|

كاتب عراقى يؤكد .. التغير في مصر ليس من مصلحة الأقباط

كاتب عراقى يؤكد .. التغير في مصر ليس من مصلحة الأقباط

إن المشهد السياسي المستجد في مصر يظهر لنا جليآ بأن المظاهرات التي خرجت الى ميدان التحرير في القاهرة كان مخططآ لها مسبقآ بالتنسيق من قبلً جهات داخلية وخارجية ومنذ عدة أشهر,لقد  شارك فيها وبقوة التيار الأسلامي المتشدد المنتشر في أنحاء مصر وفي المنطقة العربية, على أثر نتائج الإنتخابات البرلمانية السابقة, والتي شابها التزوير وحرمت فيها جماعة الأخوان من الحصول على مقاعد برلمانية تستحقها, وأدت تلك النتائج الى تداعيات عديدة ومنها هذه الأنتفاضة العارمة, حيث كان لجماعة إخوان المسلمين دورآ رئيسيآ فيها بالرغم من أنهم لم يظهروا للعالم في وسائل الإعلام المرئية دورهم البارز والمؤثر في حشدً كل هذه التظاهرات في كل من القاهرة والأسكندرية وأماكن أخرى متعددة من البلاد, إنهم يقولون شيئآ وفي الممارسة يعملون شيئآ آخر, وهذا ما نلمسه في الواقع وعلى الأرض, بسبب وجود مخاوف حقيقية  داخلية وخارجية من تصاعد نفوذ جماعة إخوان المسلمين في البرلمان وفي الحكومة المصرية المقبلة,لأنهم رفعوا شعارات عديدة وخطيرة جدآ ومنها ( الإسلام هو الحل- الإسلام دين ودولة - جيش محمد سيعود ) ومنهم من كان ينادي بقيام (دولة الخلافة الأسلامية) وهناك الكثير من الأمور الأخرى التي تدعو الى التساؤل, بالأضافة الى الأرهاب الفكري الذي تنشره مؤسسات الفتاوى التابعة لجماعة الإخوان المسلمين الذين يكفرون الأقباط ويقتلون السواح الأوربيين بموجب الفتاوى التي يصدرها قادة هذا الحزب, وهي مصابنا اليوم في إرجاعنا الى القرون الوسطى, كما أن هناك الكثير من التناقض في هذه الفتاوي والمرجعيات التي تصدر عنها وخاصة بين الشيخ القرضاوي المتطرف,ومنافسه شيخ الأزهر المرحوم السيد الطنطاوي المعتدل, ولم يتسع لنا المجال للإشارة اليها في هذا المقال. أما أحزاب المعارضة المصرية فقد كان دورها محدودآ جدآ بسبب إمكانياتها المادية الشحيحة,بالإضافة الى ذلك لم يتيسر لديها وسائل الأعلام ولا سيما القنوات الفضائية, كما هو الحال لجماعة الإخوان المسلمين,ومن أحزاب المعارضة حزب الوفد , وحزب الغدً , والجمعية الوطنية للسيد البرادعي, وحركة (كفاية) وغيرها, كما شاهدنا أيضآ  خلال الأسابيع الماضية بأن وسائل الإعلام الأيرانية ومن خلال قناة العالم الفضائية وقناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني, تأييدها ودعمها المطلق للمتظاهرين ولاسيما جماعة إخوان المسلمين , وفي الجانب الآخر شاهدنا أيضآ من خلال قناة الجزيرة القطرية كيف أن بعض دول الخليج وفي مقدمتهم إمارة قطر التي تدين بالمذهب الوهابي المتطرف والتي تحتضن الشيخ المنقرض (يوسف القرضاوي) وهو زميل ورفيق الدرب للأرهابي في منظمة القاعدة أيمن الظواهري, وهناك أشكال متعددة من الأرهابيين فمنهم بالخطابات ومنهم بالعنف والعبوات,وأن إمارة قطر تقدم كل أنواع الدعم والتأييد لجماعة إخوان المسلمين في مصر, لمواصلة الأحتجاجات والتظاهرات حتى إسقاط النظام المصري بكامله, وعندها تعم الأضطرابات والفوضى ويتحقق هدفهم, كما حصل ذلك في العراق الذي حَلً محله النظام الإسلامي الطائفي المتطرف, وقد مضى عليه ثمان سنوات تقريبآ ولا يزال النظام غير مستقر بسب المحاصصة الطائفية, ويفتقر النظام الى تأمين العديد من الخدمات الأساسية الضرورية للمواطنين, وهذا ما سيؤدي ذلك في مصر الى فوضى عارمة في صفوف الشعب البالغ تعداده أكثر من ثمانين مليون نسمة, وحينها يسيطر الإسلاميون على زمام الأمور بشتى الطرق والوسائل الكثيرة المتاحة لهم, بسبب الدعم المادي واللوجستي والإعلامي اللامحدود الذي يصلهم من جمهورية أيران الإسلامية من خلال مئات الأنفاق التي تربط قطاع غزة الفلسطيني بمدينة رفح المصرية , وكذلك الدعم الذي يأتي لهم من دولة قطر وبعض أمراء الخليج من الوهابيين وما أكثرهم في هذه الأيام,ولكن قيادة الجيش المصري الباسل الذي يستحوذ على زمام الأمور الآن, سيخيب آمالهم ويقف بالمرصاد ضدهم وضدً مرجعياتهم ومشاريعهم ونأمل أن يكون الجيش بمثابة صمام الأمان للحفاظ على الأمن والإستقرار في البلاد, وهو الجهة

الوحيدة المؤهلة لقيادة البلاد خلال الفترة الأنتقالية الحالية التي تمتد ستة أشهر. ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي حسين أوباما يسعى جاهدآ من أجل تغيير الأنظمة الدكتاتورية في الشرق الأوسط بأنظمة إسلامية معتدلة شبيهة بالنظام القائم في تركيا, وربما يجهل أو يتجاهل بأن نظام (أوردغان – كول) يسير بخطوات حثيثة وفعالة بإتجاه تطبيق الشريعة الإسلامية في تركيا, ولقد لاحظنا خلال السنوات الأربع الماضية كيف تم تغيير بعض مواد الدستور التركي لصالح الأسلاميين في تركيا,ومنها تقليص سلطات العسكر, وتغييركبار القضاة وحكام الولايات ورؤساء الجامعات وغيرها,وهذا الشئ إذا حصل في مصر سيؤدي الى كارثة حقيقية على مستقبل أقباط مصر وسوف يجعلهم مواطنين من الدرجة الرابعة أو الخامسة وأكثر بؤسآ وشقاءَ مما كانوا عليه في ظل النظام السابق الذي قاده الرئيس السابق حسني مبارك لمدة ثلاثة عقود,وأي تطبيق للشريعة الأسلامية يعني ذلك هو إلغاء للآخر, ولا يوجد مساواة بين المواطنين في ظل أحكام الشريعة الأسلامية, وخير دليل على ذلك هو النظام الأيراني والسعودي على حدِ سواء بالرغم من الإختلاف في المذهب الديني.

إن الأصولية الأسلامية السنية والشيعية تشكل خطرآ على الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط ولا سيما أقباط مصر,لأن منبع ومصدر الأسلام الراديكالي يأتي من (حزب) أوما يسمى جماعة إخوان المسلمين في مصر, التي أسسها الإمام حسن البنا عام 1928  ولقد إنبثقت من هذه الجماعة العديد من الأحزاب السياسية المتطرفة والمنظمات الأرهابية المنتشرة في جميع أنحاء العالم وفي مقدمتهم منظمة حماس الفلسطينية في غزة,ودولة العراق الإسلامية, ومنظمة القاعدة الأرهابية  التي أسسها أسامة بن لادن في الثمانينيات من القرن الماضي والتي تستهدف الإطاحة بالنظم القائمة الآن للوصول الى السلطة وإقامة (دولة الخلافة الأسلامية) كما تحقق ذلك في إفغانستان قبل الأحتلال الأمريكي لها عام 2002  والآن يحاولون تحقيقه في مصر.  على الأقباط العمل بكل جهد ممكن  جنبآ الى جنب مع إخوانهم في الأحزاب الوطنية والمنظمات السياسية العلمانية المصرية لمواجهة التيار الأسلامي المتطرف الذي يكتسح الشارع المصري الآن بدعم من جهات مشبوهة خارج مصر, وعليهم أيضآ إعادة النظر في الأفكار والمفاهيم وحتى الثوابت الوطنية السائدة لديهم لكي يكونوا بمستوى مسؤوليتهم الخطيرة في هذه المرحلة والتي تتحكم في حياتهم ومستقبلهم ومصيرهم في وطنهم الأصلي مصر الفراعنة.

نقلا عن داود برنو - موقع القوش - موقع كلدانى اشورى خاص بمسيحى العراق

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات