضي الذين يهربون امولهم للخارج ويحرم منها الشعب المصري الذي أصبح مديونا بما يقرب من 880 مليار دولار".
وفى معرض رده على تساؤل حول من سيؤيد لحكم مصر بالمستقبل، قال القرضاوي "لا أريد أن اسبق الأحداث الآن ، لابد أن نتريث فى اختيار من الذي سيحكم مصر، واعتقد أنه لم يعد مقبولا فى الفترة القادمة أن تحكم مصر من قبل شخص واحد، لابد أن يكون هناك اتجاه جماعي، نريد أن تكون هناك رئاسة برلمانية ليس للرئيس فيها سلطة كبيرة كما كانت فى أيام مبارك".
وتابع "لا بد أن نعطى فرصة فى المدة القادمة كى يتبلور فيها من سيكون الرئيس ومن سيكون أعوانه ، نحن نريد نظاما لا أشخاصا فقط ، لأنه لم يسقط الآن شخص وإنما سقط نظام بكل رموزه".
وأجاب على سؤال بشأن مدى تأييده الشخصى لترشيح جماعة "الإخوان المسلمون" أى من قياداتها بالانتخابات الرئاسية المقبلة ، قائلا إنه " لا حكم لنا على الاخوان، وأنا لا احبئذ هذا، ولكن هم كمجموعة من المصريين من حقهم أن يرشحوا من قبلهم الشخصيات التى يرضاها ويقبلها المجتمع ككل لا الإخوان فقط، فإذا حدث ذلك فلا مانع ، ولماذا يحرمون من هذا".
وتابع " أنا اعرف أن الاخوان لا ينتون ذلك ولكن قد تقتضى الظروف أن يرشحوا من بينهم أشخاصا ممن يحظون بالقبول العام فلما لا".
وقد جددت جماعة "الإخوان المسلمون" فى بيان لها يوم السبت تأكيدها أنها لن تقدم على ترشيح أى من أعضائها لرئاسة الدولة وأنها لن تسعى للحصول على أغلبية برلمانية، مؤكدة أن الإخوان ليسوا طالبي سلطة وأنما دعاة للإصلاح .
"الإخوان فوبيا"
ورفض الفقيه الاسلامى المخاوف الموجودة لدى الغرب أو لدى الأقباط بمصر من "احتمالية" وصول الإخوان لسدة الحكم بمصر ، مشددا على أن الحديث عن "تضخيم" الإخوان وما بات يعرف بـ"الإخوان فوبيا" هو حديث غير صحيح لأن "الإخوان صاروا فزاعة تقدم للغرب ليتخوف الأخير من الإسلام ، بينما الإخوان مظلومون وهم جزء من الشعب المصري".
وتابع " إننى اتساءل هل لأنهم مسلمون يجب أن يحرموا من المشاركة ؟ إننى لا أستطيع أن افهم ! فالإخوان لم يتهموا بجريمة منذ عهدعبد الناصر وتحديدا منذ حادث المنشية المعروف وهناك كثيرون يقولون إنه تمثيلية أى أن الإخوان لم يشتركوا فى عنف بل يدعون إلى التسامح وإلى العدالة الاجتماعية وإلى الحرية السياسية وإلى التكافؤ بين الناس وبعضهم البعض ويدعون إلى اقامة نظام عادل حقيقى فلماذا يتهموا ولماذا يحرموا".
وأردف "الإخوان أناس عقلاء، عندما رشحوا أنفسهم فى انتخابات عام 2005 رشحوا فى 100 دائرة فقط ، وحصلوا على 88 مقعدا ، أى لم يرشحوا أنفسهم فى كل الدوائر لأنهم لا يريدون أن يتحملوا تبعة الحكم وحدهم ، وهم أناس لديهم ضمائر وربوا تربية ايمانية اخلاقية وليسوا لصوص ينهبوا الثروات ويرسلونها للخارج".
وشدد القرضاوى على أنه لا يوجد داع لتخوف الأقباط من الإخوان، موضحا بالقول أن " أهم ما يحمى الأقباط هو الإسلام الحقيقى ، فهو يحيمهم من الظلم أو من الإجحاف بحقهم ، فالمتهمون فى تفجير حادث كنيسة القديسين بالأسكندرية الآن هو وزير الداخلية السابق حبيب العادلى، والآن مقدم للنائب العام أن هذا الوزير السابق هو من كان يقف خلف هذا الحادث وأنه ارتكب هذا الجرم حتى يتهم اسلاميون به".
وتابع أنه "من الممكن أن يخاف الأقباط من إسلام المتطرفين ولكن هذا ليس إسلام الاخوان فهم يقولون (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) وينظرون للإقباط على أنهم اخوان لهم بالوطن ".
ينتقد خامنئي
كما انتقد القرضاوي دعوة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامئنى، الذي دعا المتظاهرين بمصر إلى اقامة نظام حكم اسلامي بمصر.
وقال القرضاوي " يقول ما يقول ولكن مصر غير ايران، والاسلام بمصر غير اسلام ايران، اسلام مصر سنى واسلام ايران شيعي، وليس عندنا ولاية الفقيه، ولا عصمة الأئمة".
وتابع أن " الذين سيحكمون مصر إذا كانوا من الإخوان أو من غيرهم لن ينشئوا دولة دينية كهنوتية ثيوقراطية ، وإنما ينشئون دولة مدنية مرجعيتها الشريعة الإسلامية ، فليس الحكم للمشايخ ولا الملالي، إنما للمواطنين الأكفاء، أو كما جاء في القرآن للقوي الأمين" .
وأردف " إذن هناك فرق بين الاسلام فى مصر والاسلام فى ايران، والمسلمون فى مصر لا يتلقون تعليمهم من ايران بالعكس المسلمون بمصر يعتبرون الأزهر الشريف هو أعظم معهد يتعلم منه المسلمون الإسلام الصحيح، وهو إسلام الأمة، فالشيعة يمثلون 10 % أو اقل من الامة بينما تمثل السنة 90 % او يزيد من تلك الامة ، أى تمثل الاسلام الذى يمثل الغالبية العظمى من المسلمين ".
رابط html مباشر:
التعليقات: