|

حماس والإخوان والحلم الإسرائيلى

طلعت رضوان
قال محمد بديع فى لقاء علنى جمع أعضاء مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان عندما استقبل رئيس حكومة حماس ((كنتُ أتمنى أنْ تكون رئيس وزراء مصر)) وهكذا يطفح الورم السرطانى المُعادى للانتماء الوطنى على السطح ، وهذا التصريح لايختلف فى معناه عن تصريح (مرشد) سابق للإخوان قال فيه أنه لابأس من أنْ يتولى رئاسة مصر(ماليزى) أوأى شخص (مسلم) غيرمصرى ولكن (المرشد) الحالى أضاف إلى تصريحه كارثة أخرى عندما قال لإسماعيل هنيه ((أوعدك بمنح أعضاء حركة حماس الجنسية المصرية ليكون لهم نفوذ وأولوية فى التوطين داخل سيناء)) (صحيفة روزاليوسف 30/7/2012ص1) هكذا يتنازل الشخص (المصرى) الذى يتولى (إرشاد) جماعته عن جزء من أرض مصرلصالح تحقيق حلم إسرائيل المُتمثل فى أنّ حل مشكلة الفلسطينيين تكون بتهجيرهم إلى سيناء وفق المخطط الصهيونى (الترانسفير) والذى بدأ منذ عام 1929عندما اقترح مستر(ود جوود) العضوبمجلس العموم البريطانى ((أنْ تتنازل مصرلفلسطين عن شبه جزيرة سيناء)) (مجلة العصور- مارس29) وهذا الحلم الصهيونى مُتجدد  ومن أمثلة ذلك ما ذكرته صحيفة المصرى اليوم (29/1/2008) أنّ عددًا من المراقبين السياسيين حذروا من أنّ تفجُرالأوضاع الحالية على الحدود المصرية مع قطاع غزة يصب فى إتجاه تنفيذ مخطط إسرائيلى قديم بإقامة دولة فلسطينية فى شبه جزيرة سيناء يُعرف باسم (غزة الكبرى) وهوالمخطط الذى يُعلن عنه مسئولون ومُتشددون إسرائيليون بشكل دائم ومستمر، كان آخره دعوة كبير الحاخامات (ميتسجر) لكل من بريطانيا وأمريكا والاتحاد الأوروبى لتنفيذ هذا المخطط . وأنّ هؤلاء المراقبين أشاروا إلى أنّ هذا المخطط يعود إلى خمسينيات القرن 20 ويسلب نظريًا ما لايقل عن ألف كم مربع من شبه جزيرة سيناء. وهومخطط قديم تنحسرعنه الأضواء أحيانًا لكنه سرعان ما يطفوعلى سطح الأحداث كلما تفاقمت الأوضاع فى قطاع غزة. ويؤكدون أنّ مقدمات تطبيق هذا المخطط بدأت على الأراضى المصرية بالفعل منذ عام 96بعدة خطوات بدأت أولابما تردّد حول توقيف منح الترخيص بالبناء لأبناء رفح المصرية. وثانيًا بشراء كميات هائلة من الأراضى فى هذه المنطقة من قِبل الفلسطينيين. وثالثا بتحديد منطقة على شكل شبه منحرف يمتد ضلعها الغربى على شاطىء البحرمسافة 40كم من نقطة إلتقاء الحدود المصرية/ الفلسطينية. وتم تحديد 150مترًا تمتد بطول الحدود مع قطاع غزة كمرحلة أولى سيتم هدمها تمامًا وترحيل أهلها مما يعنى الشطب الكامل لمدينة رفح التاريخية. وقال السياسى الفلسطينى (حسن منصور) أنّ المخطط الإسرائيلى يعود إلى عام 1955عندما ظهرت خطة (جونستون) لتوطين الفلسطينيين فى سيناء. وهو ما أكده أيضًا المؤرخ الفلسطينى عبدالقادر ياسين فى مذكراته التى نشرتها صحيفة القاهرة (حلقة 6/11/2007)  .

    وكتب د. خليل مصطفى الديوانى أنّ مجلس المُستعمرين الإسرائيلى صرّح منذ سبعة أعوام أنه يجب أنْ تمتد حدود قطاع غزة إلى ماوراء خط الحدود الراهن بين مصروإسرائيل مُقتطعة جزءًا من سيناء يسمح بتوطين بعض الفلسطينيين (أهرام 4 فبراير2008) كما اقترح (جيورا آيلاند) رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى على شارون عام 2004((ضم 600كم إلى قطاع غزة من شمال سيناء لبناء مدينة يعيش فيها مليون فلسطينى . ونقل مساحة صغيرة (حوالى 100 كم) من أراضى الأردن إلى الفلسطينيين)) (صحيفة هاآرتس الإسرائيلية 4/6/2006نقلا عن مجلة مختارات إسرائيلية- يوليو2006) أى أنّ إسرائيل تود التخلص من المشكلة الفلسطينية على حساب الشعبيْن المصرى والأردنى . وهى بالترويج لهذا الاقتراح تضرب الاستقراروتزرع بذورالفتن بين أبناء الشعوب الثلاثة (المصرى والأردنى والفلسطينى) خاصة وأنّ خبراء السياسة الإسرائيليين يعلمون أنّ العروبيين والإسلاميين سوف يرحبون بالاقترح الإسرائيلى .

    الاقتراح (والأدق المخطط) الإسرائيلى يلتقى مع اقتراح الشخص الذى (يُرشد) المسلمين أتباعه عندما وعد إسماعيل هنيه (الحمساوى) بمنح (كل) أعضاء حماس الجنسية المصرية (ليكون لهم نفوذ وأولوية فى التوطين داخل سيناء) هذا (المرشد) يُعيد انتاج مخطط بلفور الإستعمارى حيث (من لايملك أعطى لمن لايستحق) و(المرشد) الذى يتصوّرأنه فوق القانون وفوق السيادة المصرية، عندما (يتطوّع) بمنح الحمساويين الجنسية المصرية لتسهيل إحتلال سيناء، يتجاهل الجرائم التى ارتكبها الحمساويون ضد مصر، كما فعل مبارك ونظامه (المُتهم بالعداء للحمساويين رغم استقباله لهم فى رحلات مكوكية ويقيمون فى فنادق سبعة نجوم على حساب شعبنا المصرى الذى ينام وسط طفح المجارى) من بين جرائم الحمساويين ضد شعبنا تفجيرمعبررفح المصرى فى أكثرمن عشرين موقعًا واستخدموا البلدوزرات فى هدم الجدار الجانبى للمعبر، وذلك علنًا وفى وضح النهار. كما اقتحموا بوابة صلاح الدين بعدد من السيارات التى شقت طريقها إلى الحدود المصرية من قطاع غزة. ورفعوا الأعلام الفلسطينية على بعض المنشآت المصرية فى تحدٍ سافرللسيادة المصرية ولمشاعرشعبنا ، ورغم ذلك ارتكب مبارك ونظامه جريمة السكوت على جرائم الحمساويين ضد مصر. فبعد العدوان الإسرائيلى على غزة فى ديسمبر2008قتل الحمساويون الرائد المصرى (ياسرفريح) يوم 28/12/2008وجاء هذا الفعل الإجرامى نتيجة هجوم مسلح شنّته عناصرمن حركة حماس على نقطة الحراسة داخل الأراضى المصرية. وآنذاك كشفتْ المصادرالرسمية لصحيفة الأهرام أنّ لديها التفاصيل حول المخطط المشبوه الذى يستهدف مصر، وتشارك فيه دولة عربية ، بالاضافة إلى تجنيد بعض الصحف الخاصة فى مصرمقابل تمويلها (أهرام 20/12/ 2008) ورغم هذا الفعل الاجرامى لم تهتزشعرة واحدة لمبارك ونظامه. ولم يهتم بقتل مصريين على أرض مصر. أما عن السبب فهو يحتاج إلى كبارعلماء النفس لمعرفة سرهذا الهوان والانكسارأمام الحمساويين والتغاضى عن جرائمهم ضد شعبنا المصرى وضد السيادة المصرية. 

    إنّ السؤال المسكوت عنه فى الإعلام المصرى وفى الثقافة المصرية البائسة السائدة هو : إذا كانت بعض الفصائل الفلسطينية الإسلامية ترى أنّ حل مشكلة الشعب الفلسطينى تتمثل فى إحتلال سيناء والأردن ، فكيف نأمن نحن المصريين على أنفسنا من هذه الفصائل لو أنّ حلمهم (وحلم إسرائيل) تحقق فى أى وقت؟ كيف نأمن على أنفسنا وقد سبق أثناء الصراع الدامى بين أتباع حماس وأتباع فتح أنّ الحمساويين كانوا يتخلصون من خصومهم الفتحاويين (الفلسطينيين مثلهم) بإلقائهم من الأدوارالعليا؟ وبرفع علم حماس بمنظوره الدينى ونزع علم فلسطين بمنظوره الوطنى؟ والاعتداء على الجرحى الفلسطينيين داخل المستشفيات وفى منع المرأة الفلسطينية من الاشتراك فى المظاهرات ضد (العدوالصهيونى) لأنّ المرأة عورة بدءًا من شعرها إلى أظافر قدميها بما فى ذلك صوتها. وإذا كان العروبيون والإسلاميون من المصريين لايشعرون بالقلق من الحمساويين، فإنّ أهالى محافظة شمال سيناء كانوا أكثروعيًا إذْ طلبوا من المحافظ وضع مادة فى الدستورتحظرعلى سلطات الدولة تغييرأوتعديل أوإعادة ترسيم الحدود الشرقية لتخوفهم ((مما يُسمى الوطن البديل فى سيناء للفلسطينيين)) (المصرى اليوم 31/7/2012) كما أصدرت منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان بيانـًا طلبت فيه سرعة (تحريرقطاع غزة من قادة حركة حماس) واعتبرتْ المنظمة أنّ حركة حماس كيان غيرشرعى وهى السبب الرئيسى فى حالة الانقسام وعرقلة قيام الدولة الفلسطينية المنشودة منذ عام 67. وأشارالبيان أنّ الهدف الاستراتيجى من زرع حماس داخل غزة هوتحقيق الأهداف الإيرانية فى المنطقة بإقامة دولة شيعية تمتد من فلسطين إلى لبنان وسوريا وهوما يُبرّرالدعم المالى واللوجيستى لحماس من قِبل طهران والحرس (الثورى) الإيرانى الذى يمد حماس بالأسلحة ويتولى تدريب عناصرها. وحذرت المنظمة من عمليات نقل الأسلحة والصواريخ بعد تهريبها من ليبيا ونقلها إلى حماس عبرسيناء والأنفاق الحدودية ضمن مخطط للإخوان لتحويل سيناء إلى قاعدة عسكرية لحركة حماس (روزاليوسف – مصدرسابق) .

    وكما ارتكب مبارك ونظامه جريمة السكوت على جرائم الحمساويين وعلى جرائم الحزب اللبنانى الذى أخذ اسم (الله) ضد شعبنا المصرى، ارتكب المجلس العسكرى خطأ السكوت على جريمة الحمساويين وأتباع حسن نصرالله (بعد 25يناير2011) عندما اقتحموا السجون المصرية وأفرجوا عن الارهابيين من أتباعهم لترويع شعبنا. والعقل الحرلايمكن أنْ يتغافل عن ربط كل ذلك بالقرارالذى أصدره رئيس مصرالإسلامى (محمد مرسى) بالعفوعن 17من قيادات تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية من المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد فى قضايا إغتيالات وتفجيرات الأزهر(المصرى اليوم 31/7/2012) أى أنّ الرئيس (المسلم) يُبادربالافراج عن الإرهابيين ، بينما آلاف النشطاء السياسيين الشرفاء لايزالون فى سجون العسكر. فهل هى مصادفة أنْ يأتى قرارالافراج عن الارهابيين فى نفس الوقت مع تصريحات (المرشد) الذى تمنى أنْ يكون فلسطينى حمساوى رئيسًا لوزراء مصر، والوعد بمنح أعضاء حماس الجنسية المصرية؟ لا أعتقد أنها مصادفة. ويذهب ظنى أنّ الأمريدورفى نطاق تقسيم الأدوار. الرئيس يُفرج عن الارهابيين المصريين والمرشد يُمكن الحمساويين من احتلال سيناء. والنتيجة (لوتم المخطط إلى غايته النهائية) تحقيق الحلم الإسرائيلى بترحيل الفلسطينيين إلى سيناء لتستمتع باحتلال الأجزاء الباقية من أراضى الشعب الفلسطينى. يحدث هذا وأغلب كبارالمتعلمين من شعراء وروائيين وصحفيين وإعلاميين إلخ لايُبالون ولايهتمون وكأنّ الأمريتعلق بأحداث ومخططات لغزو(المريخ) وليس لاحتلال سيناء المصرية.

* تمت كتابة هذا الموضوع قبل الهجوم الإرهابى على القوات المسلحة المصرية فى رفح يوم 5 أغسطس، والذى أودا بحياة 16 جندى مصرى.
طلعت رضوان

هل أعجبك هذا؟

رابط html مباشر:



التعليقات:

تعليقات (فيس بوك)
0 تعليقات (أنا قبطي)

0 التعليقات :



الأرشيف الأسبوعي

مواقع النشر الإجتماعية:

تابع الأخبار عبر البريد الإلكتروني







إعلانات ومواقع صديقة:


إحداثيات أناقبطي..

التعليقات الأخيرة

أحدث الإضافات