|

سنة أولى «بابا».. «تواضروس الثاني» بابا «الكنيسة» المدافع عن «الأزهر»..

سنة أولى «بابا».. «تواضروس الثاني» بابا «الكنيسة» المدافع عن «الأزهر».. دافع عن حقوق المسيحيين والمسلمين.. انحاز للوطن وواجه «المعزول» في «30 يونيو».. وأشهر أقواله: «فلتحرق الكنائس وتبقى مصر»

فيتو
على أجراس الكنائس وصلوات المسيحيين ومشاركة كافة المصريين أثناء اختيار القرعة الهيكلية بالكاتدرائية يوم الأحد 4 نوفمبر العام الماضي، جاء الأنبا تواضروس الثاني ليصبح بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على يد طفل يدعى "بيشوي" تطابق اسمه مع دير الأنبا بيشوي الذي ترهب البابا فيه عام 1988.

بعد مضي عام له في البابوية، وبالتزامن مع عيد ميلاده الـ 61، كان من المقرر إقامة احتفالات بذكرى تنصيب البابا تواضروس بطريرك، إلا أن الكنيسة آثرت الاكتفاء بإقامة قداس الأحد 17 نوفمبر ليرسم عددا من الأساقفة الجدد.

حمل العام الأول للبابا على كرسي مار مرقس الرسول الكثير من الأعمال التي سطرها "تواضروس" بحروف من ذهب في تاريخه، بدءا من مواقفه الوطنية إبان ثورة 30 يونيو وتشجيعه للأقباط على المشاركة في إبداء آرائهم في الإطار السلمي، مرورًا بوقوفه كحائط صد في مواجهة التدخلات الخارجية عقب اعتداءات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على الكنائس، بالإضافة للعديد من المواقف التي تحسب له في إعادة هيكلة الكنيسة من الداخل.

البابا تواضروس هو أكثر باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اهتماما بالشأن العلمي، حيث اهتم بالكلية الإكليريكية وعين لها الراهب القس ديسقورس البراموسي مشرفًا روحيًا للدارسين، إضافة إلى تعيينه الدكتور سامي صبري عميدًا لمعهد الدراسات، والدكتور عادل فخري وكيلًا للمعهد.

كما سعى إلى توفير التعليم العصري لأبناء الكنيسة، واستغلال كافة سبل التكنولوجيا الحديثة، فهو البابا الأول في تاريخ الكنيسة الذي استخدم "آي باد" خلال عظاته الأسبوعية كل أربعاء، والتي كانت يقدمها من قبله البابا المتنيح شنودة الثالث.


زخم اهتمامات تواضروس لم يشغله عن الاعتناء الروحي بأبناء الكنيسة، حيث وضع آلية تختلف كثيرًا عن البابا المتنيح شنودة الثالث، فجعل عظته الأسبوعية تقتصر على الكلمات الروحية فحسب، وألغى التصفيق أو طرح الأسئلة الخاصة خلالها، إلى جانب تنظيم أسقفية الشباب وكافة المعاهد الكتابية بالكنيسة للعديد من الدورات الروحية، وتوحيد المناهج الخاصة بإعداد الخدام داخل كافة الكنائس.

وكان في مقدمة قرارات البابا الـ 118 للكنيسة القبطية تشكيل لجنة لتعديل لائحة انتخاب البطريرك، استجابة لمطالبات كثيرة طيلة السنوات الماضية، وبالفعل انتهت اللجنة من المسودة الأولى والمقرر مناقشتها تأهبًا لعرضها على مجلس الشعب المقبل.

حنكة بابا الأقباط دفعته لاستخدام منافسيه خلال الانتخابات الباباوية في خدمة الكنيسة، فعين الأنبا روفائيل سكرتيرًا للمجمع المقدس، وكذلك الراهب القمص سيرافيم السرياني نائبا باباويًا بأمريكا الشمالية، بعد أن كان شاغلًا منصب سكرتير البابا لشئون المهجر، كما رغب في ترسيم القمص روفائيل آفا مينا مطرانًا أو أسقفًا إلا أنه رفض متمسكًا بديره.

كما سعى البابا تواضروس الثانى لوحدة الكنائس المصرية، فاجتمع في 18 فبراير الماضى برؤساء الكنائس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتأسيس ''مجلس كنائس مصر'' ويضم الكنائس "الأرثوذكسية، والكاثوليكية، والإنجيلية، والروم الأرثوذكس، والأسقفية "، وقال البابا وقتها "أشعر أن التاريخ يسجل هذا اليوم "'.

وفي إطار تواصل جسور الود بين الطوائف، كانت أولي زيارات البابا تواضروس الخارجية إلى الفاتيكان في مايو الماضي بالتزامن مع الزيارة التي قام بها البابا شنودة الثالث عام 1973.

وعلى صعيد المواقف الوطنية، أثبت البابا حرصه على وحدة الصف المصرى في اختبارات عدة، منها حين طلب منه الرئيس المعزول محمد مرسي - تلميحا - في 18 يونيو الماضى بقصر الاتحادية أثناء اعتذاره عن حادثي الخصوص والكاتدرائية، حجب أبناء الكنيسة عن المشاركة في مظاهرات 30 يونيو، رد عليه " الكنيسة مؤسسة وطنية روحية ولن تحجر على آراء أبنائها"، كما رفض إملاءات وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها "آن باترسون" بالتدخل لمنع الأقباط من التظاهر.

ولا يخفي على أحد الدور الوطني للكنيسة القبطية برئاسة البابا تواضروس، وذلك عندما تطاولت الجماعة المحظورة وأعوانها أثناء الحكم الإخوانى على القوات المسلحة، فأصدرت الكنائس المصرية بيانا استنكرت فيه النيل من الجيش المصري لفظيًا أو غيره، ومن ثم جاء موقف البابا الداعم لمشاركة الأقباط السلمية في تظاهرات 30 يونيو، وتصاعدت الأوضاع إلى أن اجتمع مع القوى الوطنية، وكان له دور فعال في خارطة الطريق التي أطاحت بالنظام الإخوانى.

فيما يذكر التاريخ للبابا هدوءه حين أضرم أنصار المعزول النيران بالكنائس عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، فقال عبارته الشهيرة " فلتحرق الكنائس وتبقي مصر، وإن حرقت الكنائس سنصلي بالمساجد، وإن حرقت المساجد سنصلي بالشوارع"، وكان للبابا دور ملموس في توضيح الصورة الحقيقية للغرب، فرفض التدخل الأجنبى في الشأن الداخلي، وخاطب الكنائس بالخارج لتأكيد أن ما جرى في مصر كان ثورة شعبية ساندها الجيش وليس انقلابا.

ورغم أن العام الأول البابوى لـ" تواضروس الثانى" سطر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ البطاركة، إلا أنه لم يخل من بعض الإخفاقات، من بينها عدم التوصل لحل فعلي لأزمة الأحوال الشخصية والمعنية بأمر الزواج والطلاق، كما يرى آخرون أن البابا لم يعتن بأمر المجلس الملي المنتهي الولاية منذ أبريل 2011، ولم يصدر قرارا بوضع لائحة لانتخاب مجلس جديد يعبر عن الأقباط أمام الدولة.

الشباب أيضا يشكون من عدم وجود جسر للتواصل مع البابا بشكل عام، وكذلك غضب عدد كبير من أهالي الأقصر بعد تقسيم إيبارشيتهم إلى قسمين؛ الأول لمدينتي أرمنت وإسنا تولاه الراهب متاؤوس الباخومي كنائب باباوي، والآخر لمدينة الأقصر يتولاه الأنبا يوساب، وعدم استجابة البابا لمطالب أهالي إيبارشية الأقصر وأرمنت وإسنا بعودة أسقفهم الأنبا أمونيوس، المستبعد منذ يونيو عام 2000.

وقد أقام البابا تواضروس احتفالية بطفل القرعة الهيكلية، بيشوى جرجس مسعد، الذى اختار ورقة الأنبا تواضروس من بين ثلاث ورقات كانت موضوعة تضم الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة والقمص رافائيل أفا مينا، وقام البابا تواضروس بمداعبته وإطعامه بنفسه.

وجاءت احتفالية الطفل عقب قداس أمس الذي أقامه البابا تواضروس الثانى بدير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون احتفالاً بذكرى مرور عام على القرعة الهيكلية التى أتت به "بطريرك" على رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولم تقام اية مراسم احتفالية أخري مراعاة لمشاعر أبناء الكنيسة المصرية الذين فقدوا أفراد من اسرهم في حادث الهجوم الارهابي علي كنيسة السيدة العذراء بالوراق يوم العشرون من شهر اكتوبر الماضي  والذى راح ضحيته شهداء ومصابين ..

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات